ذكرت صحيفة "الجارديان" ، أن الاتفاق المؤقت التي توصلت إليه مجموعة دول 5+1 مع إيران حول برنامجها النووي مطلع الأسبوع الماضي يقدم فرصة كبيرة لتغيير التحالفات والمنافسات التي تهيمن علي السياسات حيال منطقة الشرق الأوسط. وأوضحت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الالكتروني ، أن هذا الاتفاق قد يؤدي إلى إعادة رسم خريطة منطقة الشرق الأوسط التي تشهد اضطرابا جراء النزاعات أو التهديد بنشوب صراع على مر أجيال عديدة وذلك في حال نجاحه على المدى الطويل. وأضافت الصحيفة أنه في خضم الانقسام المتنامي بين المسلمين الشيعة والسنة في منطقة الشرق الأوسط والذي تأجج بفعل الصراع الدائر في سوريا، ساهم هذا الاتفاق في الحد من خطر هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية في إيران التي فرضت عليها الولاياتالمتحدة عقوبات. وأشارت الصحيفة إلى أن الانجاز الأول والأكثر وضوحا لهذا الاتفاق والذي لم يحظ بترحيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحلفائه بالكونجرس الأمريكي وكذلك المملكة العربية السعودية، يتمحور في ان الدبلوماسية التي أدت إلى التوصل إلى هذا الاتفاق المؤقت تمثل أول إشارة على ان الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني ربما رأى الآن فائدة من الحلول التي تجرى عبر التفاوض للمشاكل في المنطقة بدلا من إبداء المواقف الغاضبة كما كان يحدث في عهد الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد. لكن الصحيفة أشارت إلى ان هذا الاتفاق المؤقت خلق توترات جديدة بمنطقة الشرق الأوسط التي تموج بالاضطرابات بالفعل منذ بدء ثورات الربيع العربي في عام 2011 موضحة ان قرار واشنطن بعدم إشراك حلفاء لها وهما إسرائيل والسعودية في المفاوضات الثنائية السرية التي أجرتها مع إيران والتي بدأت في أغسطس الماضي يعد إلى حد ما، أمرا مهما لقضايا في المستقبل تماثل الاتفاق النووي الإيراني. ولفتت إلى أن ما حدث من تهميش أمريكي لإسرائيل يمكن ان يرى على انه توبيخا للإصرار الصاخب من نتنياهو بأن يجري التعامل مع إيران وبرنامجها النووي من جانب الولاياتالمتحدة على انه "تهديد وجودي". وأشارت إلى أن ما حدث ربما يشير إلى إعادة صياغة العلاقات الأمريكية مع المملكة العربية السعودية السنية ودول الخليج، موضحة ان الرياض لا تخشى فقط من تأثير بزوغ إيران الضالعة بشكل متزايد في تأجيج صراع طائفي في سوريا، بل تشعر بالغضب أيضا مما تراه خيانة من واشنطن لها. وقالت الصحيفة ان تركيا ومصر لا تشعران أيضا بالارتياح إزاء إي اتفاق ربما يسمح ببزوغ إيران شيعية متحالفة مع العراق التي يهيمن عليها الشيعة، كقوة إقليمية كبيرة. وحذرت الصحيفة في ختام تقريرها من ان هذه الانقسامات والخلافات بشأن الاتفاق الإيراني، بإمكانها ان تتداخل مع التصدعات المتنامية في المنطقة، وهو ما سوف يحدد مستقبل الشرق الأوسط .