حذر الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير محمد صبيح من خطورة الاستهداف الإسرائيلي المحموم للهوية والتاريخ والثقافة الفلسطينية. وقال صبيح في كلمته الأحد 10 نوفمبر، أمام الاجتماع المشترك الثالث والعشرين بين مسئولي التعليم في "الأنروا" ومجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين، إن الحقائق والبيانات تؤكد أن إسرائيل تتبع سياسة ممنهجة لتحقيق تهجير صامت لأهالي الطلاب والطلاب المقدسيين أنفسهم عن مدينتهم وخلق جيل مقدسي غير متعلم لمن يتبقي في المدينة إدراكا منها أن العلم والتعليم أهم وسائل الدفاع عن الوجود الفلسطيني وعن حقه في المطالبة بحقوقه الثابتة وغير القابلة للتصرف. وطالب صبيح المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وتوفير حقه الغير قابل للتصرف في موارده البشرية والاقتصادية وضمان حق التعليم اسوة بشعوب العالم وتفعيل قرارات مجلس الأمن حتي يتمكن الطالب الفلسطيني في الحصول علي حقه الأساسي في التعليم. وأضاف إن الاجتماع يأتي للتناقش والتباحث حول قضية هامة وأساسية في حياة أبناء الشعب الفلسطيني من هم داخل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة او في الدول العربية المضيفة وهي العملية التربوية والتعليمية التي تواجه الصعاب والعراقيل في ظل الانتهاكات الإسرائيلية وعدوانه المستمر علي الشعب الفلسطيني وأرضه وكرامته الإنسانية. وحذر صبيح من خطورة استهداف الاحتلال المتعمد لتدمير البنية التحتية الأساسية للاقتصاد الفلسطيني وإلحاق الدمار بكافة مناحي الحياة الفلسطينية مما أدي لتدهور في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية والتعليمية. ولفت إلى أن الحصار لايزال متواصلا علي قطاع غزة رغم المراوغة الإسرائيلية بالادعاء بتخفيفه كما يتواصل الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة بوتيرة متسارعة مع ارتفاع وتيرة وحدة عدوان المستوطنين، فضلا عن عرقلة الحركة وتنقل البائع للفلسطينيين في ظل نقاط التفتيش والحواجز العسكرية والآثار المدمرة لجدار الفصل العنصري الذي انعكس بضرر بالغ علي العملية التعليمية في الأراضي الفلسطينية. وأشار إلى أن هذا الضرر تمثل في عرقلة حركة الطلاب ونقص الأدوات والكتب المدرسية والنقص الحاد في عدد المدارس الذي تعاني منه دولة فلسطين ومدارس الانروا وعدم القدرة علي الوصول إلي المدارس في الضفة الغربيةالمحتلة بسبب الحواجز الإسرائيلية والاغلاقات التي تفرضها قوات الاحتلال بصورة متكررة إضافة إلي تردي الحياة المعيشية لهم ولذويهم وارتفاع مستوي الفقر بينهم مما يعرقل تواصلهم مع مدارسهم ومعلميهم. ولفت إلى أن قطاع التعليم في مدينة القدسالشرقيةالمحتلة يعاني من تمييز عنصري إسرائيلي وتدني الحصة المالية المخصصة للطلاب الفلسطينيين في القدسالشرقية لأقل من نصف معدل الميزانية المخصصة للطلبة الإسرائيليين في المدارس اليهودية الدينية أو في مدارس التعليم الرسمي في المدينةالمحتلة إضافة إلي النقص الحاد في الغرف المدرسية للطلبة المقدسيين في القدسالشرقية، مطالبا بدعم الصمود المقدسي وتوجيه المساندة المالية إلي المدينةالمحتلة وأهلها وطلابها كأحد أساليب النضال ضد الاحتلال وإفشال مخططاته لتهويد المدينة وتهجير أهلها. وأعرب صبيح عن أمله في بذل المزيد من الجهود الحثيثة من قبل الانروا والمؤسسات التعليمية العربية لدعم وحماية العملية التربوية والتعليمية لخلق جيل فلسطيني واعد وقادر علي إدارة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.