سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن الأحد 30 يونيو 2024    حادث على بعد 13 ميلا من ميناء المخا اليمني    منتخب الأرجنتين ينتظر الإكوادور أو المكسيك لمواجهة أحدهما في ربع نهائي كوبا أمريكا    درجات الحرارة اليوم الأحد 30-6-2024 فى مصر    لحظات تحليق البالون الطائر فى سماء الأقصر احتفالا بذكرى 30 يونيو.. فيديو وصور    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأحد 30 يونيو    «زي النهارده».. ثورة 30 يونيو تطيح بحكم الإخوان 30 يونيو 2013    استمرار الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية    رهينة إسرائيلية مطلق سراحها: هل يمكننا أن نتعلم الحب وليس الكره    أصالة تعزي الملك محمد السادس في وفاة والدته    مقرر استثمار الحوار الوطني: أوربا في أزمة طاقة.. ومصر الوجهة الأهم لتوفير الطاقة المتجددة    شاهد محمد أبو تريكة يصنع الحدث في مواقع التواصل بعد احداث مباراة المانيا والدنمارك ... خالد منتصر يسخر من تصريحات محمد أبو تريكة    ياسر أيوب: اتحاد الكرة يعاني من تهديد الأهلي والزمالك في قرارات الانسحاب    جهاد جريشة: أطالب رابطة الأندية بالاعتذار للاتحاد السكندري    هشام يكن: الزمالك أخطأ لخوضه مباراة سيراميكا كليوباترا    أسعار اللحوم والدواجن والخضروات والفواكه اليوم الأحد 30 يونيو    نتائج أولية.. الغزواني في المقدمة بانتخابات الرئاسة الموريتانية    إعادة ضخ المياه إلى منطقة الدقى وإستئناف تسيير حركة السيارات (تفاصيل)    مدحت صالح يطرب جمهور الأوبرا بأروع أغانيه على المسرح الكبير    نجوم العالم العربي يطلوّن في البرنامج الجديد «بيت السعد»    خاص.. بيراميدز: ما حدث في مباراة سموحة إهمال واضح من صاحب الأرض وننتظر قرار الرابطة النهائي    "لو تجاري".. اعرف موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2024    التطبيق من الغد، شعبة المخابز تكشف عن التكلفة الجديدة لإنتاج الخبز    الأرجنتين تصعق بيرو بثنائية لاوتارو وكندا تبلغ ربع نهائي كوبا أمريكا لأول مرة    "أبو الغيط": مبارك رفض التصدي للاتصالات الأمريكية مع الإخوان لهذا السبب    تفاصيل جديدة عن زواج نجوى كرم    هل يجوز التهنئة برأس السنة الهجرية.. الإفتاء توضح    الصحة: مرضى الاكتئاب أكثر عرضة للإصابة بالسرطان    «السيستم عطلان».. رابطة مصنعي السيارات تكشف أسباب تكدس العربيات في الموانئ    أسعار ومواصفات بيجو 2008 موديل 2024    وزير خارجية اليمن: القضية الفلسطينية على رأس أولويات القاهرة وصنعاء    حظك اليوم برج القوس الأحد 30-6-2024 مهنيا وعاطفيا    محمد رمضان يقدم حفل ختام ناجحا لمهرجان موازين وسط حضور جماهيرى ضخم    عصام عبد الفتاح يكشف فضيحة تلاعب كلاتنبرج بالخطوط لصالح الأهلي    ما هي أول صلاة صلاها الرسول؟.. الظهر أم العصر    من هو أول من وضع التقويم الهجري؟ ولماذا ظهر بعد وفاة الرسول؟    عاجل.. لطلاب الثانوية العامة.. الأسئلة المتوقعة في امتحان الإنجليزي    عاجل.. فيروس "حمى النيل" يهدد جنود الاحتلال الإسرائيلي.. وحالة من الرعب    اعرف وزن وطول طفلك المثالي حسب السن أو العمر    حكم الشرع في الصلاة داخل المساجد التي بها أضرحة.. الإفتاء تجيب    متحدث التعليم: شكلنا لجنة للوقوف على شكوى امتحان الفيزياء والتقرير في صالح الطلاب    عمرو أديب: مستقبل وطن يمتلك كوادر تنظيمية تستطيع تخفيف الأزمة الاقتصادية| فيديو    ضبط مسجل خطر بحوزته مواد مخدرة وسلاح ناري في الأقصر    الإجازات تلاحق الموظفين.. 10 أيام عطلة رسمية في شهر يوليو بعد ثورة 30 يونيو (تفاصيل)    ظهور مؤثر لVAR وقرارات مثيرة فى مباراتى الزمالك وسيراميكا والاتحاد ضد الداخلية    حقيقة تأجيل الضمان الاجتماعي المطور لشهر يوليو 1445    "طعنة بالصدر".. ننشر صورة المتهم بقتل سباك الوراق بسبب المخدرات    5 علامات تدل على خلل الهرمونات بعد الحمل.. لاتتجاهليهم    رئيس لجنة الصناعة ب«الشيوخ»: 30 يونيو ثورة شعب ضد قوى التطرف والتخلف استجاب لها قائد عظيم لتحقيق طموحات الشعب    مصطفى بكري: إعلان تشكيل الحكومة الجديدة 3 يوليو    بالتزامن مع بداية امتحاناتها.. 14 معلومة عن برامج الماجستير والدكتوراة المهنية بجامعة الأقصر    «الزنداني»: هجمات الحوثيين في البحر الأحمر هدفها كسب تأييد شعبي    أستاذ علوم سياسية: الدول المنادية بحقوق الإنسان لم تقم بدور مهم حول غزة    د.حماد عبدالله يكتب: "البلطجة والسفالة" وسكان القصور!!    إصابة 4 أشخاص بينهم طفل بلدغات سامة في الوادي الجديد    رمضان عبد المعز: الصلاة على النبى تنصرك على آلام وأحزان ومصاعب الدنيا    مجلس جامعة الأزهر يهنئ الرئيس السيسي بالذكرى ال 11 لثورة 30 يونيو    الري: توجيهات رئاسية بدعم أشقائنا الأفارقة في مجال الموارد المائية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



‬أسرار ‬لقاءات ‬السيسى ‬مع ‬‮8‬/‬‮1‬ ‬زعماء ‬العالم

خلال ‬‮36‬ ‬ساعة ‬فقط، ‬التقى ‬الرئيس ‬عبدالفتاح ‬السيسى ‬يومى ‬الثلاثاء ‬والأربعاء ‬فى ‬نيويورك ‬مع ‬‮24‬ ‬من ‬قادة ‬دول ‬العالم. ‬وعندما ‬يجتمع ‬اليوم ‬مع ‬الرئيس ‬الأمريكى ‬باراك ‬أوباما، ‬يكون ‬قد ‬قابل ‬رؤساء ‬دول ‬وحكومات ‬ينتمون ‬إلى ‬قارات ‬العالم ‬الخمس، ‬أفريقيا ‬وآسيا ‬وأوروبا ‬وأمريكا ‬الجنوبية ‬وأمريكا ‬الشمالية، ‬ويمثلون ‬من ‬حيث ‬العدد "‬ثمن"‬ ‬قادة ‬دول ‬العالم.
يبدو ‬الرئيس ‬مجهداً ‬بعد ‬هذه ‬السلسلة ‬من ‬اللقاءات ‬المكثفة ‬والاجتماعات ‬المطولة ‬التى ‬بدأها ‬ليل ‬الأحد ‬الماضى ‬فور ‬وصوله ‬إلى ‬نيويورك ‬بمقابلة ‬بان ‬كى ‬مون ‬الأمين ‬العام ‬للأمم ‬المتحدة، ‬ثم ‬العاهل ‬الأردنى ‬الملك ‬عبدالله
.‬
ثم ‬استكملها ‬يوم ‬الاثنين ‬بجلسات ‬ممتدة ‬مع ‬أقطاب ‬السياسة ‬وصناع ‬القرار ‬ورؤساء ‬كبريات ‬الشركات ‬والمفكرين ‬وكبار ‬الصحفيين ‬والإعلاميين ‬الأمريكيين.‬
غير ‬أن ‬مشاعر ‬الارتياح ‬لنتائج ‬هذه ‬اللقاءات ‬بددت ‬أى ‬إرهاق، ‬والإحساس ‬بالسعادة ‬التى ‬لا ‬يخفيها ‬الرئيس ‬لنجاح ‬الزيارة ‬تغلب ‬على ‬أى ‬إجهاد.‬
عبر ‬تلك ‬اللقاءات، ‬أطل ‬رئيس ‬مصر ‬الجديد ‬لأول ‬مرة ‬على ‬عديد ‬من ‬قادة ‬دول ‬العالم. ‬تفاعل ‬معهم، ‬وتفاعلوا ‬معه. ‬نقل ‬إليهم ‬رسائله ‬بوضوح ‬لم ‬تشوش ‬عليه ‬معلومات ‬مغلوطة ‬أو ‬أحكام ‬خاطئة.. ‬فليس ‬من ‬رأى ‬وسمع ‬كمن ‬يطالع ‬التقارير!‬.
وعبر ‬كلمته ‬أمس ‬أمام ‬الجمعية ‬العامة ‬للأمم ‬المتحدة، ‬أطل ‬رئيس ‬مصر ‬الجديد ‬على ‬شعوب ‬العالم، ‬ينقل ‬إليهم ‬رسائل ‬من ‬شعب ‬مصر ‬الحر، ‬الذى ‬حرك ‬التاريخ ‬مرتين، ‬الأولى ‬عندما ‬ثار ‬ضد ‬الفساد ‬وخرج ‬يطالب ‬بالعدالة ‬والحرية، ‬والثانية ‬عندما ‬ثار ‬ضد ‬طغيان ‬جماعة ‬حاولت ‬طمس ‬هويته ‬الوطنية ‬وتغييرها ‬باسم ‬الدين.‬
ومثلما ‬استطاع ‬السيسى ‬أن ‬يكسب ‬قلوب ‬المصريين ‬بصدقه ‬وإخلاصه ‬ووطنيته، ‬استطاع ‬أن ‬يستحوذ ‬على ‬عقول ‬القادة ‬الذين ‬قابلهم، ‬بصراحته ‬وأفكاره ‬المرتبة ‬وعمق ‬رؤيته، ‬ومساعيه ‬الحثيثة ‬لتنمية ‬بلاده ‬والنهوض ‬بشعبها ‬اقتصادياً ‬واجتماعياً، ‬وكذلك ‬دقة ‬تحليله ‬للمخاطر ‬التى ‬تحيق ‬بمنطقة ‬الشرق ‬الأوسط ‬والعالم ‬ككل، ‬وأبرزها ‬خطر ‬الإرهاب.‬
منذ ‬صباح ‬أمس ‬الأول ‬وحتى ‬الليل، ‬قابل ‬الرئيس ‬السيسى، ‬رئيس ‬وزراء ‬لبنان، ‬رئيس ‬كوريا ‬الجنوبية، ‬رئيس ‬تشيلى، ‬رئيس ‬وزراء ‬بريطانيا، ‬رؤساء ‬بلغاريا ‬وقبرص ‬وصربيا ‬ومقدونيا، ‬رئيس ‬فرنسا، ‬رئيس ‬وزراء ‬اثيوبيا، ‬رئيس ‬وزراء ‬اليابان، ‬رئيس ‬غينيا ‬الاستوائية، ‬رئيس ‬تشاد، ‬كما ‬التقى ‬بالأمين ‬العام ‬لجامعة ‬الدول ‬العربية.‬
اتسمت ‬اللقاءات ‬بالمودة ‬والحرارة، ‬ولوحظ ‬أنها ‬انتهت ‬جميعا ‬بتوجيه ‬الدعوة ‬للرئيس ‬لزيارة ‬هذه ‬البلدان ‬واستكمال ‬المباحثات ‬حول ‬التعاون ‬المشترك ‬والتشاور ‬حول ‬القضايا ‬الإقليمية ‬والدولية.‬
كان ‬لقاء ‬السيسى ‬والرئيس ‬الفرنسى ‬فرانسوا ‬أولاند ‬على ‬وجه ‬الخصوص ‬فى ‬مقدمة ‬اللقاءات ‬الناجحة. ‬حرص ‬أولاند ‬على ‬الترحيب ‬بالرئيس ‬وجدد ‬له ‬التهنئة ‬بتوليه ‬منصبه. ‬وقال ‬له : ‬إن ‬بلدينا ‬تربطهما ‬علاقات ‬تاريخية، ‬نحرص ‬عليها ‬ونتمسك ‬بها، ‬ولنا ‬مع ‬مصر ‬تعاون ‬كبير ‬لانريد ‬التفريط ‬فيه، ‬ونحن ‬نتفهم ‬ما ‬يجرى ‬فى ‬مصر، ‬وندعمها ‬اقتصاديا ‬وسياسيا.‬
وأضاف: ‬أننا ‬نرحب ‬بك ‬فى ‬فرنسا ‬فى ‬أى ‬وقت ‬تريد.
واستجاب ‬الرئيس ‬للدعوة، ‬وقد ‬تكون ‬فرنسا ‬هى ‬محطته ‬الأولى ‬فى ‬أول ‬زيارة ‬له ‬إلى ‬أوروبا.‬
بالمثل، ‬كان ‬لقاء ‬الرئيس ‬السيسى ‬مع ‬ديفيد ‬كاميرون ‬رئيس ‬وزراء ‬بريطانيا ‬الذى ‬استمع ‬إلى ‬شرح ‬الرئيس ‬للأوضاع ‬فى ‬مصر، ‬وأبدى ‬تفهمه ‬الكامل ‬ومساندة ‬بلاده ‬لها. ‬وعبرعن ‬تقديره ‬لرؤية ‬الرئيس ‬للأوضاع ‬بالمنطقة، ‬وشكره ‬له ‬على ‬دوره ‬فى ‬وقف ‬إطلاق ‬النار ‬بغزة، ‬ومبادرته ‬بالدعوة ‬لعقد ‬مؤتمر ‬لإعادة ‬إعمارها.‬
‬وفى ‬لقائه ‬مع ‬سيزو ‬آبى ‬رئيس ‬وزراء ‬اليابان، ‬تركز ‬النقاش ‬على ‬العلاقات ‬التاريخية ‬بين ‬البلدين، ‬وآفاق ‬التعاون ‬فى ‬ضوء ‬الاهتمام ‬اليابانى ‬الواضح ‬بخريطة ‬الاستثمار ‬الجديدة ‬والمشروعات ‬الكبرى ‬التى ‬بدأت ‬مصر ‬فى ‬تنفيذها، ‬واهتم ‬آبى ‬كثيراً ‬باقتراح ‬الرئيس ‬بإنشاء ‬حى ‬يابانى ‬فى ‬إحدى ‬ضواحى ‬القاهرة.‬
وعندما ‬ألمح ‬الرئيس ‬بعتاب ‬رقيق ‬لموقف ‬اليابان ‬من ‬ثورة ‬‮30‬ ‬يونيو، ‬كان ‬رئيس ‬الوزراء ‬اليابانى ‬شجاعا ‬فى ‬رده ‬بأن ‬الموقف ‬كان ‬خاطئا ‬لأن ‬الصورة ‬لم ‬تكن ‬حينئذ ‬واضحة ‬لديهم.‬
كان ‬الرئيس ‬السيسى ‬يستهل ‬كل ‬لقاء ‬مع ‬زعماء ‬العالم ‬بشرح ‬الأوضاع ‬فى ‬مصر. ‬وبوضوحه ‬الذى ‬يعرفه ‬منه ‬المصريون ‬قال ‬لهم : ‬‮«‬الشعب ‬المصرى ‬هو ‬الذى ‬انتخب ‬الإخوان ‬وأتى ‬بهم ‬إلى ‬السلطة، ‬وهو ‬نفسه ‬الذى ‬أخرجهم ‬منها. ‬الجيش ‬المصرى ‬ليس ‬فى ‬عقيدته ‬منذ ‬ثورة ‬‮23‬ ‬يوليو، ‬ولا ‬فى ‬قاموسه ‬كلمة ‬انقلاب، ‬وكان ‬لزاما ‬على ‬الجيش ‬أن ‬يقف ‬لمساندة ‬الشعب ‬وإنفاذ ‬إرادته‮.
‬‬
وفى ‬كل ‬لقاء.. ‬كان ‬التعقيب ‬على ‬كلام ‬الرئيس، ‬يأتى ‬مؤيدا ‬له، ‬ومعبراً ‬عن ‬احترام ‬إرادة ‬الشعب ‬المصرى.‬
وفى ‬لقائها ‬مع ‬الرئيس، ‬أبدت ‬السيدة ‬بارك ‬كون - ‬هيه ‬رئيسة ‬كوريا ‬الجنوبية ‬اهتماما ‬ملحوظا ‬بالتوسع ‬فى ‬الاستثمار ‬بمصر، ‬وعرضت ‬أيضا ‬إمكانات ‬بلادها ‬فى ‬مجالات ‬الطاقة، ‬وألمحت ‬إلى ‬استعدادها ‬للمعاونة ‬فى ‬برنامج ‬توليد ‬الكهرباء ‬بالطاقة ‬النووية، ‬واشارت ‬إلى ‬أنهم ‬ينفذون ‬‮3‬ ‬مشروعات ‬منها ‬مشروع ‬فى ‬الإمارات.‬
وكان ‬من ‬أكثر ‬اللقاءات ‬التى ‬سادتها ‬المودة، ‬لقاء ‬السيسى ‬مع ‬جورج ‬إيڤانوڤ ‬رئيس ‬مقدونيا، ‬الذى ‬أبدى ‬اعجابه ‬بما ‬سمع ‬من ‬الرئيس ‬عن ‬مشروعات ‬التنمية، ‬وأخذ ‬يعدد ‬أسماء ‬شخصيات ‬مصرية ‬مقدونية ‬الأصل، ‬ومنها ‬محمد ‬على ‬بانى ‬مصر ‬الحديثة ‬والمولود ‬فى ‬مقدونيا، ‬ثم ‬نظر ‬إلى ‬الرئيس ‬مبتسما ‬وكأنه ‬يسأله ‬عما ‬اذا ‬كانت ‬له ‬أصول ‬مقدونية، ‬فالتقط ‬الرئيس ‬الإشارة، ‬وداعبه ‬قائلا: ‬‮«‬انتم ‬عايزين ‬إيه ‬بالضبط؟!‬‮»‬.‬
أما ‬اللقاء ‬الأبرز ‬والأكثر ‬استحواذا ‬على ‬الاهتمام ‬يوم ‬أمس ‬الأول، ‬فكان ‬ذلك ‬الذى ‬جمع ‬السيسى ‬مع ‬هيلى ‬ماريام ‬ديسالين ‬رئيس ‬وزراء ‬إثيوبيا.‬
مضى ‬اللقاء ‬وديا ‬للغاية، ‬وأكد ‬رئيس ‬وزراء ‬اثيوبيا ‬التزام ‬بلاده ‬بما ‬تم ‬الاتفاق ‬عليه ‬فى ‬لقائه ‬مع ‬الرئيس ‬السيسى ‬فى ‬مالابو ‬عاصمة ‬غينيا ‬الاستوائية، ‬لاسيما ‬ما ‬يتعلق ‬بعدم ‬الاضرار ‬بمصالح ‬مصر ‬المائية، ‬كما ‬شدد ‬على ‬حرص ‬اثيوبيا ‬على ‬ازالة ‬أى ‬مشاعر ‬قلق ‬تجاه ‬ملف ‬سد ‬النهضة ‬والتزامها ‬بالتوصيات ‬التى ‬ستصدر ‬عن ‬اللجنة ‬الثلاثية.‬
وقال ‬رئيس ‬الوزراء ‬الأثيوبى ‬للرئيس: ‬لولاك ‬لتدهورت ‬العلاقات ‬التاريخية ‬بين ‬البلدين. ‬اننا ‬نعتبر ‬مصر ‬واثيوبيا ‬بلدا ‬واحدا ‬وننتظر ‬زيارتك ‬لأديس ‬أبابا.‬
ورد ‬الرئيس ‬قائلا : ‬سوف ‬أجىء ‬لزيارتك، ‬لكنى ‬أطلب ‬فرصة ‬لمخاطبة ‬الشعب ‬الإثيوبى. ‬وسوف ‬تنال ‬نفس ‬الفرصة ‬وتخاطب ‬البرلمان ‬المصرى.‬
فى ‬كل ‬تلك ‬اللقاءات ‬كان ‬الرئيس ‬حريصاً ‬على ‬أن ‬يؤكد ‬التزام ‬مصر ‬بالديمقراطية ‬وتنفيذ ‬خارطة ‬الطريق ‬وإجراء ‬الانتخابات ‬البرلمانية ‬فى ‬نهاية ‬العام ‬أو ‬بداية ‬العام ‬المقبل، ‬وكان ‬مهتماً ‬أيضاً ‬بتأكيد ‬التزام ‬مصر ‬المضى ‬بخطوات ‬متسارعة ‬من ‬أجل ‬تحقيق ‬التنمية ‬وتحسين ‬حياة ‬المصريين.‬
وكان ‬قادة ‬الدول ‬مهتمين ‬بالاستماع ‬إلى ‬رؤية ‬الرئيس ‬عن ‬قضية ‬الإرهاب ‬وتنظيم" ‬‮‬داعش‮" ‬ ‬ورد ‬الرئيس ‬مؤكدا ‬انه ‬يجب ‬عدم ‬اختزال ‬التنظيمات ‬المتطرفة ‬فى ‬تنظيم ‬داعش، ‬وشدد ‬على ‬أن ‬المواجهة ‬يجب ‬ألا ‬تقتصر ‬على ‬الجانب ‬الأمنى، ‬وإنما ‬تمتد ‬لتشمل ‬مجالات ‬التنمية ‬والتعليم ‬وتغيير ‬الخطاب ‬الدينى ‬لتقديم ‬الصورة ‬الصحيحة ‬عن ‬الإسلام ‬كدين ‬سمح.‬
وقبيل ‬وبعد ‬إلقائه ‬كلمته ‬أمام ‬الجمعية ‬العامة ‬للأمم ‬المتحدة ‬فى ‬دورتها ‬التاسعة ‬والستين، ‬واصل ‬الرئيس ‬عبدالفتاح ‬السيسى ‬أمس ‬مقابلاته ‬مع ‬قادة ‬الدول، ‬وشملت ‬اللقاءات ‬رؤساء ‬العراق، ‬موريتانيا، ‬جنوب ‬السودان، ‬تنزانيا، ‬ڤنزويلا، ‬ورئيس ‬وزراء ‬الكويت ‬ورئيس ‬البنك ‬الدولى.‬
وبرغم ‬أهمية ‬الرسائل ‬التى ‬نقلها ‬الرئيس ‬إلى ‬قادة ‬دول ‬العالم ‬فى ‬سلسلة ‬مقابلاته ‬معهم، ‬كانت ‬الرسالة ‬الأهم ‬هى ‬التى ‬نقلها ‬السيسى ‬من ‬شعب ‬مصر ‬الجديدة ‬إلى ‬شعوب ‬العالم ‬فى ‬غضون ‬15 ‬دقيقة ‬عبر ‬منصة ‬الأمم ‬المتحدة.‬
لم ‬يشأ ‬الرئيس ‬أن ‬يخاطب ‬العالم ‬كواحد ‬من ‬أبناء ‬الشعب ‬المصرى، ‬دون ‬أن ‬يوجه ‬التحية ‬أولا ‬إلى ‬شعب ‬مصر ‬صانع ‬الثورتين ‬ضد ‬الفساد ‬والطغيان.‬
ركز ‬الرئيس ‬فى ‬رسالته ‬التى ‬حوتها ‬كلمته ‬أمام ‬الجمعية ‬العامة ‬على ‬النقاط ‬الرئيسية ‬التالية :‬
‬ ‬إن ‬مصر ‬عانت ‬من ‬الارهاب ‬وتصدت ‬له، ‬وان ‬العالم ‬بدأ ‬يدرك ‬ما ‬قلناه ‬ويعرف ‬ان ‬استخدام ‬الدين ‬أداة ‬لتحقيق ‬أطماع ‬فئة ‬إدى ‬إلى ‬الحالة ‬التى ‬يشكو ‬منها ‬العالم ‬وهى ‬ظاهرة ‬الارهاب.‬
-‬ ‬أن ‬الحالة ‬القائمة ‬تفرض ‬ضرورة ‬محاربة ‬الارهاب ‬بكافة ‬صوره ‬وألا ‬نخضع ‬له، ‬مع ‬إرساء ‬سيادة ‬القانون ‬والمضى ‬فى ‬خطط ‬التنمية.‬
‬ ‬أن ‬مصر ‬بدأت ‬فى ‬تنفيذ ‬خطة ‬تنمية ‬شاملة ‬حتى ‬عام ‬2030، ‬تهدف ‬إلى ‬خلق ‬سوق ‬اقتصادية ‬حرة، ‬وتحقيق ‬تنمية ‬بشرية ‬ورفع ‬معدلات ‬النمو.‬
-‬ ‬أن ‬الاوضاع ‬فى ‬ليبيا ‬وسوريا ‬والعراق، ‬تتطلب ‬مساندة ‬ودعم ‬ليبيا ‬والوقوف ‬بجانب ‬مجلس ‬النواب ‬المنتخب ‬وتدعيمه ‬ومنع ‬تهريب ‬السلاح ‬إليها، ‬كما ‬تتطلب ‬العمل ‬على ‬التوصل ‬إلى ‬حل ‬سياسى ‬للوضع ‬فى ‬سوريا ‬يحقن ‬الدماء، ‬ولا ‬يخضع ‬للإرهاب ‬وتوجهات ‬جماعات ‬التطرف، ‬ولا ‬يخضع ‬فى ‬نفس ‬الوقت ‬لأى ‬توجهات ‬لايريدها ‬السوريون، ‬وكذلك ‬دعم ‬الحكومة ‬الجديدة ‬فى ‬العراق ‬التى ‬يعد ‬تشكيلها ‬بادرة ‬خير ‬لابد ‬من ‬تعزيزها، ‬ومساندة ‬الإجراءات ‬التى ‬تتخذ ‬لاستعادة ‬المناطق ‬التى ‬يسيطر ‬عليها ‬تنظيم ‬داعش.‬
-‬ ‬ان ‬القضية ‬الفلسطينية -‬برغم ‬كل ‬المشاكل ‬التى ‬تمر ‬بها ‬المنطقة، ‬تظل ‬على ‬رأس ‬اهتمامات ‬الدولة ‬المصرية، ‬وأن ‬العالم ‬مطالب ‬بمساعدة ‬الشعب ‬الفلسطينى ‬لإقامة ‬دولته ‬المستقلة ‬على ‬الأراضى ‬التى ‬احتلت ‬عام ‬1967 ‬وعاصمتها ‬القدس ‬الشرقية، ‬خاصة ‬ان ‬القضية ‬الفلسطينية ‬أحد ‬أسباب ‬إعطاء ‬الذرائع ‬والمبررات ‬لانتشار ‬الإرهاب.‬
- ‬أن ‬مصر ‬دولة ‬قوية، ‬عندها ‬أهدافها ‬ولديها ‬الرؤية ‬لتحقيقها، ‬وأن ‬دورها ‬كدولة ‬مؤسسة ‬للأمم ‬المتحدة ‬سيظل ‬فاعلا ‬فى ‬تحقيق ‬أهداف ‬المنظمة ‬الدولية ‬لصون ‬الأمن ‬والسلم ‬العالميين، ‬وأنها ‬تطلب ‬دعم ‬دول ‬العالم ‬لترشيحها ‬كعضو ‬غير ‬دائم ‬بمجلس ‬الأمن ‬فى ‬دورته ‬لعام (‬2016-2017).‬
اليوم ‬يختتم ‬الرئيس ‬عبدالفتاح ‬السيسى ‬زيارته ‬إلى ‬نيويورك ‬بلقاء ‬القمة ‬مع ‬الرئيس ‬الأمريكى ‬أوباما، ‬وبرغم ‬أن ‬الزيارة ‬لم ‬تنته ‬بعد، ‬فإن ‬بشائر ‬وأمارات ‬النجاح ‬تبدو ‬واضحة، ‬على ‬الأقل ‬فى ‬نقل ‬رسالة ‬مصر ‬الجديدة ‬إلى ‬قادة ‬وشعوب ‬العالم، ‬وتلقى ‬ردود ‬فورية ‬على ‬الرسالة ‬تعبر ‬عن ‬تحول ‬كبير ‬فى ‬مواقف ‬دول ‬تجاه ‬تفهم ‬حقيقة ‬ما ‬حدث ‬وما ‬يجرى ‬فى ‬مصر، ‬وتؤكد ‬المساندة ‬والتأييد ‬لمسيرة ‬الشعب ‬المصرى ‬خلف ‬قيادته ‬الوطنية ‬نحو ‬الاستقرار ‬والتنمية.‬
خلال ‬‮36‬ ‬ساعة ‬فقط، ‬التقى ‬الرئيس ‬عبدالفتاح ‬السيسى ‬يومى ‬الثلاثاء ‬والأربعاء ‬فى ‬نيويورك ‬مع ‬‮24‬ ‬من ‬قادة ‬دول ‬العالم. ‬وعندما ‬يجتمع ‬اليوم ‬مع ‬الرئيس ‬الأمريكى ‬باراك ‬أوباما، ‬يكون ‬قد ‬قابل ‬رؤساء ‬دول ‬وحكومات ‬ينتمون ‬إلى ‬قارات ‬العالم ‬الخمس، ‬أفريقيا ‬وآسيا ‬وأوروبا ‬وأمريكا ‬الجنوبية ‬وأمريكا ‬الشمالية، ‬ويمثلون ‬من ‬حيث ‬العدد "‬ثمن"‬ ‬قادة ‬دول ‬العالم.
يبدو ‬الرئيس ‬مجهداً ‬بعد ‬هذه ‬السلسلة ‬من ‬اللقاءات ‬المكثفة ‬والاجتماعات ‬المطولة ‬التى ‬بدأها ‬ليل ‬الأحد ‬الماضى ‬فور ‬وصوله ‬إلى ‬نيويورك ‬بمقابلة ‬بان ‬كى ‬مون ‬الأمين ‬العام ‬للأمم ‬المتحدة، ‬ثم ‬العاهل ‬الأردنى ‬الملك ‬عبدالله
.‬
ثم ‬استكملها ‬يوم ‬الاثنين ‬بجلسات ‬ممتدة ‬مع ‬أقطاب ‬السياسة ‬وصناع ‬القرار ‬ورؤساء ‬كبريات ‬الشركات ‬والمفكرين ‬وكبار ‬الصحفيين ‬والإعلاميين ‬الأمريكيين.‬
غير ‬أن ‬مشاعر ‬الارتياح ‬لنتائج ‬هذه ‬اللقاءات ‬بددت ‬أى ‬إرهاق، ‬والإحساس ‬بالسعادة ‬التى ‬لا ‬يخفيها ‬الرئيس ‬لنجاح ‬الزيارة ‬تغلب ‬على ‬أى ‬إجهاد.‬
عبر ‬تلك ‬اللقاءات، ‬أطل ‬رئيس ‬مصر ‬الجديد ‬لأول ‬مرة ‬على ‬عديد ‬من ‬قادة ‬دول ‬العالم. ‬تفاعل ‬معهم، ‬وتفاعلوا ‬معه. ‬نقل ‬إليهم ‬رسائله ‬بوضوح ‬لم ‬تشوش ‬عليه ‬معلومات ‬مغلوطة ‬أو ‬أحكام ‬خاطئة.. ‬فليس ‬من ‬رأى ‬وسمع ‬كمن ‬يطالع ‬التقارير!‬.
وعبر ‬كلمته ‬أمس ‬أمام ‬الجمعية ‬العامة ‬للأمم ‬المتحدة، ‬أطل ‬رئيس ‬مصر ‬الجديد ‬على ‬شعوب ‬العالم، ‬ينقل ‬إليهم ‬رسائل ‬من ‬شعب ‬مصر ‬الحر، ‬الذى ‬حرك ‬التاريخ ‬مرتين، ‬الأولى ‬عندما ‬ثار ‬ضد ‬الفساد ‬وخرج ‬يطالب ‬بالعدالة ‬والحرية، ‬والثانية ‬عندما ‬ثار ‬ضد ‬طغيان ‬جماعة ‬حاولت ‬طمس ‬هويته ‬الوطنية ‬وتغييرها ‬باسم ‬الدين.‬
ومثلما ‬استطاع ‬السيسى ‬أن ‬يكسب ‬قلوب ‬المصريين ‬بصدقه ‬وإخلاصه ‬ووطنيته، ‬استطاع ‬أن ‬يستحوذ ‬على ‬عقول ‬القادة ‬الذين ‬قابلهم، ‬بصراحته ‬وأفكاره ‬المرتبة ‬وعمق ‬رؤيته، ‬ومساعيه ‬الحثيثة ‬لتنمية ‬بلاده ‬والنهوض ‬بشعبها ‬اقتصادياً ‬واجتماعياً، ‬وكذلك ‬دقة ‬تحليله ‬للمخاطر ‬التى ‬تحيق ‬بمنطقة ‬الشرق ‬الأوسط ‬والعالم ‬ككل، ‬وأبرزها ‬خطر ‬الإرهاب.‬
منذ ‬صباح ‬أمس ‬الأول ‬وحتى ‬الليل، ‬قابل ‬الرئيس ‬السيسى، ‬رئيس ‬وزراء ‬لبنان، ‬رئيس ‬كوريا ‬الجنوبية، ‬رئيس ‬تشيلى، ‬رئيس ‬وزراء ‬بريطانيا، ‬رؤساء ‬بلغاريا ‬وقبرص ‬وصربيا ‬ومقدونيا، ‬رئيس ‬فرنسا، ‬رئيس ‬وزراء ‬اثيوبيا، ‬رئيس ‬وزراء ‬اليابان، ‬رئيس ‬غينيا ‬الاستوائية، ‬رئيس ‬تشاد، ‬كما ‬التقى ‬بالأمين ‬العام ‬لجامعة ‬الدول ‬العربية.‬
اتسمت ‬اللقاءات ‬بالمودة ‬والحرارة، ‬ولوحظ ‬أنها ‬انتهت ‬جميعا ‬بتوجيه ‬الدعوة ‬للرئيس ‬لزيارة ‬هذه ‬البلدان ‬واستكمال ‬المباحثات ‬حول ‬التعاون ‬المشترك ‬والتشاور ‬حول ‬القضايا ‬الإقليمية ‬والدولية.‬
كان ‬لقاء ‬السيسى ‬والرئيس ‬الفرنسى ‬فرانسوا ‬أولاند ‬على ‬وجه ‬الخصوص ‬فى ‬مقدمة ‬اللقاءات ‬الناجحة. ‬حرص ‬أولاند ‬على ‬الترحيب ‬بالرئيس ‬وجدد ‬له ‬التهنئة ‬بتوليه ‬منصبه. ‬وقال ‬له : ‬إن ‬بلدينا ‬تربطهما ‬علاقات ‬تاريخية، ‬نحرص ‬عليها ‬ونتمسك ‬بها، ‬ولنا ‬مع ‬مصر ‬تعاون ‬كبير ‬لانريد ‬التفريط ‬فيه، ‬ونحن ‬نتفهم ‬ما ‬يجرى ‬فى ‬مصر، ‬وندعمها ‬اقتصاديا ‬وسياسيا.‬
وأضاف: ‬أننا ‬نرحب ‬بك ‬فى ‬فرنسا ‬فى ‬أى ‬وقت ‬تريد.
واستجاب ‬الرئيس ‬للدعوة، ‬وقد ‬تكون ‬فرنسا ‬هى ‬محطته ‬الأولى ‬فى ‬أول ‬زيارة ‬له ‬إلى ‬أوروبا.‬
بالمثل، ‬كان ‬لقاء ‬الرئيس ‬السيسى ‬مع ‬ديفيد ‬كاميرون ‬رئيس ‬وزراء ‬بريطانيا ‬الذى ‬استمع ‬إلى ‬شرح ‬الرئيس ‬للأوضاع ‬فى ‬مصر، ‬وأبدى ‬تفهمه ‬الكامل ‬ومساندة ‬بلاده ‬لها. ‬وعبرعن ‬تقديره ‬لرؤية ‬الرئيس ‬للأوضاع ‬بالمنطقة، ‬وشكره ‬له ‬على ‬دوره ‬فى ‬وقف ‬إطلاق ‬النار ‬بغزة، ‬ومبادرته ‬بالدعوة ‬لعقد ‬مؤتمر ‬لإعادة ‬إعمارها.‬
‬وفى ‬لقائه ‬مع ‬سيزو ‬آبى ‬رئيس ‬وزراء ‬اليابان، ‬تركز ‬النقاش ‬على ‬العلاقات ‬التاريخية ‬بين ‬البلدين، ‬وآفاق ‬التعاون ‬فى ‬ضوء ‬الاهتمام ‬اليابانى ‬الواضح ‬بخريطة ‬الاستثمار ‬الجديدة ‬والمشروعات ‬الكبرى ‬التى ‬بدأت ‬مصر ‬فى ‬تنفيذها، ‬واهتم ‬آبى ‬كثيراً ‬باقتراح ‬الرئيس ‬بإنشاء ‬حى ‬يابانى ‬فى ‬إحدى ‬ضواحى ‬القاهرة.‬
وعندما ‬ألمح ‬الرئيس ‬بعتاب ‬رقيق ‬لموقف ‬اليابان ‬من ‬ثورة ‬‮30‬ ‬يونيو، ‬كان ‬رئيس ‬الوزراء ‬اليابانى ‬شجاعا ‬فى ‬رده ‬بأن ‬الموقف ‬كان ‬خاطئا ‬لأن ‬الصورة ‬لم ‬تكن ‬حينئذ ‬واضحة ‬لديهم.‬
كان ‬الرئيس ‬السيسى ‬يستهل ‬كل ‬لقاء ‬مع ‬زعماء ‬العالم ‬بشرح ‬الأوضاع ‬فى ‬مصر. ‬وبوضوحه ‬الذى ‬يعرفه ‬منه ‬المصريون ‬قال ‬لهم : ‬‮«‬الشعب ‬المصرى ‬هو ‬الذى ‬انتخب ‬الإخوان ‬وأتى ‬بهم ‬إلى ‬السلطة، ‬وهو ‬نفسه ‬الذى ‬أخرجهم ‬منها. ‬الجيش ‬المصرى ‬ليس ‬فى ‬عقيدته ‬منذ ‬ثورة ‬‮23‬ ‬يوليو، ‬ولا ‬فى ‬قاموسه ‬كلمة ‬انقلاب، ‬وكان ‬لزاما ‬على ‬الجيش ‬أن ‬يقف ‬لمساندة ‬الشعب ‬وإنفاذ ‬إرادته‮.
‬‬
وفى ‬كل ‬لقاء.. ‬كان ‬التعقيب ‬على ‬كلام ‬الرئيس، ‬يأتى ‬مؤيدا ‬له، ‬ومعبراً ‬عن ‬احترام ‬إرادة ‬الشعب ‬المصرى.‬
وفى ‬لقائها ‬مع ‬الرئيس، ‬أبدت ‬السيدة ‬بارك ‬كون - ‬هيه ‬رئيسة ‬كوريا ‬الجنوبية ‬اهتماما ‬ملحوظا ‬بالتوسع ‬فى ‬الاستثمار ‬بمصر، ‬وعرضت ‬أيضا ‬إمكانات ‬بلادها ‬فى ‬مجالات ‬الطاقة، ‬وألمحت ‬إلى ‬استعدادها ‬للمعاونة ‬فى ‬برنامج ‬توليد ‬الكهرباء ‬بالطاقة ‬النووية، ‬واشارت ‬إلى ‬أنهم ‬ينفذون ‬‮3‬ ‬مشروعات ‬منها ‬مشروع ‬فى ‬الإمارات.‬
وكان ‬من ‬أكثر ‬اللقاءات ‬التى ‬سادتها ‬المودة، ‬لقاء ‬السيسى ‬مع ‬جورج ‬إيڤانوڤ ‬رئيس ‬مقدونيا، ‬الذى ‬أبدى ‬اعجابه ‬بما ‬سمع ‬من ‬الرئيس ‬عن ‬مشروعات ‬التنمية، ‬وأخذ ‬يعدد ‬أسماء ‬شخصيات ‬مصرية ‬مقدونية ‬الأصل، ‬ومنها ‬محمد ‬على ‬بانى ‬مصر ‬الحديثة ‬والمولود ‬فى ‬مقدونيا، ‬ثم ‬نظر ‬إلى ‬الرئيس ‬مبتسما ‬وكأنه ‬يسأله ‬عما ‬اذا ‬كانت ‬له ‬أصول ‬مقدونية، ‬فالتقط ‬الرئيس ‬الإشارة، ‬وداعبه ‬قائلا: ‬‮«‬انتم ‬عايزين ‬إيه ‬بالضبط؟!‬‮»‬.‬
أما ‬اللقاء ‬الأبرز ‬والأكثر ‬استحواذا ‬على ‬الاهتمام ‬يوم ‬أمس ‬الأول، ‬فكان ‬ذلك ‬الذى ‬جمع ‬السيسى ‬مع ‬هيلى ‬ماريام ‬ديسالين ‬رئيس ‬وزراء ‬إثيوبيا.‬
مضى ‬اللقاء ‬وديا ‬للغاية، ‬وأكد ‬رئيس ‬وزراء ‬اثيوبيا ‬التزام ‬بلاده ‬بما ‬تم ‬الاتفاق ‬عليه ‬فى ‬لقائه ‬مع ‬الرئيس ‬السيسى ‬فى ‬مالابو ‬عاصمة ‬غينيا ‬الاستوائية، ‬لاسيما ‬ما ‬يتعلق ‬بعدم ‬الاضرار ‬بمصالح ‬مصر ‬المائية، ‬كما ‬شدد ‬على ‬حرص ‬اثيوبيا ‬على ‬ازالة ‬أى ‬مشاعر ‬قلق ‬تجاه ‬ملف ‬سد ‬النهضة ‬والتزامها ‬بالتوصيات ‬التى ‬ستصدر ‬عن ‬اللجنة ‬الثلاثية.‬
وقال ‬رئيس ‬الوزراء ‬الأثيوبى ‬للرئيس: ‬لولاك ‬لتدهورت ‬العلاقات ‬التاريخية ‬بين ‬البلدين. ‬اننا ‬نعتبر ‬مصر ‬واثيوبيا ‬بلدا ‬واحدا ‬وننتظر ‬زيارتك ‬لأديس ‬أبابا.‬
ورد ‬الرئيس ‬قائلا : ‬سوف ‬أجىء ‬لزيارتك، ‬لكنى ‬أطلب ‬فرصة ‬لمخاطبة ‬الشعب ‬الإثيوبى. ‬وسوف ‬تنال ‬نفس ‬الفرصة ‬وتخاطب ‬البرلمان ‬المصرى.‬
فى ‬كل ‬تلك ‬اللقاءات ‬كان ‬الرئيس ‬حريصاً ‬على ‬أن ‬يؤكد ‬التزام ‬مصر ‬بالديمقراطية ‬وتنفيذ ‬خارطة ‬الطريق ‬وإجراء ‬الانتخابات ‬البرلمانية ‬فى ‬نهاية ‬العام ‬أو ‬بداية ‬العام ‬المقبل، ‬وكان ‬مهتماً ‬أيضاً ‬بتأكيد ‬التزام ‬مصر ‬المضى ‬بخطوات ‬متسارعة ‬من ‬أجل ‬تحقيق ‬التنمية ‬وتحسين ‬حياة ‬المصريين.‬
وكان ‬قادة ‬الدول ‬مهتمين ‬بالاستماع ‬إلى ‬رؤية ‬الرئيس ‬عن ‬قضية ‬الإرهاب ‬وتنظيم" ‬‮‬داعش‮" ‬ ‬ورد ‬الرئيس ‬مؤكدا ‬انه ‬يجب ‬عدم ‬اختزال ‬التنظيمات ‬المتطرفة ‬فى ‬تنظيم ‬داعش، ‬وشدد ‬على ‬أن ‬المواجهة ‬يجب ‬ألا ‬تقتصر ‬على ‬الجانب ‬الأمنى، ‬وإنما ‬تمتد ‬لتشمل ‬مجالات ‬التنمية ‬والتعليم ‬وتغيير ‬الخطاب ‬الدينى ‬لتقديم ‬الصورة ‬الصحيحة ‬عن ‬الإسلام ‬كدين ‬سمح.‬
وقبيل ‬وبعد ‬إلقائه ‬كلمته ‬أمام ‬الجمعية ‬العامة ‬للأمم ‬المتحدة ‬فى ‬دورتها ‬التاسعة ‬والستين، ‬واصل ‬الرئيس ‬عبدالفتاح ‬السيسى ‬أمس ‬مقابلاته ‬مع ‬قادة ‬الدول، ‬وشملت ‬اللقاءات ‬رؤساء ‬العراق، ‬موريتانيا، ‬جنوب ‬السودان، ‬تنزانيا، ‬ڤنزويلا، ‬ورئيس ‬وزراء ‬الكويت ‬ورئيس ‬البنك ‬الدولى.‬
وبرغم ‬أهمية ‬الرسائل ‬التى ‬نقلها ‬الرئيس ‬إلى ‬قادة ‬دول ‬العالم ‬فى ‬سلسلة ‬مقابلاته ‬معهم، ‬كانت ‬الرسالة ‬الأهم ‬هى ‬التى ‬نقلها ‬السيسى ‬من ‬شعب ‬مصر ‬الجديدة ‬إلى ‬شعوب ‬العالم ‬فى ‬غضون ‬15 ‬دقيقة ‬عبر ‬منصة ‬الأمم ‬المتحدة.‬
لم ‬يشأ ‬الرئيس ‬أن ‬يخاطب ‬العالم ‬كواحد ‬من ‬أبناء ‬الشعب ‬المصرى، ‬دون ‬أن ‬يوجه ‬التحية ‬أولا ‬إلى ‬شعب ‬مصر ‬صانع ‬الثورتين ‬ضد ‬الفساد ‬والطغيان.‬
ركز ‬الرئيس ‬فى ‬رسالته ‬التى ‬حوتها ‬كلمته ‬أمام ‬الجمعية ‬العامة ‬على ‬النقاط ‬الرئيسية ‬التالية :‬
‬ ‬إن ‬مصر ‬عانت ‬من ‬الارهاب ‬وتصدت ‬له، ‬وان ‬العالم ‬بدأ ‬يدرك ‬ما ‬قلناه ‬ويعرف ‬ان ‬استخدام ‬الدين ‬أداة ‬لتحقيق ‬أطماع ‬فئة ‬إدى ‬إلى ‬الحالة ‬التى ‬يشكو ‬منها ‬العالم ‬وهى ‬ظاهرة ‬الارهاب.‬
-‬ ‬أن ‬الحالة ‬القائمة ‬تفرض ‬ضرورة ‬محاربة ‬الارهاب ‬بكافة ‬صوره ‬وألا ‬نخضع ‬له، ‬مع ‬إرساء ‬سيادة ‬القانون ‬والمضى ‬فى ‬خطط ‬التنمية.‬
‬ ‬أن ‬مصر ‬بدأت ‬فى ‬تنفيذ ‬خطة ‬تنمية ‬شاملة ‬حتى ‬عام ‬2030، ‬تهدف ‬إلى ‬خلق ‬سوق ‬اقتصادية ‬حرة، ‬وتحقيق ‬تنمية ‬بشرية ‬ورفع ‬معدلات ‬النمو.‬
-‬ ‬أن ‬الاوضاع ‬فى ‬ليبيا ‬وسوريا ‬والعراق، ‬تتطلب ‬مساندة ‬ودعم ‬ليبيا ‬والوقوف ‬بجانب ‬مجلس ‬النواب ‬المنتخب ‬وتدعيمه ‬ومنع ‬تهريب ‬السلاح ‬إليها، ‬كما ‬تتطلب ‬العمل ‬على ‬التوصل ‬إلى ‬حل ‬سياسى ‬للوضع ‬فى ‬سوريا ‬يحقن ‬الدماء، ‬ولا ‬يخضع ‬للإرهاب ‬وتوجهات ‬جماعات ‬التطرف، ‬ولا ‬يخضع ‬فى ‬نفس ‬الوقت ‬لأى ‬توجهات ‬لايريدها ‬السوريون، ‬وكذلك ‬دعم ‬الحكومة ‬الجديدة ‬فى ‬العراق ‬التى ‬يعد ‬تشكيلها ‬بادرة ‬خير ‬لابد ‬من ‬تعزيزها، ‬ومساندة ‬الإجراءات ‬التى ‬تتخذ ‬لاستعادة ‬المناطق ‬التى ‬يسيطر ‬عليها ‬تنظيم ‬داعش.‬
-‬ ‬ان ‬القضية ‬الفلسطينية -‬برغم ‬كل ‬المشاكل ‬التى ‬تمر ‬بها ‬المنطقة، ‬تظل ‬على ‬رأس ‬اهتمامات ‬الدولة ‬المصرية، ‬وأن ‬العالم ‬مطالب ‬بمساعدة ‬الشعب ‬الفلسطينى ‬لإقامة ‬دولته ‬المستقلة ‬على ‬الأراضى ‬التى ‬احتلت ‬عام ‬1967 ‬وعاصمتها ‬القدس ‬الشرقية، ‬خاصة ‬ان ‬القضية ‬الفلسطينية ‬أحد ‬أسباب ‬إعطاء ‬الذرائع ‬والمبررات ‬لانتشار ‬الإرهاب.‬
- ‬أن ‬مصر ‬دولة ‬قوية، ‬عندها ‬أهدافها ‬ولديها ‬الرؤية ‬لتحقيقها، ‬وأن ‬دورها ‬كدولة ‬مؤسسة ‬للأمم ‬المتحدة ‬سيظل ‬فاعلا ‬فى ‬تحقيق ‬أهداف ‬المنظمة ‬الدولية ‬لصون ‬الأمن ‬والسلم ‬العالميين، ‬وأنها ‬تطلب ‬دعم ‬دول ‬العالم ‬لترشيحها ‬كعضو ‬غير ‬دائم ‬بمجلس ‬الأمن ‬فى ‬دورته ‬لعام (‬2016-2017).‬
اليوم ‬يختتم ‬الرئيس ‬عبدالفتاح ‬السيسى ‬زيارته ‬إلى ‬نيويورك ‬بلقاء ‬القمة ‬مع ‬الرئيس ‬الأمريكى ‬أوباما، ‬وبرغم ‬أن ‬الزيارة ‬لم ‬تنته ‬بعد، ‬فإن ‬بشائر ‬وأمارات ‬النجاح ‬تبدو ‬واضحة، ‬على ‬الأقل ‬فى ‬نقل ‬رسالة ‬مصر ‬الجديدة ‬إلى ‬قادة ‬وشعوب ‬العالم، ‬وتلقى ‬ردود ‬فورية ‬على ‬الرسالة ‬تعبر ‬عن ‬تحول ‬كبير ‬فى ‬مواقف ‬دول ‬تجاه ‬تفهم ‬حقيقة ‬ما ‬حدث ‬وما ‬يجرى ‬فى ‬مصر، ‬وتؤكد ‬المساندة ‬والتأييد ‬لمسيرة ‬الشعب ‬المصرى ‬خلف ‬قيادته ‬الوطنية ‬نحو ‬الاستقرار ‬والتنمية.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.