وأنا أيضا أحمل مرارة من هذه الجنسية التي فرضت علينا.. أنا يا أخي من عرب إسرائيل وكل أهلي يحملون هذه الجنسية حتي درويش كان يحمل وثيقة سفر إسرائيلية ! قبل أسبوع..رحل عنا شاعر المقاومة الفلسطينية سميح القاسم ليكتمل غياب ثالوث النضال محمود درويش وتوفيق زياد وسميح.. كأن سميح كان يعلم بما آلت إليه أوضاع القضية التي ظل متشبثا بالدفاع عنها سنوات طويلة فآثر الرحيل قبل أن يشهد مئات الفلسطينيين يتساقطون ضحايا لعناد قادة حماس الذين يديرون الحرب من فنادق الدوحة. في منتصف سنة 1998.. كنت في العاصمة الأردنية »عمان» ضمن حضور مهرجان جرش وفي نفس الفندق رأيت سميح القاسم الذي كنت مبهورا به وبتاريخه النضالي لكنني والحق لم أكن مرتاحا إليه.. في حلقي مرارة أنه إسرائيلي الجنسية.. فمنذ صباي وأنا لا أحب كل ما هو إسرائيلي.. تصافحنا بعد أن بادرني.. أكيد أنت من القاهرة.. جاوبته بفخر.. نعم أنا مصري وعرفته بنفسي فدعاني لحضور جلسة مع الوفد الفلسطيني المشارك في المهرجان في المساء. كان سميح ودودا معي.. تحدثنا عن كل شيء رغم أنها كانت المقابلة الأولي.. رفيق عمره محمود درويش.. والصحافة وهمومها في العالم العربي فقد كان مؤسسا ورئيس تحرير صحيفة » كل العرب» التي تصدر في الناصرة بشمال إسرائيل.. حكي لي سميح عن متاعبه مع مسئولية الإشراف علي الصحيفة والإداريات وروي لي أنه في عام 1963 جاء إلي القاهرة مع صديقه محمود درويش للمشاركة في معسكر شبابي دولي ورفضت السلطات دخولهما وعادا علي نفس الطائرة وأنه شعر بمرارة شديدة أن ترفض مصر عبد الناصر دخوله إليها.. شعرت بتعاطفي تجاهه لكنني بادرته بسؤال مستفز: كيف لشاعر مثلك أنت ودرويش أن تحملا جنسية إسرائيل فإذا به يقول: وأنا أيضا أحمل مرارة من هذه الجنسية التي فرضت علينا.. أنا يا أخي من عرب إسرائيل وكل أهلي يحملون هذه الجنسية حتي درويش كان يحمل وثيقة سفر إسرائيلية ! من يومها شعرت بذنب كبير.. أحسست بفداحة ظلمي له ولمحمود درويش اللذين يمثلان لي قيمة كبيرة.. وظللت لسنوات ممتدة أحمل رقم تليفونه الذي أعطاه لي في الناصرة لكنني لم أحاول الاتصال به ولو مرة واحدة لمجرد أن الرقم في إسرائيل ! بعد هذا اللقاء الصدفة في عمان بعدة سنوات قليلة سافرت إلي أسبانيا ضيفا علي أحد المهرجانات المسرحية والذي كان مشاركا فيه المطرب اللبناني الشهير مارسيل خليفة.. غني مارسيل في قاعة لم يكن فيها موضع لقدم من عدد الحضور الرهيب.. وكان سر دهشتي من الشباب الأسباني من ذوي الأصول العربية الذين ولدوا وعاشوا في تلك البلدة الواقعة في شمال برشلونة .. أصولهم من المغرب ويتكلمون العربية المكسرة بلهجة مغربية.. هذا الجمهور تجاوب بشدة مع مارسيل وهو يغني قصيدة » الشهيد»( منتصب القامة أمشي.. مرفوع الهامة أمشي.. في كفي قصفة زيتون وعلي كتفي نعشي.. وأنا أمشي.. قلبي قمر أحمر.. قلبي بستان.. فيه العوسج.. فيه الريحان.. شفتاي سماء تمطر.. نارا حينا.. حبا أحيان وأنا أمشي.. وأنا أمشي.)والعوسج هو نبات يشبه العنب الأحمر يساعد في تخفيف ارتفاع ضغط الدم ومشهور في فلسطين والشام . يومها فقط عرفت أنها قصيدة سميح القاسم الذي يذوب عشقا في فلسطين ويهيم حبا في وطن يحمله بين ضلوعه.. يكتب قصائد حب في الوطن الأسير.. رحم الله سميح القاسم.. شاعر المقاومة بقدر ما أعطي لوطنه. وأنا أيضا أحمل مرارة من هذه الجنسية التي فرضت علينا.. أنا يا أخي من عرب إسرائيل وكل أهلي يحملون هذه الجنسية حتي درويش كان يحمل وثيقة سفر إسرائيلية ! قبل أسبوع..رحل عنا شاعر المقاومة الفلسطينية سميح القاسم ليكتمل غياب ثالوث النضال محمود درويش وتوفيق زياد وسميح.. كأن سميح كان يعلم بما آلت إليه أوضاع القضية التي ظل متشبثا بالدفاع عنها سنوات طويلة فآثر الرحيل قبل أن يشهد مئات الفلسطينيين يتساقطون ضحايا لعناد قادة حماس الذين يديرون الحرب من فنادق الدوحة. في منتصف سنة 1998.. كنت في العاصمة الأردنية »عمان» ضمن حضور مهرجان جرش وفي نفس الفندق رأيت سميح القاسم الذي كنت مبهورا به وبتاريخه النضالي لكنني والحق لم أكن مرتاحا إليه.. في حلقي مرارة أنه إسرائيلي الجنسية.. فمنذ صباي وأنا لا أحب كل ما هو إسرائيلي.. تصافحنا بعد أن بادرني.. أكيد أنت من القاهرة.. جاوبته بفخر.. نعم أنا مصري وعرفته بنفسي فدعاني لحضور جلسة مع الوفد الفلسطيني المشارك في المهرجان في المساء. كان سميح ودودا معي.. تحدثنا عن كل شيء رغم أنها كانت المقابلة الأولي.. رفيق عمره محمود درويش.. والصحافة وهمومها في العالم العربي فقد كان مؤسسا ورئيس تحرير صحيفة » كل العرب» التي تصدر في الناصرة بشمال إسرائيل.. حكي لي سميح عن متاعبه مع مسئولية الإشراف علي الصحيفة والإداريات وروي لي أنه في عام 1963 جاء إلي القاهرة مع صديقه محمود درويش للمشاركة في معسكر شبابي دولي ورفضت السلطات دخولهما وعادا علي نفس الطائرة وأنه شعر بمرارة شديدة أن ترفض مصر عبد الناصر دخوله إليها.. شعرت بتعاطفي تجاهه لكنني بادرته بسؤال مستفز: كيف لشاعر مثلك أنت ودرويش أن تحملا جنسية إسرائيل فإذا به يقول: وأنا أيضا أحمل مرارة من هذه الجنسية التي فرضت علينا.. أنا يا أخي من عرب إسرائيل وكل أهلي يحملون هذه الجنسية حتي درويش كان يحمل وثيقة سفر إسرائيلية ! من يومها شعرت بذنب كبير.. أحسست بفداحة ظلمي له ولمحمود درويش اللذين يمثلان لي قيمة كبيرة.. وظللت لسنوات ممتدة أحمل رقم تليفونه الذي أعطاه لي في الناصرة لكنني لم أحاول الاتصال به ولو مرة واحدة لمجرد أن الرقم في إسرائيل ! بعد هذا اللقاء الصدفة في عمان بعدة سنوات قليلة سافرت إلي أسبانيا ضيفا علي أحد المهرجانات المسرحية والذي كان مشاركا فيه المطرب اللبناني الشهير مارسيل خليفة.. غني مارسيل في قاعة لم يكن فيها موضع لقدم من عدد الحضور الرهيب.. وكان سر دهشتي من الشباب الأسباني من ذوي الأصول العربية الذين ولدوا وعاشوا في تلك البلدة الواقعة في شمال برشلونة .. أصولهم من المغرب ويتكلمون العربية المكسرة بلهجة مغربية.. هذا الجمهور تجاوب بشدة مع مارسيل وهو يغني قصيدة » الشهيد»( منتصب القامة أمشي.. مرفوع الهامة أمشي.. في كفي قصفة زيتون وعلي كتفي نعشي.. وأنا أمشي.. قلبي قمر أحمر.. قلبي بستان.. فيه العوسج.. فيه الريحان.. شفتاي سماء تمطر.. نارا حينا.. حبا أحيان وأنا أمشي.. وأنا أمشي.)والعوسج هو نبات يشبه العنب الأحمر يساعد في تخفيف ارتفاع ضغط الدم ومشهور في فلسطين والشام . يومها فقط عرفت أنها قصيدة سميح القاسم الذي يذوب عشقا في فلسطين ويهيم حبا في وطن يحمله بين ضلوعه.. يكتب قصائد حب في الوطن الأسير.. رحم الله سميح القاسم.. شاعر المقاومة بقدر ما أعطي لوطنه.