اختارت منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو"منذ مؤتمرها المنعقد في باريس عام 1996يوم الثالث والعشرين من أبريل موعداً سنوياً للاحتفال بالقراءة والكتاب وحقوق المؤلف. ويرجع سبب اختيار هذا التاريخ كيوم عالمي للقراءة كونه يصادف ذكرى وفاة اثنين من أشهر الكتاب وهما الروائي الإسباني الشهير سيربانتس صاحب رواية دون كيشوت ، والشاعر الإنجليزي العظيم ويليم شكسبير، كما أن هذا اليوم هو تاريخ ميلاد أو وفاة عدد من الكتاب والمؤلفين المشهورين عالمياً . وعلي الرغم من إهتمام دول العالم بهذا اليوم كمناسبة للإهتمام بالكتاب وتشجيع الناس علي القراءة إلا اننا في العالم العربي نكاد لانشعر به أو نتجاهله طوال السنوات الماضية ، ولعل ذلك لايتجزأ من منظومة تدهور أوضاع الكتاب والقراءة في العالم العربي . وفي الوقت الذي تهتم فيه دول العالم أجمع بالقراءة والفرد القاريء في المجتمع نجد إحصائيات منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" تشير إلى أن متوسط قراءة الفرد في المنطقة العربية بلغ 6 دقائق في السنة، أي ما معدله ربع صفحة، مقابل 12 ألف دقيقة في السنة للغرب، أي ما يقرب من 11 كتاب للأميركي و7 للبريطاني، ويكشف تقرير التنمية الثقافية العربي الثالث الصادر عن مؤسسة الفكر العربي في ديسمبر 2010 أن العرب في عام 2009 قاموا بتحميل نحو 43 مليون فيلم وأغنية بينما قاموا بتحميل ربع مليون كتاب فقط . ومن أهم الإحصائيات الواردة بهذا التقرير أيضا إحتلال كتب الطبخ مركز الصدارة بنسبة 23% من إجمالي الكتب، وأن عمليات البحث التي قام بها العرب في عام 2009 على شبكة الإنترنت عن المطرب تامر حسني ضعف عمليات البحث التي قاموا بها عن نزار قباني والمتنبي ونجيب محفوظ ومحمود درويش مجتمعين . ولتجنب هذه الكارثة الثقافية لابد من تعويد الأطفال على القراءة منذ الصغر وهنا يأتي دور الأم التي يجب أن تقرأ لطفلها منذ نعومة أظافره، وعندما يكبر ويستطيع القراءة بمفرده عليها معرفة كيفية مساعدته على اختيار الكتب المناسبة ويمكن هنا الاستفادة من التجارب الدولية ففي انجلترا تقوم المكتبات المدرسية والعامة بالجمع بين الأطفال وأولياء أمورهم ويتم تدريب الآباء على اختيار الكتب المناسبة لأطفالهم يجب أن يحتوي كل بيت على مكتبة، يشارك أفراد الأسرة في تكوينها معاً، ولابد من التعود على اصطحاب الكتاب في كل مكان، فهو خير رفيق .