صدر حديثاً عن دار الشروق رواية المرحوم للكاتب حسن كمال، والتي تعد العمل الروائي الأول له، بغلاف من تصميم أحمد مراد، والذي يعبر عن حالة الميت الحي التي تصف مشاعر بطل الرواية. وتدور أحداث الرواية علي لسان كل من الطبيب الشاب "محمود سلمان" وعامل المشرحة "المرحوم" ولكل منهما رؤيته لما يحدث من حوله.. فمحمود هو شاب من أسرة متوسطة تربى في الخليج حيث كان أباه يعمل ويميل دائما إلى الاستقرار والبعد عن المشاكل وإن كان يحمل في داخله حلم أن يتحول إلى كاتب شهير وهو ما يجعله يندفع وراء حكايات المرحوم. ويصف كمال تجربته في رواية المرحوم بعد ثلاثة مجموعات قصصية قائلاً: الرواية لها طابع مختلف، تشعر فيها بالحرية في الحركة في اتجاهات متعددة بعيدا عن الخط الواحد الذي يحكم القصة القصيرة، هما لونان مختلفان من الأدب إلا أن القصة القصيرة تحتاج إلى مجهود أكبر لتترك في القارئ أثرا قويا من بضعة سطور محدودة، ولإيجاد أفكار متنوعة لعشرات القصص في مجموعة واحدة. ويلعب "محمود سلمان" دور البطل في الرواية، وهو طالب في كلية الطب يهوى الكتابة ويبحث دائما عن شخصيات فريدة لتناولها في كتاباته..يجد في طريقه عامل المشرحة المسئول عن حفظ الجثث وإعدادها للتشريح..عامل يدعى المرحوم!! شخص غريب يرى أن وجوده في المشرحة هو رسالة كلف بها ليتم لهؤلاء الموتى أعمالا كان ينبغي عليهم أن يتموها حتى ترتاح أجسادهم في الأرض..ويخبره أنه يملك القدرة على أن يلبس أجساد الموتى ويتحرك بها لينتهي مما لم يستطيعوا أن ينتهوا منه وهم أحياء!! وما بين تعاطف الطبيب الشاب مع عامل المشرحة الذي يبدو له مختلا وفضوله ليستكمل قصته الجديدة يتماشى معه، فيجد نفسه طرفا في أحداث تجره إلى عالم أكثر قسوة وغموضا من عالم الأموات.. هو صراع الأحياء ..صراعات السلطة والفساد والسياسة والفقر والجهل والمرض، ومع الوقت يجد أن كل ما يحدث يؤكد له أن هذا العامل ليس مجنونا بل هو مرتبط فعليا بهؤلاء الموتى الذين تركوا حياتهم خلفهم لينغمس فيها هو والمرحوم ويكاد يكون خروجهما منها مستحيلا..نقطة اللاعودة، أما المرحوم فهو نموذج للشاب البسيط الموهوب والمحبط الذي تقوده ظروفه وإحباطاته إلى الرغبة في تغيير واقعه ومحاولة أن يعيش في عالم الموتى وفي حياة الآخرين بدلا من حياته التي عجز فيها عن تحقيق أي من أحلامه ! وعلق كمال على تصدر روايته لقائمة الأكثر مبيعاً قائلا: أسعدني كثيرا أن تكون روايتي على قائمة الأكثر مبيعاً، لكنها ليست مقياسا لجودة العمل فهذا ما سيحكم عليه القراء والنقاد ومدى تأثير الرواية في المتلقي وقيمتها الأدبية.