شاهد ..القسام تفجر دبابة بألغام إسرائيلية.. مشاهد مثيرة لكمين في رفح    جداول تنسيق القبول بمدارس الثانوى الفنى الصناعى والتجارى والفندقى بالجيزة .. تعرف عليه    قرار جديد من الداخلية بشأن التسجيل بدفعة معاوني الأمن الجديدة للذكور    5 صور ترصد زحام طلاب الثانوية العامة داخل قاعات مكتبة الإسكندرية    جولر يقود تشكيل تركيا ضد التشيك فى يورو 2024    الرئيس الإيراني الأسبق روحاني يدعم مرشحًا معتدلًا قبل الانتخابات    مباشر يورو 2024 - تركيا (0)-(0) التشيك.. انطلاق المباراة    تفاصيل عرض برشلونة لخطف جوهرة الدوري الإسباني    بالأسماء.. مصرع 6 أشخاص وإصابة 3 في حادث تصادم ب"زراعي البحيرة"    مصرع طالبة سقطت من الطابق الرابع بالعجوزة    التعليم تعلن نتيجة امتحانات الدور الأول للطلاب المصريين بالخارج    قبل انطلاقها.. مسرحية "ملك والشاطر" ترفع شعار "كامل العدد"    على أنغام أغنية "ستو أنا".. أحمد سعد يحتفل مع نيكول سابا بعيد ميلادها رفقة زوجها    "يا دمعي"، أغنية جديدة ل رامي جمال بتصميم كليب مختلف (فيديو)    هل يجوز الاستدانة من أجل الترف؟.. أمين الفتوى يجيب    أحمد المسلمانى: أمريكا تقدم نفسها راعية للقانون وتعاقب الجنائية الدولية بسبب إسرائيل    حكم استرداد تكاليف الخطوبة عند فسخها.. أمين الفتوى يوضح بالفيديو    سماجة وثقل دم.. خالد الجندي يعلق على برامج المقالب - فيديو    بالفيديو.. أمين الفتوى: العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة عليها أجر وثواب    في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات- هل الأدوية النفسية تسبب الإدمان؟    القوات المسلحة تنظم مؤتمراً طبياً بعنوان "اليوم العلمى للجينوم "    "شباب النواب" توصى بصيانة ملاعب النجيل الصناعي في مختلف محافظات الجمهورية    بشرى لطلاب الثانوية العامة.. مكتبة مصر العامة ببنها تفتح أبوابها خلال انقطاع الكهرباء (تفاصيل)    «قطاع الآثار»: فيديو قصر البارون عار تمامًا من الصحة    أزمة جديدة تواجه شيرين عبد الوهاب بعد تسريب 'كل الحاجات'    وزير الرى يدشن فى جنوب السودان مشروع أعمال التطهيرات بمجرى بحر الغزال    فاشل وكاذب .. الموقف المصري : عطش مطروح يكشف تدليس السيسي عن تحلية المياه    لماذا يقلق الغرب من شراكة روسيا مع كوريا الشمالية؟ أستاذ أمن قومي يوضح    صندوق النقد الدولي يقر بتمويل 12.8 مليون دولار للرأس الأخضر    الرئيس السيسي يوقع قوانين بربط الحساب الختامي لموازنة عدد من الهيئات والصناديق    مساعد وزير البيئة: حجم المخلفات المنزلية يبلغ نحو 25 مليون طن سنويا    كيف يؤثر ارتفاع درجات الحرارة على الرحلات الجوية؟.. عطَّل آلاف الطائرات    بتكلفة 250 مليون جنيه.. رئيس جامعة القاهرة يفتتح تطوير مستشفي أبو الريش المنيرة ضمن مشروع تطوير قصر العيني    «مياه كفر الشيخ» تعلن فتح باب التدريب الصيفي لطلاب الجامعات والمعاهد    اخوات للأبد.. المصري والإسماعيلي يرفعان شعار الروح الرياضية قبل ديربي القناة    المشدد 15 سنة لصاحب مستودع لاتهامه بقتل شخص بسبب مشادة كلامية فى سوهاج    كيف يؤدي المريض الصلاة؟    منتخب اليد يتوجه إلى كرواتيا 4 يوليو استعدادا لأولمبياد باريس    خبير شئون دولية: فرنسا الابن البكر للكنيسة الكاثوليكية    مهرجان فرق الأقاليم المسرحية.. عرض «أحداث لا تمت للواقع بصلة» و«الحضيض» الليلة    «التمريض»: «محمود» تترأس اجتماع لجنة التدريب بالبورد العربي (تفاصيل)    الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي: صرف معاشات شهر يوليو اعتبارا من الخميس المقبل    نجم ميلان الإيطالي يرفض عرض الهلال السعودي ويتمسك بالبقاء في أوروبا    وزيرة البيئة تتابع حادث شحوط مركب سفاري بمرسى علم    الصحة: استجابة 700 مدمن للعلاج باستخدام برنامج العلاج ببدائل الأفيونات    الإعدام لثلاثة متهمين بقتل شخص لسرقته بالإكراه في سوهاج    شديد الحرارة رطب نهارًا.. الأرصاد تكشف عن حالة الطقس غدا الخميس    لجنة القيد بالبورصة توافق على الشطب الإجبارى لشركة جينيال تورز    مختار مختار: عدم إقامة مباراة القمة خسارة كبيرة للكرة المصرية    ختام دورة "فلتتأصل فينا" للآباء الكهنة بمعهد الرعاية    تعيين 4 أعضاء جدد في غرفة السلع والعاديات السياحية    المنظمات الأهلية الفلسطينية: الاحتلال يمارس جرائم حرب ضد الإنسانية في قطاع غزة    فحص 764 مواطنا فى قافلة طبية مجانية بقرى بنجر السكر غرب الإسكندرية    هل يجوز الرجوع بعد الطلاق الثالث دون محلل؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    الأكاديمية الطبية تفتح باب التسجيل في برامج الماجستير والدكتوراة بالمعاهد العسكرية    أحمد فتحي: انسحاب الزمالك أمام الأهلي لا يحقق العدالة لبيراميدز    «حلو بس فيه تريكات».. ردود فعل طلاب الثانوية الأزهرية بقنا عقب امتحان النحو    الجريدة الكويتية: هجمات من شتى الاتجاهات على إسرائيل إذا شنت حربا شاملة على حزب الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
من أوراق السفر.. الجزائر 1987

مازلت في موسكو يوليو 1988
أخيرا وصلنا المحطة وحاولت أجيب تذكرة درجة أولي مافيش فايدة.
ركبت القطار مع بنت وابنها طفل جميل وفجأة بعد أن قام القطار دخل »شحط»‬ ونام فوق في الدور الفوقاني وفي الخامسة صباحا اغتصبت النوم بين قضبان السكة الحديد والهدوء المحيط بالست وابنها والشحط اللي فوق.
وصلت موسكو الساعة 7٫40 دقيقة انزلت اشيائي وساعدتني السيدة الراكبة معي واخذت الاشياء علي تروللي وساومني رجل خارج طابور التاكسي علي 10 روبل = 15دولاراً ليوصلني بدون الانتظار.. كانت موسكو تفرغ حمولتها من المطر الغزير.. أخذت التاكسي مضطرة وأوصلني بعد دقيقتين فقط كان المكان قريبا جدا دون أن أعلم نمت »‬قتيلة» واستيقظت علي تليفون من سامي الزقزوق واتفقت معه علي الغداء في فندقهم الساعة 2.30 كلمت عبدالملك خليل وجاء وأخذ عربة الشاي وجاء معه فازة زهور و6 افلام.. حمار زيي تمام علشان دفعتله 43 روبل في الترابيزة جاب لي حاجات زي ي بمائة روبل.
ذهبت إلي سوق الفاكهة واشتري لي عبدالملك عروستين خشب كبار جدا من اللي داخلهم 9 عرائس وقال لي دول للأولاد واشتريت له ولبنته نوع من المانتوفلات يصل للركبة ومنجد من جوه ورخاص جدا ثمنهم 20 روبل ذهبت إلي فندق بكين في الموعد لم أجد أحداً واتصلت بعد ثلث ساعة وجدت سامي في حجرته واتضح انهم اتغدوا في الكافيتريا واتغديت أنا في المطعم الصيني وركبت المترو وطلعت في محطة ميدان بوشكين وبها حديقة اتضح انها هايد بارك بتاعتهم ودي أول مرة في موسكو.. الديمقراطية تغازل الشارع السوفيتي.
السفير صلاح بسيوني
ذهبت إلي المؤتمر الصحفي الذي عقدته وكالة نوفستي للصحافة بين سفير مصر صلاح بسيوني وسفير موسكو في القاهرة وتكلم السفير صلاح بسيوني كويس جدا جدا.
بل ممتاز لأنه كانت هناك خطة من وكالات الأنباء في سوريا بمحاصرة السفير حول المناورات العسكرية الأمريكية في مصر وحول كامب ديفيد.
وعدت إلي بيت السفير للغداء وأرسلت رسالة للقاهرة.
مع الكاتبات
وفي بيت السفير وجدت كل الجالية العربية زوجات سفراء وجاءت ساجدة الموسوي وتكلمت وفتحت موضوعات وناقشناها وتكلمت مريم المهدي حرم سفير السودان وتكلمت حرم سفير اليمن الجنوبي سميرة قائد.. كانت الجلسة جميلة ووجدت الجرائد ووجدت انهم نشروا ما أمليته عن بطرس غالي ولكن اهتموا بموضوع الطفل السمكة.
دعي رئيس قسم الشرق الأوسط بوكالة نوفستي بعض الكاتبات رئيس القسم العلمي ونائبه رئيس تحرير مجلة تصدر عن كوبا والمسئولة عن أمريكااللاتينية.
الجزائر 1987
من روسيا إلي الجزائر حيث نجحت الثورة ويعيش الجزائريون إعادة حساباتهم بعد النصر المؤزر علي الاستعمار الفرنسي.. الذي كان يريد أن يحولها إلي مسيحية كاثوليكية.. مسجد تنشاوه تحول إلي كنيسة واعيدت إلي مسجد بعد الثورة واقيمت بها أول صلاة جمعة بعد الاستقلال واصبح مثالا لعودة العروبة والإسلام.
كنت شديدة الشوق لرؤية حيّ القصبة الذي قاد المسيرة وعاشت فيه جميلة بوحريد.. انه من أقدم احياء الجزائر وعلي أرضه كان له دور اثناء الثورة التحريرية حيّ كانت تدورفيه اعظم واعنف معارك الثورة الجزائرية نساءها ورجالها. استشهد فيها حسيب بوعلي بينما كانت المعركة تدور بضراوة لأنها تدور بين حواري القصبة وعلي لابواقت الأعرج القائد.. وطفل يشارك اسمه أحمد شارك في المعركة في هذا الحيّ العريق الذي يعتبر أرضية الجزائر كان هناك سبعة ابواب وقوة بحرية واسطول يصول ويجول وبعدهزيمة الجيش الرسمي حاربوا من مواقعهم حربا متوحشة واعربوا انهم احق بالبلد لأنهم يعملون بها منذ الصغر تغيرت معالم كثيرة بعد الانتصار هناك منزل قائد فرنسي كان مكانا للتعذيب اصبح مكانا للمجاهدين ثم اصبح مدرسة لتعليم الأطفال لم يكن التغيير في الجزائر بشكل عادي بل كان ولاءا فكرنا معيؤه يعرف الأجيال كيف عاد بلدهم بكل رموزه من جديد ومحو أي أثر للاستعمار.
في الجزائر تضع النساء العجار وهو غطاء للوجه أمااللحاف فهو من الحرير الطبيعي البيج وهو يغطي الجسد الحيّ له منزلة خاصة لدي الشعب الجزائري والدولة فهم يجددونه حتي البيوت التي هدمت اصبحت ملاعب للصغار.
حينما زرت الجزائر في الثمانينات وجدت المرأة مبرقعة ولكنها محررة فكريا.
قال لي وقتها الشاب الجزائري رحيم رشيد
والدي مجاهد ونحن ننظر لمصر كمصدر للحضارة ان مصر مصدر اشعاع حضاري عربي إسلامي
وقال رحيم :
لقد حكي لي والدي الدور الاكبر الذي لعبته مصر في حرب تحرير الجزائر كان صوت الجزائر يسمع من القاهرة مصر كانت قادرة تساعد وساعدت وساندت.
يقول المجاهد بشير روبي واسمه الحركي نهرو وهو عضو بالمكتب السياسي بدأنا الجهاد من القاهرة..
وعلي بعد تري مقام الشهيد عاليا مرتفعا أبيض اللون يعلو وكأنه يقول بالشهادة عادت الجزائر وقد صممه المثال بن قرطبي ونفذه الكنديون.
ويقول احمد بن علي خلال سنوات الاستقلال كل يوم نبني مسجدا جديدا وذلك لاسترجاع الجزائريين لأصالتهم التي حرموا منها ثلاثين عاما وأن الاسلام له مكانته ومكانه.
أحمد راشدي
وفي بيت المخرج الجزائري احمد راشدي كانت زوجته سامية وابناؤهما كريم وغانم وأمين ومهدي ويوسف قصة كفاح احمد راشدي والتي بدأها مناضلا بالجسد ثم مناضلا بالسينما سألتها؟
- زوجك مجاهد سابق!
- زوجي مجاهد حالي لأن عمله جزء من جهاده
ففي حرب التحرير استبدل السلاح بالكاميرا
- واجمل واعظم أفلام زوجك؟
- فجر المعذبين.. والفيلم يدور حول مشاكل العالم الثالث
وقد نال عنه جائزة في مهرجان كارلو ڤيڤاري وفي مهرجان لايبزج
وفيلم الأفيون العصا وعلي في بلاد السراب وهو عن الذين يهاجرون من اجل العمل وقد نال عنه جائزة الابداع في كان وفيلم الطاحونة نال عنه جائزة قرطاج ولكن مازال لديه ما يعطيه للسينما ولبلادنا العربية.
في القصبة
ولم أرد أن اترك الجزائر قبل أن تكتحل عيناي بحي القصبة الأزقة مازالت ضيقة رغم الحرية الواسعة.. الجزائر تبيح فرنسا في القصبة.. القمصان اللاكوست ثمنها هنا 100 دولار وشخوص القصبة.
عثمان بن عمار 46 عاما من مواليد القبائل
علي بن عباس 13 سنة بدأنا الثورة اطفالا هنا كريم بلقاسم من تونس عملنا مظاهرات هنا عام 1954 جمال عبدالناصر عندنا حاجة عظيمة جدا نحن كلنا شركاء في جمال لأنه لم يترك بلداً عربيا يحتاجه إلا ولبي النداء صوت الجزائر الحرة كان يصدر للعالم من مصر..
في 57 ماتت أمي ودارنا راحت وفضلت أنا وحدي وكلهم ماتوا كان عمري 16 سنة هاجرت إلي الجزائر وجئت القصبة.. ان القصبة هي قلب الكفاح في الجزائر ومثال الكفاح في العالم.
وسألت شابا
- كيف كان الحال في القصبة أيام الحرب.. الحياة اليومية؟
- لم اكن هنا اثناء الحرب وقد كنت في الغربة وسألت شابا آخر.
- ماذا كان يفعل الفرنسيون؟
- كنا لا نستطيع أن نمشي احرارا كانوا يعدون علينا الأنفاس.. أنا اشتركت في الثورة بخدمة المجاهدين لندفع اشتراكات في جبهة التحرير ولكن لا أنسي ابدا أن الثورة والحرب كانت كل حياتنا.. المجاهدون يحاربون ونحن نعمل لندفع نفقات الأسر والأسر ايضا كانت تحارب كله يحارب لا ولد ولابنت ولا شيخ كله يحارب الفرنسيين لماخرجوا والعالم كله عرف بشجاعة الجزائريين.
وكان لابد أن استدعي هذه الذكريات لتعرف الأجيال هذا التاريخ العظيم لجزء غال من الوطن العربي ولتعرف الأجيال كيف أن مصر وقفت في وجه الاستعمار في كل بلد عربي حتي تطهر عالمنا العربي من كل مادنس أرضه وحاول أن يطمس تاريخه العظيم.. أردت أن تعلم الاجيال أن العروبة ليست اسما ولا صفة ولكنها دم يجري في العروق ويأبي دائما إلا الانتصار.
أولادنا
أولادنا.. رصيد الوطن.. استمرار يتنافي الحياة.. أولادنا الذين لايعوضون ذكاء واحساسا بالوطن.. أولادنا.. ماذا نفعل من اجلهم هذه الأيام التي يتغير فيها الشارع المصري بل الشارع العربي كله.. اولادنا في داخل هذه الجرائم المدفوعة الأجر من الأمريكان بسبق اصرار وترصد كيف يعيش اولادنا وبناتنا.. كيف يعيش الجيل وكيف يفكر في المستقبل.. كيف يعيشون في معية هذا الإرهاب؟ كيف يفكرون في طموحاتهم وكيف يفكرون في بناء الوطن والمشاركة في نموه..؟
سألت طفلا في الرابعة من عمره.
- ماذا تفعل لو رأيت مظاهرة تقترب من منزلك؟
- اجري واقول لماما اقفلي الباب والشبابيك
سألت صبيا في الخامسة عشرة
- ماذا تفعل لو رأيت الارهابيين يقتلون الشرطة الذين يدافعون عنا ويحرسوننا؟
قال
- ليس لي أي شيء أفعله.. ربما أدافع عنهم بالطوب من البلكونة أو من السطح.
سألت فتاة جامعية
- ماذا تفعلين وانت عائدة من الجامعة وبيتك محاصر
بالمظاهرات؟
- اقفل الباب وادخل أذاكر.. لازم اشغل نفسي بحاجة
سألت شابا يعمل سائقا علي لوري
- ماذا تفعل لو أوقفوك واخذوا اللوري؟
- أروح ابلغ البوليس.. وعوضي علي الله.. أعمل ايه
البلد حالها اليومين دول مش باين له أمان.. ربنا معانا ويخلصنا من الخلق اللي متو صيا علينا..
- تفتكر بيعملوا كده ليه..
- علشان اسرائيل تقوي واحنا نضعف اصلا.. الأمريكان اللي وراده كله.
أماأنا فأقول أن امريكا في مأزق الضعف والهزال والفساد الداخلي وتفعل كل ما تفعله خارج حدودها ذرا للرماد في العيون.
ولن تظل امريكا هي شجيع السيما فالزمن ليس زمن الشجعان الذين يتباهون بالشجاعة.. الزمن زمن الاذكياء الذين يعرفون متي يتكلمون ومتي يسكتون ومتي يتقدمون ومتي يتقهقرون والعياذ بالله.. ان امريكا تقع وانظروا إلي وجه أوباما تروا الواقع القادم!!
مازلت في موسكو يوليو 1988
أخيرا وصلنا المحطة وحاولت أجيب تذكرة درجة أولي مافيش فايدة.
ركبت القطار مع بنت وابنها طفل جميل وفجأة بعد أن قام القطار دخل »شحط»‬ ونام فوق في الدور الفوقاني وفي الخامسة صباحا اغتصبت النوم بين قضبان السكة الحديد والهدوء المحيط بالست وابنها والشحط اللي فوق.
وصلت موسكو الساعة 7٫40 دقيقة انزلت اشيائي وساعدتني السيدة الراكبة معي واخذت الاشياء علي تروللي وساومني رجل خارج طابور التاكسي علي 10 روبل = 15دولاراً ليوصلني بدون الانتظار.. كانت موسكو تفرغ حمولتها من المطر الغزير.. أخذت التاكسي مضطرة وأوصلني بعد دقيقتين فقط كان المكان قريبا جدا دون أن أعلم نمت »‬قتيلة» واستيقظت علي تليفون من سامي الزقزوق واتفقت معه علي الغداء في فندقهم الساعة 2.30 كلمت عبدالملك خليل وجاء وأخذ عربة الشاي وجاء معه فازة زهور و6 افلام.. حمار زيي تمام علشان دفعتله 43 روبل في الترابيزة جاب لي حاجات زي ي بمائة روبل.
ذهبت إلي سوق الفاكهة واشتري لي عبدالملك عروستين خشب كبار جدا من اللي داخلهم 9 عرائس وقال لي دول للأولاد واشتريت له ولبنته نوع من المانتوفلات يصل للركبة ومنجد من جوه ورخاص جدا ثمنهم 20 روبل ذهبت إلي فندق بكين في الموعد لم أجد أحداً واتصلت بعد ثلث ساعة وجدت سامي في حجرته واتضح انهم اتغدوا في الكافيتريا واتغديت أنا في المطعم الصيني وركبت المترو وطلعت في محطة ميدان بوشكين وبها حديقة اتضح انها هايد بارك بتاعتهم ودي أول مرة في موسكو.. الديمقراطية تغازل الشارع السوفيتي.
السفير صلاح بسيوني
ذهبت إلي المؤتمر الصحفي الذي عقدته وكالة نوفستي للصحافة بين سفير مصر صلاح بسيوني وسفير موسكو في القاهرة وتكلم السفير صلاح بسيوني كويس جدا جدا.
بل ممتاز لأنه كانت هناك خطة من وكالات الأنباء في سوريا بمحاصرة السفير حول المناورات العسكرية الأمريكية في مصر وحول كامب ديفيد.
وعدت إلي بيت السفير للغداء وأرسلت رسالة للقاهرة.
مع الكاتبات
وفي بيت السفير وجدت كل الجالية العربية زوجات سفراء وجاءت ساجدة الموسوي وتكلمت وفتحت موضوعات وناقشناها وتكلمت مريم المهدي حرم سفير السودان وتكلمت حرم سفير اليمن الجنوبي سميرة قائد.. كانت الجلسة جميلة ووجدت الجرائد ووجدت انهم نشروا ما أمليته عن بطرس غالي ولكن اهتموا بموضوع الطفل السمكة.
دعي رئيس قسم الشرق الأوسط بوكالة نوفستي بعض الكاتبات رئيس القسم العلمي ونائبه رئيس تحرير مجلة تصدر عن كوبا والمسئولة عن أمريكااللاتينية.
الجزائر 1987
من روسيا إلي الجزائر حيث نجحت الثورة ويعيش الجزائريون إعادة حساباتهم بعد النصر المؤزر علي الاستعمار الفرنسي.. الذي كان يريد أن يحولها إلي مسيحية كاثوليكية.. مسجد تنشاوه تحول إلي كنيسة واعيدت إلي مسجد بعد الثورة واقيمت بها أول صلاة جمعة بعد الاستقلال واصبح مثالا لعودة العروبة والإسلام.
كنت شديدة الشوق لرؤية حيّ القصبة الذي قاد المسيرة وعاشت فيه جميلة بوحريد.. انه من أقدم احياء الجزائر وعلي أرضه كان له دور اثناء الثورة التحريرية حيّ كانت تدورفيه اعظم واعنف معارك الثورة الجزائرية نساءها ورجالها. استشهد فيها حسيب بوعلي بينما كانت المعركة تدور بضراوة لأنها تدور بين حواري القصبة وعلي لابواقت الأعرج القائد.. وطفل يشارك اسمه أحمد شارك في المعركة في هذا الحيّ العريق الذي يعتبر أرضية الجزائر كان هناك سبعة ابواب وقوة بحرية واسطول يصول ويجول وبعدهزيمة الجيش الرسمي حاربوا من مواقعهم حربا متوحشة واعربوا انهم احق بالبلد لأنهم يعملون بها منذ الصغر تغيرت معالم كثيرة بعد الانتصار هناك منزل قائد فرنسي كان مكانا للتعذيب اصبح مكانا للمجاهدين ثم اصبح مدرسة لتعليم الأطفال لم يكن التغيير في الجزائر بشكل عادي بل كان ولاءا فكرنا معيؤه يعرف الأجيال كيف عاد بلدهم بكل رموزه من جديد ومحو أي أثر للاستعمار.
في الجزائر تضع النساء العجار وهو غطاء للوجه أمااللحاف فهو من الحرير الطبيعي البيج وهو يغطي الجسد الحيّ له منزلة خاصة لدي الشعب الجزائري والدولة فهم يجددونه حتي البيوت التي هدمت اصبحت ملاعب للصغار.
حينما زرت الجزائر في الثمانينات وجدت المرأة مبرقعة ولكنها محررة فكريا.
قال لي وقتها الشاب الجزائري رحيم رشيد
والدي مجاهد ونحن ننظر لمصر كمصدر للحضارة ان مصر مصدر اشعاع حضاري عربي إسلامي
وقال رحيم :
لقد حكي لي والدي الدور الاكبر الذي لعبته مصر في حرب تحرير الجزائر كان صوت الجزائر يسمع من القاهرة مصر كانت قادرة تساعد وساعدت وساندت.
يقول المجاهد بشير روبي واسمه الحركي نهرو وهو عضو بالمكتب السياسي بدأنا الجهاد من القاهرة..
وعلي بعد تري مقام الشهيد عاليا مرتفعا أبيض اللون يعلو وكأنه يقول بالشهادة عادت الجزائر وقد صممه المثال بن قرطبي ونفذه الكنديون.
ويقول احمد بن علي خلال سنوات الاستقلال كل يوم نبني مسجدا جديدا وذلك لاسترجاع الجزائريين لأصالتهم التي حرموا منها ثلاثين عاما وأن الاسلام له مكانته ومكانه.
أحمد راشدي
وفي بيت المخرج الجزائري احمد راشدي كانت زوجته سامية وابناؤهما كريم وغانم وأمين ومهدي ويوسف قصة كفاح احمد راشدي والتي بدأها مناضلا بالجسد ثم مناضلا بالسينما سألتها؟
- زوجك مجاهد سابق!
- زوجي مجاهد حالي لأن عمله جزء من جهاده
ففي حرب التحرير استبدل السلاح بالكاميرا
- واجمل واعظم أفلام زوجك؟
- فجر المعذبين.. والفيلم يدور حول مشاكل العالم الثالث
وقد نال عنه جائزة في مهرجان كارلو ڤيڤاري وفي مهرجان لايبزج
وفيلم الأفيون العصا وعلي في بلاد السراب وهو عن الذين يهاجرون من اجل العمل وقد نال عنه جائزة الابداع في كان وفيلم الطاحونة نال عنه جائزة قرطاج ولكن مازال لديه ما يعطيه للسينما ولبلادنا العربية.
في القصبة
ولم أرد أن اترك الجزائر قبل أن تكتحل عيناي بحي القصبة الأزقة مازالت ضيقة رغم الحرية الواسعة.. الجزائر تبيح فرنسا في القصبة.. القمصان اللاكوست ثمنها هنا 100 دولار وشخوص القصبة.
عثمان بن عمار 46 عاما من مواليد القبائل
علي بن عباس 13 سنة بدأنا الثورة اطفالا هنا كريم بلقاسم من تونس عملنا مظاهرات هنا عام 1954 جمال عبدالناصر عندنا حاجة عظيمة جدا نحن كلنا شركاء في جمال لأنه لم يترك بلداً عربيا يحتاجه إلا ولبي النداء صوت الجزائر الحرة كان يصدر للعالم من مصر..
في 57 ماتت أمي ودارنا راحت وفضلت أنا وحدي وكلهم ماتوا كان عمري 16 سنة هاجرت إلي الجزائر وجئت القصبة.. ان القصبة هي قلب الكفاح في الجزائر ومثال الكفاح في العالم.
وسألت شابا
- كيف كان الحال في القصبة أيام الحرب.. الحياة اليومية؟
- لم اكن هنا اثناء الحرب وقد كنت في الغربة وسألت شابا آخر.
- ماذا كان يفعل الفرنسيون؟
- كنا لا نستطيع أن نمشي احرارا كانوا يعدون علينا الأنفاس.. أنا اشتركت في الثورة بخدمة المجاهدين لندفع اشتراكات في جبهة التحرير ولكن لا أنسي ابدا أن الثورة والحرب كانت كل حياتنا.. المجاهدون يحاربون ونحن نعمل لندفع نفقات الأسر والأسر ايضا كانت تحارب كله يحارب لا ولد ولابنت ولا شيخ كله يحارب الفرنسيين لماخرجوا والعالم كله عرف بشجاعة الجزائريين.
وكان لابد أن استدعي هذه الذكريات لتعرف الأجيال هذا التاريخ العظيم لجزء غال من الوطن العربي ولتعرف الأجيال كيف أن مصر وقفت في وجه الاستعمار في كل بلد عربي حتي تطهر عالمنا العربي من كل مادنس أرضه وحاول أن يطمس تاريخه العظيم.. أردت أن تعلم الاجيال أن العروبة ليست اسما ولا صفة ولكنها دم يجري في العروق ويأبي دائما إلا الانتصار.
أولادنا
أولادنا.. رصيد الوطن.. استمرار يتنافي الحياة.. أولادنا الذين لايعوضون ذكاء واحساسا بالوطن.. أولادنا.. ماذا نفعل من اجلهم هذه الأيام التي يتغير فيها الشارع المصري بل الشارع العربي كله.. اولادنا في داخل هذه الجرائم المدفوعة الأجر من الأمريكان بسبق اصرار وترصد كيف يعيش اولادنا وبناتنا.. كيف يعيش الجيل وكيف يفكر في المستقبل.. كيف يعيشون في معية هذا الإرهاب؟ كيف يفكرون في طموحاتهم وكيف يفكرون في بناء الوطن والمشاركة في نموه..؟
سألت طفلا في الرابعة من عمره.
- ماذا تفعل لو رأيت مظاهرة تقترب من منزلك؟
- اجري واقول لماما اقفلي الباب والشبابيك
سألت صبيا في الخامسة عشرة
- ماذا تفعل لو رأيت الارهابيين يقتلون الشرطة الذين يدافعون عنا ويحرسوننا؟
قال
- ليس لي أي شيء أفعله.. ربما أدافع عنهم بالطوب من البلكونة أو من السطح.
سألت فتاة جامعية
- ماذا تفعلين وانت عائدة من الجامعة وبيتك محاصر
بالمظاهرات؟
- اقفل الباب وادخل أذاكر.. لازم اشغل نفسي بحاجة
سألت شابا يعمل سائقا علي لوري
- ماذا تفعل لو أوقفوك واخذوا اللوري؟
- أروح ابلغ البوليس.. وعوضي علي الله.. أعمل ايه
البلد حالها اليومين دول مش باين له أمان.. ربنا معانا ويخلصنا من الخلق اللي متو صيا علينا..
- تفتكر بيعملوا كده ليه..
- علشان اسرائيل تقوي واحنا نضعف اصلا.. الأمريكان اللي وراده كله.
أماأنا فأقول أن امريكا في مأزق الضعف والهزال والفساد الداخلي وتفعل كل ما تفعله خارج حدودها ذرا للرماد في العيون.
ولن تظل امريكا هي شجيع السيما فالزمن ليس زمن الشجعان الذين يتباهون بالشجاعة.. الزمن زمن الاذكياء الذين يعرفون متي يتكلمون ومتي يسكتون ومتي يتقدمون ومتي يتقهقرون والعياذ بالله.. ان امريكا تقع وانظروا إلي وجه أوباما تروا الواقع القادم!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.