لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقار والله الذي لا إله إلا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم" أنها كلمات مدوية قالها عرابي ليشعل بها أول فتيل للثورة العرابية أمام قصر عابدين. وبداية اندلاع ثورة عرابي كانت عكس ثورة يناير فقد بدأت بوادرها بغضب الجيش، وذلك في فبراير عام 1881م رغبتاً من قيادات الجيش في عزل " وزير الحربية "عثمان رفقي" ثم تبع ذلك ثورة الشعب كله بقيادة الزعيم "أحمد عرابي"، وذلك في 9 سبتمبر 1881م . وكانت أهم مطالب الثورة العرابية "تشكيل مجلس شوري النواب على النسق الأوروبي، وعزل وزارة رياض باشا، زيادة عدد جنود الجيش إلى18000 جندي ". وكعادة الحكام في العصور الماضية فقد استهان" الخديوي توفيق"بمطالب الشعب، قائلا" كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا". اثأرت تلك الكلمات غضب "عرابي" قائلاً: " لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقار فوالله الذي لا إله إلا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم". واستجاب الخديوي لمطالب الأمة وعزل رياض باشا وعهد الحكومة الجديدة لشريف باشا والذي اقر تشكيل دستور جديد للبلاد ، ونجح في الانتهاء منه وعرضه على مجلس النواب الذي اقر بعض مواده ولكن ذهب هذا الجهد هباءاً بسبب التدخل الأجنبي الذي دعم الخديو وأطاح بهذا الدستور مما جعل شريف باشا يتقدم باستقالته ، وتولى البارودي الحكومة وأوكل الحربية لعرابي وقابلت هذه الوزارة ترحيب من جموع الشعب المصري لتحقيقها اغلب مطالب الثورة ولذلك سميت هذه الوزارة ب "وزارة الثورة".