2013 عام كارثي في تاريخ السينما المصرية ، خسائر متوالية بالجملة و فشل ذريع لنجومها الكبار و هبوط حاد في المستوي الفني للأفلام بشكل عام لم ينج منه سوي ما يعد علي أصابع اليد الواحدة ! تراجع طفيف في عدد الأفلام ( 26 فيلما ) و هو أقل من العام الماضي بفيلم واحد ، لكن هبوط الإيرادات كان مذهلا خاصة لأفلام ما يطلق عليهم نجوم الشباك الذين تسببوا في خسارة فادحة لمنتجي أفلامهم و كانوا يعدوا فرس الرهان في كل سباق و موسم إلا أنهم جميعا خسروا الرهان و خسرت السينما هذا العام ما يقرب من مائة مليون جنيها فلم تحقق الأفلام مجتمعة سوي 90 مليون جنيها !! "قلب الأسد" علي القمة وكان للأفلام التجارية والتي خاصمت الفن تماما رافعة شعار الهبوط والإسفاف ومخاطبة الغرائز نصيب الأسد في إيرادات هذا العام التي اعتلاها بجدارة " قلب الأسد "لكريم السبكي بطولة محمد رمضان مدعوما بتوليفة السبكي الذي أصبح الجواد الرابح بعد 20 مليون جنيها حققها عام 2012 بفيلمه الذي أثار جدلا كبيرا " عبده موته "و قد انفرد هذا العام بالقمة محققا مايقرب من 17 مليون جنيها متفوقا علي النجم أحمد حلمي الذي انفرد بالقمة لسنوات و قد مني فيلم حلمي " علي جثتي " لمحمد بكير الذي افتتح عروض العام بخسارة فادحة حيث لم تتجاوز إيراداته 13 مليون جنيها رغم أن ميزانيته تقترب من ضعف ميزانية "قلب الأسد " و كانت الخسارة هي الأكبر في مسيرة حلمي الحافلة بالأفلام الأكثر جماهيرية خلال السنوات الماضية ، كما كانت بداية نزيف الخسائر لأفلام نجوم الشباك و ربما بداية لقلب الموازين و اهتزاز العروش في عالم النجومية ! جذب حلمي طرف الخيط فتبعه أحمد عز بفيلم " الحفلة "لأحمد علاء محققا 7 مليون جنيها و هو مايعد نصف تكلفة إنتاج الفيلم ثم كان " فبراير الأسود " لمحمد أمين بطولة خالد صالح فكانت المصيبة أكبر فلم يحقق الفيلم سوي مليوني جنيها و ثلاثمائة ألف !! .. و توالت خسائر و اخفاقات النجوم والتي تجلت في موسم الصيف الذي راهن خلاله المنتجون علي نجومهم فدفعوا بهم إلي حلبة السباق دفعة واحدة بدأت بأحمد مكي مفتتحا الموسم بفيلم " سمير أبو النيل " لعمرو عرفة فحقق أسوأ إيرادات في تاريخه- القصير طبعا- لم تتجاوز ثمانية ملايين و نصف المليون جنيها و هو ما يقرب من نصف تكلفة انتاج الفيلم أيضا، و مثله محمد سعد " تتح " لسامح عبد العزيز الذي اقترب من عشرة ملايين جنيها بالكاد ، و كانت الطامة الكبري في فيلم " الحرامي و العبيط " لمحمد مصطفي والذي تقاسم بطولته الخالدان الصاوي و صالح فلم يحقق سوي ثلاثة ملايين و نصف رغم ضخامة إنتاجه أيضا ، ثم كان ختام الموسم الذي تلاحم مع عيد الفطر مروعا بفيلم "توم و چيمي " لأكرم فريد بطولة هاني رمزي الذي لم يحقق سوي سبعمائة و خمسين ألف جنيها !! .. ومثلما كانت أفلام النجوم ضعيفة الايرادات كان مستواها الفني ضعيف أيضا و تلك هي المشكلة الأكبر . الفن الهابط يكسب ! وكان موسم عيد الأضحي هو المنقذ للسينما المصرية من انهيار اقتصادي كبير فقد عوض بعض المنتجين و علي رأسهم الأخوين السبكي في خسارتهم الفادحة في أفلام كبار النجوم .. فجاء " قلب الأسد " متصدرا الإيرادات بما يقترب من 17 مليون جنيها، و " عش البلبل " لحسام الجوهري بطولة سعد الصغير و دينا 9 مليون جنيها ، و " هاتولي راجل " لمحمد شاكر بطولة شريف رمزي و يسرا اللوزي خمسة ملايين و ثمانمائة ألف جنيها ، و"القشاش " لاسماعيل فاروق بطولة حورية فرغلي و صافيناز المثيرة للجدل خمسة ملايين و ثلاثمائة ألف جنيها ، و "كلبي دليلي "لاسماعيل فاروق ثلاثة ملايين جنيها و " 8 ٪" لحسام الجوهري بطولة أوكا و اورتيجا مليونين و ثمانمائة ألف .. المدهش أن جميعها أفلام منخفضة التكاليف كمستواها الفني !! سينما للمهرجانات! اللافت للنظر هذا العام فالأفلام التي حافظت علي هبوط مستواها الفني و الأخلاقي هي الأعلي إيرادات ، في حين كان العكس صحيحا فالأفلام التي حفظت للسينما كرامتها المهدرة و حافظت علي ماء الوجه تنتمي لتيار السينما المستقلة و التي فشلت في تحقيق إيرادات تذكر رغم مستواها الفني المتميز في مقدمتها "هرج و مرج " لنادين خان 360 ألف جنيها فقط و " الشتا اللي فات " لإبراهيم البطوط 310 ألف جنيها و الفيلمان هما الأفضل هذا العام يليهما " فرش و غطا " لأحمد عبد الله 170 ألف جنيها و في ذيل قائمة الإيرادات كان " عشم " لماجي مرجان رغم تميزه لم يحقق سوي 19ألف جنيها !! وتبدو هنا الإشكالية الحقيقية في الفجوة الواسعة بين أفلام السينما المستقلة و الجمهور الذي لا يستقبل مثل هذه النوعية من الأفلام البعيدة كل البعد عن ذوق و ثقافة جمهور السينما حاليا رغم أن السينما المستقلة بفلسفتها الإنتاجية و الإبداعية تعد الأمل الحقيقي لإنقاذ مستقبل صناعة السينما.. و هي الممثل الوحيد تقريبا لها في المهرجانات الدولية و كانت خير سفير هذا العام و قد حصدت عدد من الجوائز غير التمثيل المشرف ، لكن ليس من أجل المهرجانات فقط تصنع الأفلام و هذا ما ينبغي ان يأخذه صناع السينما المستقلة في الحسبان و خاصة المؤلف و المنتج محمد حفظي الممول الرئيسي و الوحيد تقريبا لهذا التيار المشرف والذي يستحق كل التحية . 2013 عام كارثي في تاريخ السينما المصرية ، خسائر متوالية بالجملة و فشل ذريع لنجومها الكبار و هبوط حاد في المستوي الفني للأفلام بشكل عام لم ينج منه سوي ما يعد علي أصابع اليد الواحدة ! تراجع طفيف في عدد الأفلام ( 26 فيلما ) و هو أقل من العام الماضي بفيلم واحد ، لكن هبوط الإيرادات كان مذهلا خاصة لأفلام ما يطلق عليهم نجوم الشباك الذين تسببوا في خسارة فادحة لمنتجي أفلامهم و كانوا يعدوا فرس الرهان في كل سباق و موسم إلا أنهم جميعا خسروا الرهان و خسرت السينما هذا العام ما يقرب من مائة مليون جنيها فلم تحقق الأفلام مجتمعة سوي 90 مليون جنيها !! "قلب الأسد" علي القمة وكان للأفلام التجارية والتي خاصمت الفن تماما رافعة شعار الهبوط والإسفاف ومخاطبة الغرائز نصيب الأسد في إيرادات هذا العام التي اعتلاها بجدارة " قلب الأسد "لكريم السبكي بطولة محمد رمضان مدعوما بتوليفة السبكي الذي أصبح الجواد الرابح بعد 20 مليون جنيها حققها عام 2012 بفيلمه الذي أثار جدلا كبيرا " عبده موته "و قد انفرد هذا العام بالقمة محققا مايقرب من 17 مليون جنيها متفوقا علي النجم أحمد حلمي الذي انفرد بالقمة لسنوات و قد مني فيلم حلمي " علي جثتي " لمحمد بكير الذي افتتح عروض العام بخسارة فادحة حيث لم تتجاوز إيراداته 13 مليون جنيها رغم أن ميزانيته تقترب من ضعف ميزانية "قلب الأسد " و كانت الخسارة هي الأكبر في مسيرة حلمي الحافلة بالأفلام الأكثر جماهيرية خلال السنوات الماضية ، كما كانت بداية نزيف الخسائر لأفلام نجوم الشباك و ربما بداية لقلب الموازين و اهتزاز العروش في عالم النجومية ! جذب حلمي طرف الخيط فتبعه أحمد عز بفيلم " الحفلة "لأحمد علاء محققا 7 مليون جنيها و هو مايعد نصف تكلفة إنتاج الفيلم ثم كان " فبراير الأسود " لمحمد أمين بطولة خالد صالح فكانت المصيبة أكبر فلم يحقق الفيلم سوي مليوني جنيها و ثلاثمائة ألف !! .. و توالت خسائر و اخفاقات النجوم والتي تجلت في موسم الصيف الذي راهن خلاله المنتجون علي نجومهم فدفعوا بهم إلي حلبة السباق دفعة واحدة بدأت بأحمد مكي مفتتحا الموسم بفيلم " سمير أبو النيل " لعمرو عرفة فحقق أسوأ إيرادات في تاريخه- القصير طبعا- لم تتجاوز ثمانية ملايين و نصف المليون جنيها و هو ما يقرب من نصف تكلفة انتاج الفيلم أيضا، و مثله محمد سعد " تتح " لسامح عبد العزيز الذي اقترب من عشرة ملايين جنيها بالكاد ، و كانت الطامة الكبري في فيلم " الحرامي و العبيط " لمحمد مصطفي والذي تقاسم بطولته الخالدان الصاوي و صالح فلم يحقق سوي ثلاثة ملايين و نصف رغم ضخامة إنتاجه أيضا ، ثم كان ختام الموسم الذي تلاحم مع عيد الفطر مروعا بفيلم "توم و چيمي " لأكرم فريد بطولة هاني رمزي الذي لم يحقق سوي سبعمائة و خمسين ألف جنيها !! .. ومثلما كانت أفلام النجوم ضعيفة الايرادات كان مستواها الفني ضعيف أيضا و تلك هي المشكلة الأكبر . الفن الهابط يكسب ! وكان موسم عيد الأضحي هو المنقذ للسينما المصرية من انهيار اقتصادي كبير فقد عوض بعض المنتجين و علي رأسهم الأخوين السبكي في خسارتهم الفادحة في أفلام كبار النجوم .. فجاء " قلب الأسد " متصدرا الإيرادات بما يقترب من 17 مليون جنيها، و " عش البلبل " لحسام الجوهري بطولة سعد الصغير و دينا 9 مليون جنيها ، و " هاتولي راجل " لمحمد شاكر بطولة شريف رمزي و يسرا اللوزي خمسة ملايين و ثمانمائة ألف جنيها ، و"القشاش " لاسماعيل فاروق بطولة حورية فرغلي و صافيناز المثيرة للجدل خمسة ملايين و ثلاثمائة ألف جنيها ، و "كلبي دليلي "لاسماعيل فاروق ثلاثة ملايين جنيها و " 8 ٪" لحسام الجوهري بطولة أوكا و اورتيجا مليونين و ثمانمائة ألف .. المدهش أن جميعها أفلام منخفضة التكاليف كمستواها الفني !! سينما للمهرجانات! اللافت للنظر هذا العام فالأفلام التي حافظت علي هبوط مستواها الفني و الأخلاقي هي الأعلي إيرادات ، في حين كان العكس صحيحا فالأفلام التي حفظت للسينما كرامتها المهدرة و حافظت علي ماء الوجه تنتمي لتيار السينما المستقلة و التي فشلت في تحقيق إيرادات تذكر رغم مستواها الفني المتميز في مقدمتها "هرج و مرج " لنادين خان 360 ألف جنيها فقط و " الشتا اللي فات " لإبراهيم البطوط 310 ألف جنيها و الفيلمان هما الأفضل هذا العام يليهما " فرش و غطا " لأحمد عبد الله 170 ألف جنيها و في ذيل قائمة الإيرادات كان " عشم " لماجي مرجان رغم تميزه لم يحقق سوي 19ألف جنيها !! وتبدو هنا الإشكالية الحقيقية في الفجوة الواسعة بين أفلام السينما المستقلة و الجمهور الذي لا يستقبل مثل هذه النوعية من الأفلام البعيدة كل البعد عن ذوق و ثقافة جمهور السينما حاليا رغم أن السينما المستقلة بفلسفتها الإنتاجية و الإبداعية تعد الأمل الحقيقي لإنقاذ مستقبل صناعة السينما.. و هي الممثل الوحيد تقريبا لها في المهرجانات الدولية و كانت خير سفير هذا العام و قد حصدت عدد من الجوائز غير التمثيل المشرف ، لكن ليس من أجل المهرجانات فقط تصنع الأفلام و هذا ما ينبغي ان يأخذه صناع السينما المستقلة في الحسبان و خاصة المؤلف و المنتج محمد حفظي الممول الرئيسي و الوحيد تقريبا لهذا التيار المشرف والذي يستحق كل التحية .