ليس غريبا ان يترشح الفريق السيسي للرئاسة وللعلم هذا الأمر لا يتنافي أبدا مع الأصوات التي تنادي بوجود حاكم مدني ، فمعظم العظماء الذين قادوا شعوبهم إلي أفاق بعيدة كانوا يحملون الخلفية العسكرية . وهناك فرق شاسع بين أن يكون الحاكم ذو خلفية عسكرية وبين أن تكون الدولة عسكرية أو يحكمها العسكر لان حكم العسكر يقصد به أن تكون كل مفاصل الدولة ومناصبها من أول رؤساء أحياء المدن أو رؤساء المجالس المحلية بالقرى مرورا بالمحافظين وصولا للوزراء ورئيس الوزراء جميعهم عسكريين أو ذو خلفية عسكرية . البعض يقول كما في التراث "إن اللي بنى مصر كان في الأصل حلواني ،، ولكن الحقيقة تؤكد أن اللي بني مصر كان في الأصل عسكري " فمصر الفرعونية علي سبيل المثال لا الحصر بناها الملك "مينا " مُوَحِّد القطرين ومؤسس الأسرة الفرعونية الأولى، "ورمسيس الثاني" أعظم حاكم وقائد وباني عرفه التاريخ القديم ، "وأحمس" البطل الذي طرد الهكسوس من مصر ، كل هؤلاء كانت لهم خلفية عسكرية . وفي العصر الحديث بني مصر أعظم حاكم مدني ولكن أيضا ذو خلفية عسكرية وهو "محمد على" مؤسس مصر الحديثة وأكد التاريخ انه كان حاكماً مدنياً رائعاً وفي عصره انتقلت مصر من حال إلي حال بنى مصر المدنية في جميع مجالاتها الحيوية وأوجد بها النظام الديمقراطي الذي نضج واكتمل في عصر سعد زغلول إلى ما يقرب من الكمال. البعض يظن أن بعض الدولة المدنية يجب ألا يقودها شخص عسكريّ أو بخلفية عسكريّة حقيقة ، البعض يظن أن كثير من الحكام ذوي الخلفية العسكرية كانوا دكتاتوريين ، ولم تكن دولتهم دولة مدنية أو ديمقراطية ولا إنسانية ، ومن ذلك نبتت الفكرة الغالبة على الكثيرين أن "حكم العسكر" هو حكمٌ قمعيٌ بصفة عامة وهذا تفكير خاطئ ، فالحاكم ذو الخلفية العسكرية ، ليس دائماً دكتاتوراً في حكمه ، ولكن في حقيقة الأمر أن الخلفية العسكرية تُكْسِبُ الحاكم كفاءة تمكنه من أن أخذ قرارات ممنهجه مدروسة ، وأن يَحكم بعقلية مُتئدة مُرساة على النظام وعلى تقدير أهمية توحيد الصف والتخطيط نحو النجاح وتحقيق الأهداف ، لا على أهواء شخصية عاطفية أو عنصرية، وقرارات ارتجالية وعشوائية، وسلوكيات متطرفة انفصالية تفتت الوحدة الوطنية ، فعلاوة على الفراعنة ومحمد علي المصريين، هناك على سبيل المثال لا الحصر، جورج واشنطون ودوايت ايزنهاور الأمريكيين ، وتشارلز ديجول الفرنسي كانوا من خلفية عسكرية كاملة ، ولم يكونوا دكتاتوريين قمعيين بل كانوا رؤساء مدنيين عظماء قادوا بلادهم بديمقراطية ناجحة وبكفاءة وتوفيق وحكمة في أصعب وأحلك الظروف . * وأعتقد أن جميع الذين يفهمون الحكم العسكري يعلمون أن مصر لم تحكم عسكريا من بعد ثورة 1952 إلا لسنوات قليلة وبعدها عاد الحكم مدنيا وكان الرئيس فقط عسكريا مثل "جمال عبد الناصر ، ومحمد أنور السادات ومحمد حسنى مبارك " وأيضا بعض المحافظين من ذو الخلفية العسكرية نظرا للظروف الخاصة لبعض المحافظات الحدودية ومثلا لم يكن محافظ الإسكندرية رجلا ذو خلفية عسكرية ولا محافظ القاهرة في معظم الأحيان . وكذا معظم محافظات مصر لم يكون محافظيها ذو خلفية عسكرية ، وجميع الحكومات المتعاقبة من أول رئيس الوزراء والوزراء كانوا مدنين ماعدا وزارتي الدفاع والداخلية نظرا لمقتضيات وواجباتهم العسكرية الطبيعية . * العجيب والغريب أن أعظم رؤساء الدول فى كل بلاد العالم وكل الديمقراطيات كانوا رجالا ذو خلفية عسكرية ، فعلاوة على الفراعنة ومحمد علي المصريين ، فلا ننسي إن 33 رئيساً من أصل 44 رئيساً أمريكياً ، جاءوا من خلفية عسكرية ولكن ظلت أمريكا طيلة تاريخها، دولة مدنية !! ولعل أشهر رؤسائها هناك على سبيل المثال لا الحصر : جورج واشنطون ، ودوايت إيزنهاور، وجون كيندي ، الأمريكيين ، وبخلاف أمريكا هناك أيضا تشارلز ديجول الفرنسي ، وتشرشل الانجليزي ، كانوا من خلفية عسكرية كاملة ، ولم يكونوا دكتاتوريين قمعيين بل كانوا رؤساء مدنيين عظماء قادوا بلادهم بديمقراطية ناجحة وبكفاءة وتوفيق وحكمة في أصعب وأحلك الظروف . لقد كان "الجنرال" شارل ديجول، رئيساً للجمهورية الفرنسية من 1959 إلى 1969، وظلت فرنسا دولة مدنية !! وكان الرئيس الأمريكي ديوايت أيزنهاور، رئيساً للولايات المتحدةالأمريكية من العام 1953 إلى العام 1961، وظلت أمريكا دولة مدنية في عهده ، رغم أنه كان القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية، وكان أول قائد أعلى لحلف الناتو في 1951!! بل الأهم من كل هذا ، أن كمال أتاتورك، كان أول رئيس لتركيا المدنية الحديثة، من 1923 إلى 1938، بينما لا أحد يمكنه أن ينسى أنه كان قد عمل في الجيش قبلها وبالذات في "معركة جاليوبلوي" ما بين 1915 و1916، وأنتصر في تلك المعركة انتصار وضعه في عنان السماء في الدولة العثمانية، التي كانت قائمة وقتها!! .. وبالتالي، فان ما أقوله، أن من يأتي من خلفية عسكرية ويصبح رئيساً، لا يقيم دولة عسكرية ولكنها تظل مدنية ، وكما سبق واشرنا فإن الدولة العسكرية لا تكون إلا بحاكم وأعوان يعملون في الجيش وقت حكمهم البلاد. ليس غريبا ان يترشح الفريق السيسي للرئاسة وللعلم هذا الأمر لا يتنافي أبدا مع الأصوات التي تنادي بوجود حاكم مدني ، فمعظم العظماء الذين قادوا شعوبهم إلي أفاق بعيدة كانوا يحملون الخلفية العسكرية . وهناك فرق شاسع بين أن يكون الحاكم ذو خلفية عسكرية وبين أن تكون الدولة عسكرية أو يحكمها العسكر لان حكم العسكر يقصد به أن تكون كل مفاصل الدولة ومناصبها من أول رؤساء أحياء المدن أو رؤساء المجالس المحلية بالقرى مرورا بالمحافظين وصولا للوزراء ورئيس الوزراء جميعهم عسكريين أو ذو خلفية عسكرية . البعض يقول كما في التراث "إن اللي بنى مصر كان في الأصل حلواني ،، ولكن الحقيقة تؤكد أن اللي بني مصر كان في الأصل عسكري " فمصر الفرعونية علي سبيل المثال لا الحصر بناها الملك "مينا " مُوَحِّد القطرين ومؤسس الأسرة الفرعونية الأولى، "ورمسيس الثاني" أعظم حاكم وقائد وباني عرفه التاريخ القديم ، "وأحمس" البطل الذي طرد الهكسوس من مصر ، كل هؤلاء كانت لهم خلفية عسكرية . وفي العصر الحديث بني مصر أعظم حاكم مدني ولكن أيضا ذو خلفية عسكرية وهو "محمد على" مؤسس مصر الحديثة وأكد التاريخ انه كان حاكماً مدنياً رائعاً وفي عصره انتقلت مصر من حال إلي حال بنى مصر المدنية في جميع مجالاتها الحيوية وأوجد بها النظام الديمقراطي الذي نضج واكتمل في عصر سعد زغلول إلى ما يقرب من الكمال. البعض يظن أن بعض الدولة المدنية يجب ألا يقودها شخص عسكريّ أو بخلفية عسكريّة حقيقة ، البعض يظن أن كثير من الحكام ذوي الخلفية العسكرية كانوا دكتاتوريين ، ولم تكن دولتهم دولة مدنية أو ديمقراطية ولا إنسانية ، ومن ذلك نبتت الفكرة الغالبة على الكثيرين أن "حكم العسكر" هو حكمٌ قمعيٌ بصفة عامة وهذا تفكير خاطئ ، فالحاكم ذو الخلفية العسكرية ، ليس دائماً دكتاتوراً في حكمه ، ولكن في حقيقة الأمر أن الخلفية العسكرية تُكْسِبُ الحاكم كفاءة تمكنه من أن أخذ قرارات ممنهجه مدروسة ، وأن يَحكم بعقلية مُتئدة مُرساة على النظام وعلى تقدير أهمية توحيد الصف والتخطيط نحو النجاح وتحقيق الأهداف ، لا على أهواء شخصية عاطفية أو عنصرية، وقرارات ارتجالية وعشوائية، وسلوكيات متطرفة انفصالية تفتت الوحدة الوطنية ، فعلاوة على الفراعنة ومحمد علي المصريين، هناك على سبيل المثال لا الحصر، جورج واشنطون ودوايت ايزنهاور الأمريكيين ، وتشارلز ديجول الفرنسي كانوا من خلفية عسكرية كاملة ، ولم يكونوا دكتاتوريين قمعيين بل كانوا رؤساء مدنيين عظماء قادوا بلادهم بديمقراطية ناجحة وبكفاءة وتوفيق وحكمة في أصعب وأحلك الظروف . * وأعتقد أن جميع الذين يفهمون الحكم العسكري يعلمون أن مصر لم تحكم عسكريا من بعد ثورة 1952 إلا لسنوات قليلة وبعدها عاد الحكم مدنيا وكان الرئيس فقط عسكريا مثل "جمال عبد الناصر ، ومحمد أنور السادات ومحمد حسنى مبارك " وأيضا بعض المحافظين من ذو الخلفية العسكرية نظرا للظروف الخاصة لبعض المحافظات الحدودية ومثلا لم يكن محافظ الإسكندرية رجلا ذو خلفية عسكرية ولا محافظ القاهرة في معظم الأحيان . وكذا معظم محافظات مصر لم يكون محافظيها ذو خلفية عسكرية ، وجميع الحكومات المتعاقبة من أول رئيس الوزراء والوزراء كانوا مدنين ماعدا وزارتي الدفاع والداخلية نظرا لمقتضيات وواجباتهم العسكرية الطبيعية . * العجيب والغريب أن أعظم رؤساء الدول فى كل بلاد العالم وكل الديمقراطيات كانوا رجالا ذو خلفية عسكرية ، فعلاوة على الفراعنة ومحمد علي المصريين ، فلا ننسي إن 33 رئيساً من أصل 44 رئيساً أمريكياً ، جاءوا من خلفية عسكرية ولكن ظلت أمريكا طيلة تاريخها، دولة مدنية !! ولعل أشهر رؤسائها هناك على سبيل المثال لا الحصر : جورج واشنطون ، ودوايت إيزنهاور، وجون كيندي ، الأمريكيين ، وبخلاف أمريكا هناك أيضا تشارلز ديجول الفرنسي ، وتشرشل الانجليزي ، كانوا من خلفية عسكرية كاملة ، ولم يكونوا دكتاتوريين قمعيين بل كانوا رؤساء مدنيين عظماء قادوا بلادهم بديمقراطية ناجحة وبكفاءة وتوفيق وحكمة في أصعب وأحلك الظروف . لقد كان "الجنرال" شارل ديجول، رئيساً للجمهورية الفرنسية من 1959 إلى 1969، وظلت فرنسا دولة مدنية !! وكان الرئيس الأمريكي ديوايت أيزنهاور، رئيساً للولايات المتحدةالأمريكية من العام 1953 إلى العام 1961، وظلت أمريكا دولة مدنية في عهده ، رغم أنه كان القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية، وكان أول قائد أعلى لحلف الناتو في 1951!! بل الأهم من كل هذا ، أن كمال أتاتورك، كان أول رئيس لتركيا المدنية الحديثة، من 1923 إلى 1938، بينما لا أحد يمكنه أن ينسى أنه كان قد عمل في الجيش قبلها وبالذات في "معركة جاليوبلوي" ما بين 1915 و1916، وأنتصر في تلك المعركة انتصار وضعه في عنان السماء في الدولة العثمانية، التي كانت قائمة وقتها!! .. وبالتالي، فان ما أقوله، أن من يأتي من خلفية عسكرية ويصبح رئيساً، لا يقيم دولة عسكرية ولكنها تظل مدنية ، وكما سبق واشرنا فإن الدولة العسكرية لا تكون إلا بحاكم وأعوان يعملون في الجيش وقت حكمهم البلاد.