واجهت السفيرة الأمريكية السابقة بمصر آن باترسون اتهامات التدخل بالشئون المصرية حتى لقبها البعض بسفيرة الفتنة .. فتقرر إنهاء فترة خدمتها بمصر .. وتردد أكثر من اسم لتولي المنصب. وكان في البداية السفير روبرت ستيفان فورد مرشحا لتولي المنصب ولكن سيرته المهنية لم تكن مطمئنة، وأعلنت الخارجية الأمريكية أنها لم تقدم مرشحها بعد .. ولكن بعد سفر السفير الأمريكية من مصر أعلن ديفيد ساترفيلد قائما بالأعمال كسفير لأمريكا في مصر كوضع مؤقت لحين اختيار السفير القادم. وديفيد ساترفيلد اسم عرفه الجميع كقائد للقوات متعددة الجنسيات حيث التقي بهذه الصفة أكثر من مرة بوزير الخارجية السابق محمد كامل عمرو ووزير الخارجية الحالي نبيل فهمي، بالإضافة للقائه وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، وكان دائما مقر اللقاء بسيناء. وتساءل البعض ماهي وظيفته حتى يصبح سفيرا؟ ما هو تاريخه؟ كيف وصل إلى منصب قائد القوات متعددة الجنسيات؟ وكيف أصبح سفيرا لأمريكا بمصر وإن كان بصفة مؤقتة؟ ولماذا تم اختياره هو دون عن غيره؟ وهل هو على دراية بالشرق الأوسط؟ وبالبحث عن إجابات لهذه التساؤلات تأكد أنه تخصص في العمل بالشرق الأوسط كدبلوماسي بالخارجية الأمريكية لمدة 30 عاما. وعمل ساترفيلد على نطاق واسع في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها منطقة الخليج العربي، لبنان، والعراق، وأصبح بعد ذلك مستشار كبير في شئون العراق لوزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، ولكن كل ذلك لم يجيب كيف بدأ حياته. ولد ديفيد ساترفيلد مايكل في 18 ديسمبر 1954، بالتيمور في ولاية ميريلاند، وحصل على ليسانس الآداب في عام 1976 من جامعة ميريلاند. والتحق بالسلك الدبلوماسي في عام 1980، وعمل في جدة، تونس، بيروت، و دمشق، وتولى إدارة مكتب الشرق الأوسط وجنوب آسيا بمجلس الأمن القومي في عام 1993، وشغل منصب ومكتب الشؤون العربية الإسرائيلية بوزارة الخارجية في عام 1996، وكان السفير الأمريكي إلى لبنان في الفترة من سبتمبر 1998 إلى يونيو 2001. وفي مايو 2009، تقاعد ساترفيلد بعد ما يقرب من ثلاثة عقود بالعمل في الهيئة الدبلوماسية الأمريكية ثم تم تعيينه المدير العام للقوة المتعددة الجنسيات والمراقبين، وهي منظمة دولية مستقلة من مصر وإسرائيل، مهمتها تنفيذ الأحكام الأمنية لمعاهدة المصرية الإسرائيلية للسلام، وتولى منصبه في 1 يوليو 2009. ولكن اللافت للنظر هو ما تزامن مع تاريخ تقاعده من العمل بوزارة الخارجية، فقد ذكر اسم ساترفيلد في قضية معروفة إعلاميا باسم " فضيحة التجسس إيباك"، وهي قضية عن تمرير وثائق سرية بشأن سياسة الولاياتالمتحدة تجاه إيران إلى إسرائيل من خلال اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة "إيباك". وكانت هذه القضية أعلن عنها في عام 2006 وضمت اسماء مسئولين كبار بوزارة الدفاع، ولكن القضاء الأمريكي رفض القضية وانتهت دون محاكمات لخطأ في الإجراءات القانونية وكان ذلك في مايو 2009 وهو ذات تاريخ تقاعد ساترفيلد، وبعد ذلك بشهرين عين قائد القوات متعددة الجنسيات. وتكثر التساؤلات برغم الإجابة على بعضها .. ولكن الإجابات تستحق النظر لما خلفها .. فمن هو ساترفيلد .. وما هو توجهه .. ستكشفه الأيام المقبلة.