ذكرت وثيقة حكومية نشرت الأربعاء 18 سبتمبر أن ألمانيا باعت لسوريا 111 طنا من المواد الكيماوية بين عامي 2002 و 2006 يمكن استخدامها في إنتاج غاز السارين. لكن الحكومة رفضت ما ذكره أحد نواب المعاضة في البرلمان من أن ألمانيا تكون بذلك ساهمت بشكل غير مقصود في الهجوم بغاز السارين الذي وقع في 21 أغسطس آب في سوريا والذي يحمل الغرب الرئيس بشار الأسد مسؤوليته. وطبقا لقوانين الاتحاد الأوروبي تصنف المواد الكيماوية مثل فلوريد الصوديوم وحمض الهيدروفلوريك وفلوريد هيدروجين الألمونيوم بأنها مواد "مزدوجة الاستخدام" وهو ما يعني أنها قد تستخدم في أغراض مدنية أو عسكرية. وتحتاج هذه المواد لموافقات خاصة للتصدير. وفي رد مكتوب علي سؤال برلماني من حزب اليسار الألماني قالت وزارة الاقتصاد أن المواد الكيماوية بيعت في عامي 2002 و 2003 وفي عامي 2005 و 2006 وكانت بقيمة إجمالية بلغت 174 ألف يورو (232 ألف دور) وبيعت لاستخدامها في أغراض مدنية. وقالت الوزارة "تم منح الموافقات بعد فحص دقيق لكافة المخاطر المحتملة بما في ذلك سوء استخدام المواد أو تحويلها للاستخدام العسكري. في جميع الحالات اعتبر الاستخدام المدني المقترح لهذه المواد قابلا للتصديق." وقالت المستشارة أنجيلا ميركل لتلفزيون ايه.آر.دي "نبحث بالطبع جميع المزاعم الخاصة بهذا الموضوع لكن ما يمكن أن نلحظه حتي الآن أن رخصة التصدير كانت للاستخدام المدني." وندد يان فان آكين المتحدث باسم الشؤون الخارجية في حزب اليسار ببيع مواد كيماوية لسوريا التي وصفها بأنها دولة "يعرف العالم كله أنها تمتلك برنامجا ضخما للأسلحة الكيماوية." وقال آكين الذي يعارض حزبه صادرات السلاح ومشاركة ألمانيا في العمليات العسكرية الخارجية "لا يمكننا عندئذ أن نضمن ما إذا كانت ألمانيا أيضا بمنأي عن اللوم بخصوص الهجوم المميت باستخدام غاز السارين في دمشق في 21 أغسطس." وأكد محققو الأممالمتحدة يوم الاثنين استخدام غاز الأعصاب السارين في الهجوم التي تقول واشنطن انه أودي بحياة 1400 شخص في منطقة تسيطر عليها المعارضة في دمشق. وذكرت وسائل إعلام بريطانية الأسبوع الماضي أن بريطانيا وافقت أيضا علي تصدير مواد كيماوية إلي سوريا يمكن أن تنتج غاز السارين. وتتعرض حكومة يمين الوسط بزعامة ميركل التي تتخذ موقفا حذرا من الأزمة السورية قبل الانتخابات العامة في ألمانيا الأحد القادم لضغوط من المعارضة بخصوص زيادة صادرات السلاح الألمانية بما في ذلك إلي دول بالشرق الأوسط مثل السعودية وقطر. وكان لألمانيا دور ريادي في الحرب الكيماوية الحديثة التي بدأ استخدامها في معارك الحرب العالمية الأولي.