ضحكاتها تعالت .. وأحاط بها العديد من الشباب مشهد لا يجذب الانتباه.. ولكن المفاجأة عندما تركتهم ..انتحت علي جانب الطريق ارتدت الحجاب والعباءة على ملابسها الضيقة. وعندما غادرت الفتاة استولى علي الفضول ما السبب ولماذا؟ ودارت العديد من التساؤلات برأسي وهي الوحيدة التي تستطيع الإجابة عليها .. التقيتها مرة أخرى فلم أضع الفرصة وتحدثت إليها. رأيتها أمامي فتاة شرقية الملامح وغير محجبة ولا تضع الكثير من الماكياج ترتدي الجينز الضيق فاستوقفتها "هو أنتي محجبة"، فضحكت من سؤالي قائله "أيوة بس قدام بابا وفي الحتة بس". ولم أكتفي بهذه الإجابة فاستنكرت تصرفها قائلة "ليه بتعملي كدا"، رددت " أعمل ايه أنا مش عايزة أتحجب ومينفعش عندنا في الحتة بابا وأخوتي يمشوا في الشارع وأنا مش محجبة.. الناس هتاكل وشهم". فتزاحمت الأفكار برأسي هل تلخص الحجاب في واجهة فقط؟ لماذا ترتدي الفتيات الحجاب؟ هل الإجبار على الحجاب يفقده قيمته للفتاة؟ فاستطلعت آراء عدد من المحجبات لأعرف هل هن راضيات عن حجابهن؟ ولماذا أرتدينه فتعددت الآراء. "اقتنعت فتحجبت في سن 10 أعوام" هكذا أجابت رشا وتابعت "أنا محجبة منذ الصف الثالث الابتدائي وارتدي الحجاب وأنا مقتنعة"، مشيرة إلى أنها كانت في مدرسة يغلب عليها الطابع الديني. وعلقت دينا "بابا أجبرني على الحجاب وأنا ذاهبة للجامعة خوفا من نظرة المجتمع"، موضحة أن الجامعة مجتمع كبير ويوجد فيه شباب من مختلف الثقافات، لافتة إلى أن والدها اخبرها أن الحجاب سيحميها من نظرة الشباب الشهوانية. وقالت نيفين "أنا أتربيت في عائلة ذات ثقافة دينية متعمقة ولا يجوز أن أكون غير محجبة"، وتابعت "أنا محجبة وأنا مقتنعة" لافتة إلى أن عائلتها ترفض ان توجد بنت لا ترتدي الحجاب وعندما ترفض فإنها تجبر عليه".. وأخيرا قالت نهلة أنا أتحجبت بدون رأي عائلتي بل كل أخواتي الأكبر مني لسن محجبات وكنت مقتنعة جدا به". ويبقى السؤال.. هل يعقل وفي القاهرة أن يتم التعامل مع فتيات بالغات بالقهر والاجبار ؟ ولا يكون الدافع دينيا ذاتيا؟ اذا حدث ذلك في عاصمة المعز فكيف يكون الحال في المناطق الفقيرة والتي ينتشر بها الجهل؟