تعددت الجراح في قلب الشعب السوري، فالكل يتاجر بجروحه، من معارضة كرتونية، إلى رئيس مستبد وطاغية، وصولاً لمحاولات الغرب للعب دور المنقذ لأهله من ويلات الحروب. بعيداً عن الدماء، وقصف المدافع والطائرات، ظهرت المعارضة السورية التي اتخذت قرار المقاومة بعيداً عن أرض المعركة والتي انطلقت مع شرارة الثورة السورية في 26 فبراير 2011، ولكن لتشعب الأراضي واختلاف الطوائف، اختلفت المعارضة فنتج الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في نوفمبر 20120. كما انتخب إمام المسجد الأموي في دمشق سابقاً معاذ الخطيب رئيساً للائتلاف ولكن أعلن الخطيب استقالته في 24 مارس 2013، وغادر منصبه في 22 أبريل 2013 ليتم انتخاب أحمد عوينان الجربا رئيسا للائتلاف. ويتكون الائتلاف من 63 مقعداً، ويمثل أعضاؤه معظم قوى المعارضة، وضم بعضويته المجلس الوطني السوري والهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية والمجلس الثوري لعشائر سوريا، ورابطة العلماء السوريين، واتحادات الكتاب، والمنتدى السوري للأعمال، وتيار مواطنة، وهيئة أمناء الثورة، وتحالف معا، والكتلة الوطنية الديمقراطية السورية، والمكون التركماني، والمكون السرياني الآشوري ، والمجلس الوطني الكردي، والمنبر الديمقراطي، والمجالس المحلية لكافة المحافظات، إضافة إلى بعض الشخصيات الوطنية وممثل عن المنشقين السياسيين. وحقق الائتلاف بعض النجاحات حيث اعترفت عدد من الدول بالائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري وكانت البداية في 12 نوفمبر عندما اعترفت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية "المملكة العربية السعودية وقطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت وعمان" بالائتلاف وسحبت اعترافها بحكومة بشار الأسد. وتلقى الائتلاف دعما من تركيا والولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية وتطور الدعم من معنوي إلى مادي ووصل دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى إرسال مساعدات عسكرية للمعارضة السورية. وأعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عن عدد من المبادئ والثوابت الوطنية للثورة السورية التي يستند إليها في شرعيته، وهي الحفاظ على السيادة الوطنية واستقلالية القرار الوطني السوري، بالإضافة إلى الحفاظ على وحدة التراب الوطني السوري، مشددا على إسقاط النظام بكل رموزه وأركانه، وتفكيك أجهزة الأمنية بمحاسبة من تورط في جرائم ضد السوريين، مؤكدا على قيام سوريا المدنية التعددية الديمقراطية. وبرغم ثوابت الانتماء للوطن بالائتلاف إلا أنه طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ب"التدخل الفوري لوقف أعمال القتل في سوريا"، مناشدا قادة المجتمع الدولي بالتدخل في سوريا. ويختلف الجميع بسبب تطاير الاتهامات بين نظام الأسد والمعارضة السورية، حيث يتهم كل منهم الأخر باستخدام أسلحة كيميائية "لجلب" تدخل عسكري غربي ..ولكن الحقيقة هي معاناة المدنيين تحت القصف المتبادل من الطرفين.