ننشر نص الكلمة التي ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي في الجلسة الافتتاحية للقمة العالمية للطاقة بدولة الإمارات الذي افتتح في وقت سابق الاثنين 19 يناير في أبو ظبي . "بسم الله الرحمن الرحيم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الفريق أول سمو الشيخ / محمد بن زايد آل نهيان ، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ، أصحاب الفخامة والسمو ، السيدات والسادة ، بدايةً .. أود أن أعرب عن سعادتي لتواجدي بينكم اليوم في إطار زيارتي الأولى لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة .. تحت القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان .. كما أتوجه بالشكر إلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان .. على الدعوة للمشاركة في القمة العالمية لطاقة المستقبل .. التي تنعقد ضمن فعاليات أسبوع أبو ظبي للاستدامة .. وإلى حكومة دولة الإمارات العربية الشقيقة وشركة " مصدر " للجهود المتميزة لاستضافة وتنظيم هذه القمة العالمية .. التي تبرز دور الإمارات الرائد على المستوى العالمي في تعزيز مفاهيم الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة . وفى هذا الصدد .. لا يفوتني أن أشير إلى العلاقات التاريخية والروابط الراسخة بين مصر والإمارات العربية المتحدة .. التي أرساها سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله .. والتي دعمها الموقف التاريخي لدولة الإمارات .. حكومةً وشعباً.. في مساندة مطالب وتطلعات الشعب المصري ..التي خرج من أجلها في ثورتين مجيدتين في الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو .. واللتين مهدتا الطريق إلى بداية عهد جديد في تاريخ الدولة المصرية . السيدات والسادة ، يجمعنا اليوم هذا المحفل الدولي .. الذي يعد تجمعاً مهماً وحيوياً لبحث التحديات التي تؤثر على قطاعات الطاقة والمياه والتنمية المستدامة .. ويمثل فرصة هامة للحوار والنقاش بين مختلف الأطراف .. لتبادل الرؤى والخبرات .. وطرح الحلول المبتكرة للتحديات التي تواجه العالم . فقد تضاعفت معدلات الاستهلاك العالمي للطاقة خلال العقود الأربعة الماضية .. مع توقعات بتضاعف الطلب العالمي بحلول عام 2050 ..إضافةً إلى وجود ما يزيد عن 1.3 مليار نسمة على مستوى العالم بدون مصدر للكهرباء .. نصفهم في أفريقيا .. الأمر الذي يستدعى تضافر الجهود من أجل مواجهة هذه المشكلة .. التي تعوق مسيرة التقدم بالدول الأفريقية الشقيقة . وعلى الصعيد العربي، تموج منطقتنا بتحديات مختلفة، لا تقتصر على موضوعات الطاقة، حيث تفاقم الإرهاب وصار يمثل ظاهرة عالمية تبث مخاطرها وتنشر الدعاوى المغلوطة لتكفير المجتمعات.. تستهدف ترويع الآمنين والإخلال بالسلام الاجتماعي.. وهو الأمر الذي يتطلب تحركا واعيا من المجتمع الدولي.. ومواجهة لا تقتصر على الجوانب الأمنية والعمل العسكري ولكن تمتد لتشمل الأبعاد التنموية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي .. والثقافية بما تتضمنه من تجديد للخطاب الديني وتنقيته من أية أفكار مغلوطة قد تغري البعض باتخاذ العنف وسيلة للتعبير عن الآراء أو فرض التوجهات .. ولا يمكننا أن نغفل أهمية الارتقاء بجودة التعليم وربطه بسوق العمل لمكافحة البطالة .. والحيلولة دون انتشارها بين أوساط الشباب. يتطلب كل ذلك جهداً عربياً مضاعفاً، فالتطورات التي تشهدها بعض الدول العربية ، لا يمكن النظر إلى بعضها بمعزل عن الآخر، فما يحدث في إحدى دول الجوار العربية يؤثر بلا شك على أشقائها العرب. وفى هذا الإطار أؤكد أن مصر تعتبر أن أمن منطقة الخليج العربي خطٌ أحمر وجزء لا يتجزأ من أمنها القومي ، وأشيد بالجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية الشقيقة للحفاظ على أمنها القومي، كما أدعو إلى استمرار هذه الجهود وتكثيفها للتصدي لأية محاولات تستهدف النيل من أمن دول الخليج واستقرارها. السيدات والسادة ، على المستوى الوطني .. وفى إطار السياسات التنموية التي تنتهجها مصر .. يُعد توافر الطاقة وإدارة الطلب عليها .. من الأولويات الرئيسية على أجندة التنمية المصرية ..نسعى لتحقيقه من خلال إصلاح الدعم وتنويع مزيج الطاقة .. وتبنى خطط لترشيد وتحسين كفاءتها . وللتغلب على التحديات الناتجة عن الفجوة بين احتياجات الطاقة والمتاح منها .. تعمل مصر على تطوير إستراتيجية وطنية للطاقة تفي باحتياجات السوق المحلى .. وتحقق معدلات النمو المستهدفة للاقتصاد القومي .. وتؤمن إمدادات الطاقة ..وتحافظ على معايير البيئة والتنمية المستدامة . تلك الإستراتيجية تقوم على عدة محاور، تشمل .. تنويع مصادر الطاقة التقليدية المستخدمة فى محطات توليد الكهرباء .. من خلال وضع مزيج متوازن يحقق الاستخدام المستدام والأنسب للموارد المتاحة ..بحيث يشمل الاستخدام النظيف للفحم ومصادر الطاقة النووية .. إلى جانب الغاز الطبيعي والبترول .. مع العمل على تحسين كفاءة الطاقة وتطوير حقول البترولو الغاز الطبيعي .. وتشجيع الاستثمار في الاستكشافات الجديدة خلال المرحلة القادمة .. لزيادة الاحتياطيات والإنتاج والإسراع بسداد المديونيات المستحقة للشركاء الأجانب .. فضلاً عن تنفيذ خطة شاملة لإصلاح دعم الطاقة على مدى خمس سنوات تتضمن اتخاذ تدابير لحماية الفقراء .. وهو الإجراء الذي أسهم أيضاً في إزالة إحدى أكبر العقبات أمام نمو الاقتصاد وزيادة القدرة التنافسية . هذا وتشمل الاستراتيجية تحويل مصر إلى مركز محوري لتجارة وتداول الطاقة .. للاستفادة من موقعها الجغرافي الذي يتوسط كبار منتجي ومستهلكي الطاقة .. وتوافر البنية التحتية وعلى رأسها قناة السويس أهم ممر ملاحي عالمي .. خاصة في ظل التوسعة الجديدة التي تتم حالياً .. وخط أنابيب "سوميد" .. وخطوط شبكات البترول والغاز .. وتسهيلات إسالة الغاز والطاقات المتاحة بمعامل تكرير النفط . إلا أن محدودية مصادرنا من الطاقة التقليدية تحتم علينا التوسع فى الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة .. في ظل الإمكانات الكبيرة لاستغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح .. وصولاً لنسبة مشاركة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة المصري إلى أكثر من 20% بحلول عام 2020. وقد تم بالفعل تنفيذ عدد من المشروعات الناجحة في مجال الطاقة المتجددة أبرزها .. مشروعات توليد الكهرباء من طاقة الرياح فى الزعفرانة والغردقة .. كما يتم تنفيذ بعض المشروعات في مناطق جبل الزيت وخليج السويس .. وفيما يتعلق بالطاقة الشمسية .. فيجرى تنفيذ عدد من المشروعات .. كمشروع الكريمات لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية الحرارية. إن الاستثمارات الهائلة التي يتطلبها تنفيذ هذه الخطط الطموحة .. تدعو إلى مشاركة القطاع الخاص في تنفيذها .. لاسيما مع عناصر الجذب التي تتمثل في استقرار سوق الطاقة المصري .. وتوافر المعلومات وقلة المخاطر .. والعمل بمعايير ومواصفات قياسية لمشروعات الطاقة .. إضافة إلى الفصل بين الإنتاج والنقل والتوزيع . وفى هذا الإطار .. تتناول التشريعات الجديدة تحفيز إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة .. وتنمية استخدامها وتنويع أنماط إنشاء مشروعات الطاقة المتجددة .. لإعطاء أكبر مساحة من الفرص أمام المستثمرين .. مع تبنى برنامج لتعريفة التغذية على أسس جاذبة للاستثمار ..فضلاً عن طرح واحد من أكثر البرامج طموحاً على المستوى الدولي .. لبناء 4300 ميجاوات من محطات إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح خلال ثلاث سنوات . السيدات والسادة ، يرتبط مستقبل التنمية المستدامة في العالم .. بتحقيق استقرار أسواق الطاقة وتوفير طاقة نظيفة .. وضمان إمداداتها للدول النامية والمتقدمة على حد سواء .. وفى هذا العصر الذي يتسم بتشابك المصالح .. أصبح من الضروري دعم التعاون والتنسيق بين الدول المنتجة والمستهلكة للطاقة .. لتبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا بما يحقق المصالح المشتركة لكافة الأطراف . أود في نهاية كلمتي .. أن أؤكد على تقدير مصر لأهمية التعاون مع الأشقاء وشركاء التنمية .. في كافة المجالات بما فيها قطاعات الطاقة التقليدية والمتجددة .. وفى هذا الصدد، فإن سعى مصر للاستفادة من الزخم المتحقق نتيجة لجهود الإصلاح المستمرة .. كان الدافع لتنظيم " مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري .. مصر المستقبل " الذي سيعقد في مدينة شرم الشيخ خلال شهر مارس القادم .. لعرض التوجه الاقتصادي للحكومة .. ولصياغة مشاركات فاعلة في عدد من القطاعات .. من خلال خريطة استثمارية موحدة لمصر .. ومن ثم، فإنني أدعوكم من هذا المنبر اليوم .. للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي المصري بشرم الشيخ. وختاماً أود أن انتهز هذه المناسبة .. لأعرب عن شكري وتقديري مرة أخرى للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان .. ولى عهد أبو ظبي .. نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .. وحكومة دولة الإمارات العربية الشقيقة .. على جهودها في الإعداد لهذه القمة وعلى حفاوة الاستقبال . ننشر نص الكلمة التي ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي في الجلسة الافتتاحية للقمة العالمية للطاقة بدولة الإمارات الذي افتتح في وقت سابق الاثنين 19 يناير في أبو ظبي . "بسم الله الرحمن الرحيم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الفريق أول سمو الشيخ / محمد بن زايد آل نهيان ، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ، أصحاب الفخامة والسمو ، السيدات والسادة ، بدايةً .. أود أن أعرب عن سعادتي لتواجدي بينكم اليوم في إطار زيارتي الأولى لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة .. تحت القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان .. كما أتوجه بالشكر إلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان .. على الدعوة للمشاركة في القمة العالمية لطاقة المستقبل .. التي تنعقد ضمن فعاليات أسبوع أبو ظبي للاستدامة .. وإلى حكومة دولة الإمارات العربية الشقيقة وشركة " مصدر " للجهود المتميزة لاستضافة وتنظيم هذه القمة العالمية .. التي تبرز دور الإمارات الرائد على المستوى العالمي في تعزيز مفاهيم الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة . وفى هذا الصدد .. لا يفوتني أن أشير إلى العلاقات التاريخية والروابط الراسخة بين مصر والإمارات العربية المتحدة .. التي أرساها سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله .. والتي دعمها الموقف التاريخي لدولة الإمارات .. حكومةً وشعباً.. في مساندة مطالب وتطلعات الشعب المصري ..التي خرج من أجلها في ثورتين مجيدتين في الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو .. واللتين مهدتا الطريق إلى بداية عهد جديد في تاريخ الدولة المصرية . السيدات والسادة ، يجمعنا اليوم هذا المحفل الدولي .. الذي يعد تجمعاً مهماً وحيوياً لبحث التحديات التي تؤثر على قطاعات الطاقة والمياه والتنمية المستدامة .. ويمثل فرصة هامة للحوار والنقاش بين مختلف الأطراف .. لتبادل الرؤى والخبرات .. وطرح الحلول المبتكرة للتحديات التي تواجه العالم . فقد تضاعفت معدلات الاستهلاك العالمي للطاقة خلال العقود الأربعة الماضية .. مع توقعات بتضاعف الطلب العالمي بحلول عام 2050 ..إضافةً إلى وجود ما يزيد عن 1.3 مليار نسمة على مستوى العالم بدون مصدر للكهرباء .. نصفهم في أفريقيا .. الأمر الذي يستدعى تضافر الجهود من أجل مواجهة هذه المشكلة .. التي تعوق مسيرة التقدم بالدول الأفريقية الشقيقة . وعلى الصعيد العربي، تموج منطقتنا بتحديات مختلفة، لا تقتصر على موضوعات الطاقة، حيث تفاقم الإرهاب وصار يمثل ظاهرة عالمية تبث مخاطرها وتنشر الدعاوى المغلوطة لتكفير المجتمعات.. تستهدف ترويع الآمنين والإخلال بالسلام الاجتماعي.. وهو الأمر الذي يتطلب تحركا واعيا من المجتمع الدولي.. ومواجهة لا تقتصر على الجوانب الأمنية والعمل العسكري ولكن تمتد لتشمل الأبعاد التنموية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي .. والثقافية بما تتضمنه من تجديد للخطاب الديني وتنقيته من أية أفكار مغلوطة قد تغري البعض باتخاذ العنف وسيلة للتعبير عن الآراء أو فرض التوجهات .. ولا يمكننا أن نغفل أهمية الارتقاء بجودة التعليم وربطه بسوق العمل لمكافحة البطالة .. والحيلولة دون انتشارها بين أوساط الشباب. يتطلب كل ذلك جهداً عربياً مضاعفاً، فالتطورات التي تشهدها بعض الدول العربية ، لا يمكن النظر إلى بعضها بمعزل عن الآخر، فما يحدث في إحدى دول الجوار العربية يؤثر بلا شك على أشقائها العرب. وفى هذا الإطار أؤكد أن مصر تعتبر أن أمن منطقة الخليج العربي خطٌ أحمر وجزء لا يتجزأ من أمنها القومي ، وأشيد بالجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية الشقيقة للحفاظ على أمنها القومي، كما أدعو إلى استمرار هذه الجهود وتكثيفها للتصدي لأية محاولات تستهدف النيل من أمن دول الخليج واستقرارها. السيدات والسادة ، على المستوى الوطني .. وفى إطار السياسات التنموية التي تنتهجها مصر .. يُعد توافر الطاقة وإدارة الطلب عليها .. من الأولويات الرئيسية على أجندة التنمية المصرية ..نسعى لتحقيقه من خلال إصلاح الدعم وتنويع مزيج الطاقة .. وتبنى خطط لترشيد وتحسين كفاءتها . وللتغلب على التحديات الناتجة عن الفجوة بين احتياجات الطاقة والمتاح منها .. تعمل مصر على تطوير إستراتيجية وطنية للطاقة تفي باحتياجات السوق المحلى .. وتحقق معدلات النمو المستهدفة للاقتصاد القومي .. وتؤمن إمدادات الطاقة ..وتحافظ على معايير البيئة والتنمية المستدامة . تلك الإستراتيجية تقوم على عدة محاور، تشمل .. تنويع مصادر الطاقة التقليدية المستخدمة فى محطات توليد الكهرباء .. من خلال وضع مزيج متوازن يحقق الاستخدام المستدام والأنسب للموارد المتاحة ..بحيث يشمل الاستخدام النظيف للفحم ومصادر الطاقة النووية .. إلى جانب الغاز الطبيعي والبترول .. مع العمل على تحسين كفاءة الطاقة وتطوير حقول البترولو الغاز الطبيعي .. وتشجيع الاستثمار في الاستكشافات الجديدة خلال المرحلة القادمة .. لزيادة الاحتياطيات والإنتاج والإسراع بسداد المديونيات المستحقة للشركاء الأجانب .. فضلاً عن تنفيذ خطة شاملة لإصلاح دعم الطاقة على مدى خمس سنوات تتضمن اتخاذ تدابير لحماية الفقراء .. وهو الإجراء الذي أسهم أيضاً في إزالة إحدى أكبر العقبات أمام نمو الاقتصاد وزيادة القدرة التنافسية . هذا وتشمل الاستراتيجية تحويل مصر إلى مركز محوري لتجارة وتداول الطاقة .. للاستفادة من موقعها الجغرافي الذي يتوسط كبار منتجي ومستهلكي الطاقة .. وتوافر البنية التحتية وعلى رأسها قناة السويس أهم ممر ملاحي عالمي .. خاصة في ظل التوسعة الجديدة التي تتم حالياً .. وخط أنابيب "سوميد" .. وخطوط شبكات البترول والغاز .. وتسهيلات إسالة الغاز والطاقات المتاحة بمعامل تكرير النفط . إلا أن محدودية مصادرنا من الطاقة التقليدية تحتم علينا التوسع فى الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة .. في ظل الإمكانات الكبيرة لاستغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح .. وصولاً لنسبة مشاركة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة المصري إلى أكثر من 20% بحلول عام 2020. وقد تم بالفعل تنفيذ عدد من المشروعات الناجحة في مجال الطاقة المتجددة أبرزها .. مشروعات توليد الكهرباء من طاقة الرياح فى الزعفرانة والغردقة .. كما يتم تنفيذ بعض المشروعات في مناطق جبل الزيت وخليج السويس .. وفيما يتعلق بالطاقة الشمسية .. فيجرى تنفيذ عدد من المشروعات .. كمشروع الكريمات لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية الحرارية. إن الاستثمارات الهائلة التي يتطلبها تنفيذ هذه الخطط الطموحة .. تدعو إلى مشاركة القطاع الخاص في تنفيذها .. لاسيما مع عناصر الجذب التي تتمثل في استقرار سوق الطاقة المصري .. وتوافر المعلومات وقلة المخاطر .. والعمل بمعايير ومواصفات قياسية لمشروعات الطاقة .. إضافة إلى الفصل بين الإنتاج والنقل والتوزيع . وفى هذا الإطار .. تتناول التشريعات الجديدة تحفيز إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة .. وتنمية استخدامها وتنويع أنماط إنشاء مشروعات الطاقة المتجددة .. لإعطاء أكبر مساحة من الفرص أمام المستثمرين .. مع تبنى برنامج لتعريفة التغذية على أسس جاذبة للاستثمار ..فضلاً عن طرح واحد من أكثر البرامج طموحاً على المستوى الدولي .. لبناء 4300 ميجاوات من محطات إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح خلال ثلاث سنوات . السيدات والسادة ، يرتبط مستقبل التنمية المستدامة في العالم .. بتحقيق استقرار أسواق الطاقة وتوفير طاقة نظيفة .. وضمان إمداداتها للدول النامية والمتقدمة على حد سواء .. وفى هذا العصر الذي يتسم بتشابك المصالح .. أصبح من الضروري دعم التعاون والتنسيق بين الدول المنتجة والمستهلكة للطاقة .. لتبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا بما يحقق المصالح المشتركة لكافة الأطراف . أود في نهاية كلمتي .. أن أؤكد على تقدير مصر لأهمية التعاون مع الأشقاء وشركاء التنمية .. في كافة المجالات بما فيها قطاعات الطاقة التقليدية والمتجددة .. وفى هذا الصدد، فإن سعى مصر للاستفادة من الزخم المتحقق نتيجة لجهود الإصلاح المستمرة .. كان الدافع لتنظيم " مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري .. مصر المستقبل " الذي سيعقد في مدينة شرم الشيخ خلال شهر مارس القادم .. لعرض التوجه الاقتصادي للحكومة .. ولصياغة مشاركات فاعلة في عدد من القطاعات .. من خلال خريطة استثمارية موحدة لمصر .. ومن ثم، فإنني أدعوكم من هذا المنبر اليوم .. للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي المصري بشرم الشيخ. وختاماً أود أن انتهز هذه المناسبة .. لأعرب عن شكري وتقديري مرة أخرى للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان .. ولى عهد أبو ظبي .. نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .. وحكومة دولة الإمارات العربية الشقيقة .. على جهودها في الإعداد لهذه القمة وعلى حفاوة الاستقبال .