تمتلك "أم عمرو"، وهي سيدة مصرية تبلغ من العمر 40 عاما و تسكن بمنطقة روض الفرج بالقاهرة، إرادة من حديد تحملت بها قسوة الأيام ووطأة الزمن، من بعد فراق زوجها.. أدركت السيدة "أم عمرو" أنها وحيدة في مواجهة الأيام، وتحمل مصاريف أطفالها..أرادت أن تتحدي المستحيل، فقررت أن تعمل لتدبير مصاريف أطفالها الثلاثة، حتى لا تلجأ إلى الأقارب أو الجيران لتطلب منهم المساعدة. ولم تجد "أم عمرو" مهنة تستطيع القيام بها بسبب سوء حالتها الصحية، وعدم قدرتها على القراءة والكتابة، الإ أن تقوم بجمع الزجاجات البلاستيك الفارغة من الشوارع وصناديق القمامة لكي تقوم ببيعها، ولكن لم تستطيع الاستمرار في ذلك العمل، لتدهور صحتها. وبعد طول تفكير قررت أن تعمل سائقة على "توك توك" حتى لا تقوم ببذل مجهود قوي يؤثر على صحتها، وقامت بالحصول عليه من إحدى الجمعيات الخيرية، وتم توفيره بالفعل بمساعدة أهل الخير -على حد قولها- وبعد أن تعلمت قيادته، قامت بالاتفاق مع سكان المنطقة على أن تقوم بتوصيل أطفالهم يومياً للمدارس مقابل مبلغ شهري. وأكدت السيدة " أم عمرو" وقوف جميع سكان منطقة "روض الفرج" بجانبها بأخلاق وشهامة - ولاد البلد على حد قولها- حتى استطاعت بالفعل أن تقوم بتوصيل الأطفال مقابل تقاضي مبلغا شهريا يكفي احتياجات منزلها، مضيفة أنها تعيش الآن في أفضل حال، وتستطيع تلبية كل احتياجات أطفالها بدون أن تطلب أي مساعدة مالية من أحد.