"مقابر المماليك" .. تراث كبير من المساجد والخوانق والأضرحة التي بناها المماليك الشراكسة فيما يعرف الآن بمنطقة صحراء المماليك، الواقعة بالقرب من طريق صلاح سالم. ويعانى هذا التراث الأثري الهام من شتى صور الإهمال الذي يهدد بفقدانه للأبد. كاميرا "أخبار اليوم" تجولت في المنطقة الأثرية ورصدت حجم التعديات التي تتعرض لها المباني الأثرية القيمة، التي أصبحت مقلبا للقمامة، وضحية لمافيا البناء المخالف وأصحاب الورش، إلى جانب تعرضها للسرقات والانهيارات، وهم مسجد وخانقاة السلطان فرج بن برقوق وقبة الأمير جانى بك الأشرفي وقبة الأمير قرقماس وخانقاة ومسجد وضريح الأمير اشرف برسباى وتكية الأمير أحمد أبو سيف ومسجد وضريح السلطان قايتباي وحوض وساقية السلطان قايتباي وقبة عصفور وقبة وضريح الأمير سليمان. وأكد أستاذ الآثار الإسلامية وعميد كلية الآثار الأسبق بجامعة القاهرة د.رأفت النبراوي، أن "مقابر المماليك" معرضة للخطر بسبب حالة الإهمال الشديد التي تعاني منها، على الرغم من أنها أهم المناطق الأثرية التي تعود إلى العصر المملوكي والعثماني، مضيفا أن التراث المتبقي من العمارة الإسلامية تعرض لإهمال كبير خاصة في الفترة الأخيرة، وما يضيع منه لن يمكن تعويضه مرة أخرى. وأضاف د.النبراوي، أن وزارة الآثار تولي اهتماما أكبر للآثار الفرعونية، بينما تعاني الآثار الإسلامية من الإهمال بشكل مخيف وكل أشكال التعديات التي تؤدى لانهيارها أو سرقتها أو تعرضها لخطر الحرائق، كما تهمل في إنقاذها بالترميمات العاجلة التي تقيها من الانهيار مثلما حدث مع المسافر خانة، أو تؤمنها بشكل جيد أو تحميها من مخاطر الحرائق، كما حدث أيضا للمسجد العمري. وأكد د.النبراوي، أنه يجب البحث عن منظومة جديدة أكثر كفاءة لحماية الآثار الإسلامية التي تقع داخل التجمعات السكانية، لأنه على الرغم من مرور مفتشي الآثار بشكل دوري، إلا أنهم لا يستطيعون منع التعديات، فهناك أكتر من 10 آلاف بلاغ بالتعدي على مناطق أثرية قدم للجهات الأمنية لم يتم البت فيهم حتى الآن،كما أن وتيرة هذه التعديات زادت مؤخرا بسبب حالة الانفلات الأمني بعد الثورة. وقال د.النبراوي أن التعدي على الآثار يشمل أنواعا كثيرة منها احتلال المبنى والإقامة فيه أو إضراره بالتلوثات السمعية والبصرية أو تعليق لافتات عليه، وهو ما يحدث في هذه المناطق الأثرية التي تجاور المناطق السكنية. وطالب د.النبراوي، وزارة الآثار بوضع منطقة "مقابر المماليك" على الخريطة السياحية والاهتمام بترميمها وإزالة التعديات التي تقع عليها، مضيفا أنها منطقة مليئة بالآثار القيمة التي تحتاج إلى دعاية عالمية، فهى لا تقل أهمية عن القاهرة التاريخية، ويمكن أن تصبح متحفا مفتوحا مثل شارع المعز تدر دخلا قوميا كبيرا. وأضاف د.النبراوي أن هذه المناطق تحتاج إلى ما هو أكثر من عمليات الترميم، حيث من الضروري توعية السكان المحيطين بها أثريا وتحفيزهم لحمايتها والحفاظ عليها وهى مسئولية المجتمع والإعلام. وأكدت سالي سليمان الباحثة في التراث المصري والمرشدة السياحية أن وزارة الآثار ليس لديها إستراتيجية في التعامل مع هذا الإرث التاريخي وطريقة تدويره واستثماره، ليصبح مصدرا لدخلها كما أنها لا تنظر للآثار الإسلامية بعين الاعتبار، مما يؤدي لإهمال الكثير منها في محافظات مصر المختلفة. وقالت سالي، إن منطقة "مقابر المماليك" هجرها المسئولون منذ عهد د.أحمد قدري رئيس هيئة الآثار الأسبق الذي كان آخر من عمل بهذه المنطقة..مضيفة أن أثر هام مثل مسجد الظاهر بيبرس توقف ترميمه منذ أكثر من 7 سنوات، وهناك آثار لم يتم ترميمها منذ قيام لجنة حفظ الآثار العربية بالعمل فيها في فترة حكم الخديوي عباس حلمي الثاني، إلى جانب حوادث السرقات والإهمال التي تؤدي إلى انهيار كثير من الآثار الإسلامية. وكانت وزارة الآثار قد أعلنت منذ فترة طويلة عن تبنيها لمشروع لتطوير هذة المنطقة وإحيائها مرة أخرى، ووضعها على الخريطة السياحية، إلا انه لم يتم البدء في المشروع حتى الآن. البوم الصور الإهمال يضرب "مقابر المماليك" /images/images/small/ 1. الإهمال يضرب "مقابر المماليك" 2. الإهمال يضرب "مقابر المماليك" 3. الإهمال يضرب "مقابر المماليك" 4. الإهمال يضرب "مقابر المماليك" 5. الإهمال يضرب "مقابر المماليك" 6. الإهمال يضرب "مقابر المماليك" 7. الإهمال يضرب "مقابر المماليك" 8. الإهمال يضرب "مقابر المماليك" 9. الإهمال يضرب "مقابر المماليك"