"إن الطبيعة الوظيفية لإسرائيل تعني أن الاستعمار اصطنعها لتقوم بوظيفة معينة فهي مشروع استعماري لا علاقة له باليهودية" تلك هي كلمات الراحل المفكر عبد الوهاب المسيري. نستحضر كلماته ومواقفه الشجاعة في الذكرى ال30 لمولد المسيري مؤلف موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية أحد أكبر الأعمال الموسوعية العربية في القرن العشرين. استطاع المسيري من خلالها برأي البعض إعطاء نظرة جديدة موسوعية موضوعية علمية للظاهرة اليهودية بشكل خاص ، وتجربة الحداثة الغربية بشكل عام مستخدما ما طوره أثناء حياته الأكاديمية من تطوير مفهوم النماذج التفسيرية، أما برأي البعض الآخر فكانت موسوعته متحيزة مع اليهود ومتعاطفة بحد كبير مع مواقفهم تجاه غير اليهود، بل وصفها البعض بأنها تدافع عن اليهود. نشأته: ولد عبد الفتاح المسيري بمدينة دمنهور 8 أكتوبر عام 1938 تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مقر نشأته وفي عام 1955 التحق بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وعين معيداً فيها عند تخرجه وبعدها سافر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث حصل على الماجستير في الأدب الإنجليزي المقارن من جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك عام 1964، وعلى الدكتوراه من جامعة رتجرز بنيوجيرسي عام 1969 . عند عودته إلى مصر قام بالتدريس في جامعة عين شمس وعدة جامعات عربية ومستشاراً ثقافياً للوفد الدائم بجامعة الدول العربية لدي هيئة الأممالمتحدة ، وصدرت له عشرات الدراسات والمقالات عن إسرائيل والحركة الصهيونية ويعتبر واحداً من أبرز المؤرخيين العالميين والمتخصصين في الحركة الصهيونية . نشاطه السياسي: كان المسيرى لفترة قصيرة في بداية حياته منتمياً للإخوان المسلمين ثم انتمي إلى اليسار المصري وتحديداً الحزب الشيوعي، وفي عام 2004 انضم المسيري لحزب الوسط الإسلامي ليصبح من أوائل المؤسسين، وقبل وفاته شغل منصب المنسق العام لحركة كفاية التي تأسست في 2004 للمطالبة بإصلاح ديمقراطي في مصر، وقد تعرض للإعتقال أكثر من قبل السلطات المصرية أكثر من مرة. مؤلفاته: نهاية التاريخ مقدمة لدراسة بنية الفكر الصهيوني، وموسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية رؤية نقدية، ومختارات من الشعر الرومانتيكي الإنجليزي، والفردوس الأرضي " دراسات وانطباعات عن الحضارة الأمريكية "، والانتفاضة الصهيونية والأزمة الفلسطينية، والاستعمار الصهيوني وتطبيع الشخصية اليهودية. كما حصل المسيري على العديد من الجوائز منها شهادة تقدير من اتحاد الطلبة الإندونسيين، وجائزة أحسن كتاب، ومعرض القاهرة الدولي للكتاب عن كتاب رحلتي الفكرية، وجائزة سلطان العويس بالإمارات المتحدة، وجائزة أستاذ الجيل من جائزة الشباب العالمية لخدمة العمل الإسلامي الخامسة بمملكة البحرين.