سيدة مصرية في الأربعين من عمرها.. تمتلك إرادة وصبر وإيمان ..يجعلها قادرة علي تحمل ظروف وضغوط الحياة الصعبة التي فرضها عليها الزمان.. هدفها واحد هو تربية أطفالها تربية حسنة لتفتخر بهم. وفي جولة لبوابة أخبار اليوم في حواري منطقة بولاق أبو العلا وجدنا تلك السيدة التي تدعى "أم ضحى" وعلامات الحزن تملأ عيناها.. تقوم بتنظيف ملابس أسرتها في الشارع بدون خجل من المارة..وبجوارها صغارها الثلاثة منتظرين الانتهاء من تنظيف ملابسهم لكي يذهبوا إلى منزلهم.. وبسؤال السيدة "أم ضحى" عن سبب قيامها بعملية التنظيف في الشارع بتلك الطريقة، أكدت لنا أنها لا تقوم فقط بتنظيف الملابس بتلك الطريقة بل يقوم أطفالها الصغار أيضاً بالاستحمام في ذلك المكان الصغير في الشارع، وذلك لأنها لا تمتلك منزلا به مياه أو كهرباء أو دورة مياه مثل كل المنازل لكي تقوم بعملية التنظيف به.. وذلك هو ما رصدته عدسة بوابة أخبار اليوم، عند الدخول إلى منزلها الصغير الذي يشبه مقبرة الموتى الممتلئ بالروائح الكريهة والحشرات الزاحفة.. وهو عبارة عن غرفة واحدة فقط .. تقوم في تلك الغرفة بطهي طعام لصغارها والنوم ويقوم أطفالها أيضاً بالدراسة في تلك الغرفة الوحيدة رغم شدة ظلامها لعدم وجود كهرباء بها .. وأكدت "أم ضحى" أنها غير قادرة على تحمل تلك الحياة الصعبة لشدة مرضها ولكنها مجبرة عليها بسبب تخلي زوجها عنها وعن أطفالها الصغار وتزوجه من سيدة أخرى.. وبسؤالها عن مصدر دخلها قالت أنها تعيش هي وأطفالها الصغار بمعاش شهري قيمته 275 جنيهاً فقط لاغير، مضيفة أن مصاريف دراسة أطفالها تتعدى ذلك المعاش بكثير، مؤكدة أنها رغم شدة مرضها تقوم بالعمل في سوق للخضروات مع أختها الصغيرة لمحاولة تلبية احتياجات أطفالها.. وأكدت السيدة "أم ضحى" أن حلمها بسيط جدا وهو أن تحصل على مكان تعيش به مع أطفالها في أمان، ومصدر دخل حتى لو في أبعد الأماكن، وذلك لأن أطفالها هم أملها الوحيد في الحياة وتتمنى أن يستكملوا دراستهم..