استطاعت السينما السورية لأول مرة في تاريخها الوصول للمسابقة الرسمية لمهرجان "كان" السينمائي في دورته ال65 "16-27 مايو 2012" عن طريق الفيلم الروائي "فلسطين صندوق الانتظار للبرتقال". يتناول الفيلم في 15 دقيقة هموم السينمائيين في الدول النامية وسعيهم للحصول على التقدير الذي يستحقونه وقد تم اختياره ضمن 10 أفلام للتنافس في المسابقة الرسمية للمهرجان الذي استقبل أكثر من 4500 استمارة مشاركة. الفيلم الذي شارك في إنتاجه مهرجان دبي السينمائي من إخراج السوري "بسام شخص" وإنتاج الأردنية "رولا ناصر" التي حصدت عدة جوائز في مهرجان دبي السينمائي الدولي عن فيلميها "الجمعة الأخيرة" و"مدن ترانزيت" وقد حصل الفيلم على دعم إنتاجي من "فيلم فند" الهولندية إضافة إلى استفادته من منحة دعم المشاريع قيد الإنجاز التي يقدّمها برنامج "إنجاز" أحد مبادرات سوق دبي السينمائي الذي يقدّم الدعم للسينمائيين العرب من السيناريو إلى الشاشة، والسوق السينمائي الوحيد من نوعه في العالم العربي الذي يغطي طيفاً من الأنشطة السينمائية بما يقدّمه من ورش عمل وندوات وبرامج تدريب إضافة إلى سوق للإنتاج المشترك، وسوق لبيع وتوزيع الأعمال السينمائية. تدور أحداث الفيلم حول "أيوب" و"مصطفى" مخرجين عربيين يكافحان لإنجاز فيلم يصطدمان بسوء إدارة الأجهزة السينمائية الداعمة للمخرجين المستقلين فيتجهان إلى الخارج للحصول على الدعم من صناديق أجنبية لفيلم بعنوان "في انتظار صندوق البريد" ولكن المشكلة الوحيدة التي تواجههما الآن هي ترجمة عنوان الفيلم قبل عرضه في مهرجان كان. وقد أثنى المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي مسعود أمر الله آل على الشجاعة والأسلوب المبتكر للفيلم في تسليط الضوء على التحديات والعقبات التي تواجه السينمائيين في عالمنا العربي مشيراً إلى أن "تسجيل المعاناة اليومية للسينمائيين في صناعة أفلامهم يذكرنا بالهمّ المشترك الذي يربط المهرجانات السينمائية بالمخرجين العرب المستقلين الذين يحاولون النجاح والوصول إلى العالمية ويسعدنا في مهرجان دبي السينمائي الدولي أن يكون لنا ولو دور بسيط في تحقيق هذا الهدف". من جهته قال مخرج الفيلم بسام شخص "الفيلم يطمح لخلق علاقة صادقة وإيجابية بين المؤسسات السينمائية العربية والمخرجين العرب المستقلين علاقة قائمة على الشفافية والهم المشترك وهو ما رأيته واضحاً في مهرجان دبي السينمائي الدولي". جدير بالذكر أن برنامج "إنجاز" لدعم المشاريع قيد الإنجاز يقدم منحاً مالية ل15 فيلماً عربياً وثائقياً وروائياً كل عام تصل إلى 100 ألف دولار أمريكي لكل فيلم وذلك بهدف تمكين السينمائيين العرب من إنجاز أفلامهم في مراحل ما بعد الإنتاج وتقديمها للجمهور. وكان البرنامج قد تمّ إطلاقه في 2009 وقد دعم أكثر من 45 فيلماً عربياً، بما فيها الروائي المصري "الخروج" والوثائقي الإماراتي "حمامة" والعراقي الطويل "الرحيل من بغداد" ومن فلسطين "حبيبي راسك خربان" ومن الجزائر "وردة كان لها أولاد" ومن الأردن "الجمعة الأخيرة" ومن المقرر أن يتم الإعلان عن أسماء المستفيدين من منحة 2012 خلال الصيف الجاري.