تواصل محكمة جنايات القاهرة، جلساتها في قضية القرن، لليوم الثاني على التوالي المتهم. وتشمل القضية اتهام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ونجلاه جمال وعلاء، ورجل الأعمال الهارب حسين سالم، ووزير الداخلية الأسبق اللواء حبيب العادلي، و 6 من مساعديه السابقين لاتهامهم بقتل المتظاهرين السلميين والإضرار بالمال العام من خلال التربح للنفس و للغير. واتسمت جلسة المحاكمة بالهدوء التام، وكان المتهمون ملتزمون بقواعد المحاكمة والجلسة بداخل قفص الاتهام، ولم يعترض أحدا منهم على قفص الاتهام الزجاجي، وحين تم سؤالهم من هيئة المحكمة أجابوا على كافة الأسئلة بوضوح بما يفيد بأنهم يسمعون إجراءات المحاكمة بوضوح، وأن القفص الزجاجي لم يحجبهم عن سماع ما يدور بداخل قاعة المحاكمة. وأشاد رئيس المحكمة المستشار محمود الرشيدي بتغطية جريدة "الاخبار" لوقائع جلسة المحاكمة في قضية القرن معبرا عن مصداقيتها في نشر وقائع الجلسة بمنتهى الموضوعية . وعقدت الجلسة برئاسة المستشار محمود الرشيدي بعضوية المستشارين إسماعيل عوض ووجدي عبد المنعم رئيسي المحكمة بحضور المستشارين محمد إبراهيم ووائل حسين المحامين العامين بمكتب النائب العام وأمانة سر محمد السنوسي وصبحي عبد الحميد . وبدأت المحكمة جلستها تمام الساعة 11 صباحا بينما حضر المتهمين تمام الساعة 9 صباحا و لم يعكر الجو وصول طائرة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك مبكرا ووصول جمال و علاء والعادلي تحت حراسة أمنية مشددة، كما وصل المتهمون المخلى سبيلهم و تجمعوا بداخل قفص الاتهام وكان مبارك بشوش الوجه مرتديا بدلته الرسمية والبالطو الأسود، وذلك باعتبار أن القاعة مكيفة الهواء وبداخل القفص الزجاجي تيار هواء شديد . وحضر اللواء خالد ثروت رئيس جهاز الأمن الوطني لقاعة المحكمة بأكاديمية الشركة في ساعة مبكرة، وامتلأت قاعة المحكمة بدءا من الباب الخارجي ووصولا إلى القاعة بأفراد الأمن وقوات التفتيش لتأمين الشاهد وجلسة المحاكمة . ووجه المستشار محمود الرشيدي في بداية الجلسة عدد 33 سؤالا لشاهد الإثبات، حول معلوماته عن الأحداث التي وقعت خلال فترة قيام ثورة 25 يناير و جمعة الغضب و ما تلاها من أحداث مؤسفة خاصة بقتل المتظاهرين السلميين، والمعلومات التي تتوافر لديه حول الجماعات الإرهابية المسلحة التي تسللت عبر الحدود المصرية لداخل البلاد. وأجاب اللواء خالد ثروت على 5 أسئلة للمحكمة، وطلب من المحكمة السماح له بالجلوس لقيامه بإجراء جراحة بإحدى قدميه وانه يحتاج للراحة، فسمح له رئيس المحكمة بالجلوس و أمر بإحضار كرسي له . وعند أذان الظهر، قام رئيس المحكمة الجلسة للاستراحة ولأداء الصلاة وعقب مرور 30 دقيقة، عاودت الجلسة للانعقاد، واستمرت هيئة المحكمة ودفاع المتهمين والمدعيين بالحق المدني في توجيه أسئلة عديدة للشاهد . وانتهت المحكمة من فحص كافة التقارير الواردة لها من لجنة الخبراء المشكلة بقرار منها لفحص الشق المتعلق بتصدير الغاز لإسرائيل، حيث تسلمت المحكمة من اللجنة عدد 4 كلاسيرات من الحجم الكبير ضمت بداخلها تقرير اللجنة الذي بلغ 73 صفحة بالإضافة إلى مستندات أخرى تفصيلية، وقامت المحكمة بتحريز تلك المستندات و ضمها لأوراق القضية وسمحت لهيئة الدفاع عن المتهمين بالإطلاع عليها و استخراج نسخة منها . وتستمع المحكمة بجلسة اليوم لأقوال اللواء كمال الدالي مدير أمن الجيزة، وكذلك أقوال اللواء أيمن فهيم قائد قوات الحرس الجمهوري في عهد مبارك، حيث ستسمح المحكمة بدخول الصحفيين فقط دون كاميرات لتغطية و نشر أقواله، كما ستتسلم المحكمة اليوم أيضا تقرير لجنة الخبراء التي أمرت بتشكيلها حول فحص الأسلحة المحرزة بالقضية .