ارتبط الساخر الراحل الكبير أحمد رجب بصداقة قوية جدا مع عدد كبير من النجوم والمفكرين والأدباء والوزراء والسياسيين والشخصيات العامة، ومن أقرب المقربين له الأثري الكبير د.زاهي حواس وزير الآثار الأسبق الذي كان يحادثه يوميا ثلاث مرات للاطمئنان عليه. وكانا لابد أن يلتقيا على العشاء لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع، ولا ينقطع الاتصال بينهما حتى لو كان زاهي حواس مسافرا للخارج، وبينهما مواقف طريفة جدا روي بعضها أحمد رجب في أخر مداخلة تليفزيونية أجراها في حياته مع المذيعة رولا خرسا على قناة " صدى البلد " أثناء استضافتها لزاهي حواس. قال أحمد رجب في تلك المداخلة إنه تعود علي تناول العشاء مع زاهي حواس وعمر الشريف، وفي كل ليلة ينصرف زاهي فيتساءل عمر الشريف : " هو زاهي مش عايز يعرفنا طريق بيته ليه ؟ "، فيرد أحمد رجب : " لأنه معندوش بيت يروح له.. هو عامل علاقة مع حتشبسوت وبيروح ينام عندها كل ليلة، مع إن حتشبسوت دي تخينه وشكلها مش حلو وكان عندها ضغط وسكر "، تضحك رولا خرسا من المعلومة التي يقولها أحمد رجب ويؤكدها زاهي حواس لكنه يهدد أحمد رجب على الهواء بأنه لم يكف عن زعم علاقته بحتشبسوت فسوف يتحدث عن علاقات أحمد رجب الذي يغير منه بشدة لعشق كل النساء له ! في هذه المداخلة التليفزيونية، وأحمد رجب لم يجر مداخلات تليفزيونية من قبل، وممتنع نهائيا عن إجراء أي مقابلات تليفزيونية، قال أحمد رجب انه أحس بمرض في الفترة الأخيرة أدى إلي خسارة وزنه بمقدار 20 كيلو، مما سبب له إزعاجا شديدا اضطر طبيبه الخاص د. كمال حليم يخضعه لعدد كبير من الأشعة والتحاليل والفحوص التي أشارت إلى عدم وجود أي عارض مرضي جسدي، وقال له الطبيب إنه مريض ب"القهر ". واعترف أحمد رجب في المداخلة انه بالفعل كان مريضا بالقهر نتيجة للسنة السوداء التي حكم فيها محمد مرسي مصر وسيطر فيها الإخوان على الحكم. وقال إن ثورة 30 يونيو خلصته من مرض "القهر"، وعندما سألته رولا خرسا عن الذين يرددون أن ثورة " 30 يونيو " انقلابا، قال " يتفلقوا " هو الخمسة وثلاثين مليون اللي نزلوا الشوارع والميادين دول كانوا أيه ؟، ولما سألته عن القوات المسلحة قال " هو ده سؤال يتجاوب عليه.. القوات المسلحة هي اللي لما بنحتاجها بنلاقيها.. هي درع الوطن وحمايته.. هي اللي لبت نداء الشعب وانحازت إليه ووقفت جنب ثورته للخلاص من حكم الإخوان اللي كان رايح بالبلد لمصير أسود ". وعندما سألته عن الرئيس عبد الفتاح السيسي قال:" الآن نحن مع قائد شجاع.. بدأنا نحس فعلا بالأمن والأمان "، وعندما قالت له " هل أنت متفائل ؟ "، قال بحماس شديد ودون تفكير أو تردد " أنا متفائل جدا والمستقبل جاي وعايز كل الناس متفائلة بمصر الجديدة إن شاء الله ". تلك كانت الكلمات الأخيرة التي ودع بها أحمد رجب المصريين عبر شاشات التليفزيون التي لم يتعود أن يتحدث من خلالها، وكان أحمد رجب قد كتب في واحدة من " نصف كلمة " بعد فوز السيسي بالرئاسة قائلا " عزيزي الرئيس السيسي نحن لا نهنئك بنا ولكننا نهنئ أنفسنا بك، نحن نعرف أننا سوف نتعبك، ونعذبك، ونسبب لك كثيرا من الحيرة، فنحن نبدو كأسئلة بلا أجوبة، وقد نكف بجوارك عن الأنين عن أصوات الاستغاثة وقد يكون عزاؤنا أن أخيرا أصبح لنا ابتسامة، فأنت ابتسامتنا". وكتب بعيدًا عن سطوره الساخرة، رسالة وداع للشعب المصري، متوقعًا تلك اللحظة، بقوله: " الآن يا مصر أموت مطمئنا عليك، وعلي أهلي المصريين، إني لا أوصي حاكما صالحا بأهلي، ولكن أوصيكم بحاكم ندر وجوده علي الزمان وقال (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين)".