أكد محافظ القاهرة د. أسامة كمال، أن أكثر ما يؤرقه حالياً هو حالة التدهور التي وصلت إليها القاهرة خاصة في المناطق التاريخية والتراثية. مضيفًا أن المحافظة حاليا تعكف علي دراسة تجارب الدول الأخرى في الحفاظ على مبانيها القديمة وتحويلها إلى مدن ثقافية وسياحية وتضم العديد من الأنشطة الخاصة بالثقافة والفن و قاعات مؤتمرات وخلافه. وأكد المحافظ أنه لابد من تضافر كافة جهود الدولة للعمل سوياً مع وزارات الثقافة والسياحة والآثار والأوقاف والجمعيات الأهلية المعنية بهذه الأنشطة والمواطنين المقيمين بهذه المناطق وأصحاب الأملاك الخاصة، ووضع الاشتراطات البنائية لكل منطقة على حدة طبقاً لحجم الآثار والمباني القديمة بها وعدم الموافقة على ترخيص مباني بها دون التقيد بهذه الضوابط والاشتراطات، أما المباني المخالفة حاليا فهناك تشديد على عدم توصيل المرافق إليها لحين البث فيها طبقا للقانون. جاء ذلك خلال استقباله مجموعة إنقاذ القاهرة التي تطالب بإعادة الوجه الحضاري للقاهرة وحماية المناطق التراثية بها من التدمير الممنهج للتراث العمراني بالمدينة وانتشار البناء بطريقة عشوائية والتعدي على أثار القاهرة. وكشف أن المحافظة أنشأت وحدة للحفاظ على التراث تضم عناصر من وزارات الآثار والسياحة والأوقاف والثقافة وعدد من الخبراء والمتخصصين في مجال الآثار الإسلامية والتنسيق الحضاري للعمل على تطوير هذه المناطق بأسلوب علمي كما أن لها القدرة على الاتصال بالمنظمات والمؤسسات الدولية للمعاونة في تحقيق ذلك ماديا ومعنوياً. وأشار المحافظ بان قانون التنسيق الحضاري طالب بالحفاظ على المباني ذات الطابع المعماري المتميز والتي قامت المحافظة بعمل اللجان اللازمة وإدراج حوالي 3000 عقار بها إلا أن القانون لم يحدد سواء الجهة التي تقوم بالحفاظ عليها أو الأموال اللازمة مما اثر على المواطن مالك العقار. وأوضح اللواء صلاح عبد المعز رئيس حي وسط القاهرة بان إدارة الحي تمكنت خلال الفترة الماضية من تنفيذ 20 إزالة في المهد و 8 حالات تعدي على الآثار بمنطقتي الجمالية والدرب الأحمر بخلاف إنقاذ المعبد اليهودي بحارة اليهود والواقع على مساحة 800 متر ومواجهة البلطجية الذين كانوا في طريقهم لهدم المعبد والتعدي على أرضه، كما أشار إلى أن هناك تنسيقا كاملا مع وزارة الثقافة لإعادة شارع المعز لدين الله الفاطمي إلى رونقه والذي يضم 33 أثرا إسلاميا وغلقه أمام السيارات وتخصيص للمشاة فقط بإعادة تشكيل البوابات الالكترونية و توفير 10 سيارات كهربائية لخدمة المواطنين ومرضى مستشفى قلاوون مع قيام وزير الثقافة بتكليف إحدى الشركات للعمل على إعادة ترميم بعض المباني بالشارع. وأضاف عبد المعز أن مؤسسة أغاخان للثقافة قامت بترميم وتطوير 25 اثر بمنطقة الدرب الأحمر قامت بتسليمها للآثار، كما قامت وزارة الثقافة بإعادة تفعيل بروتوكول العمل بتطوير منطقة الغورية الواقعة بين باب النصر ومدخل الغورية بإسنادها لشركة المقاولون العرب. شهد اللقاء نائب المحافظ للمنطقة الغربية اللواء سيف الإسلام عبد الباري ورئيس وحدة الحفاظ على الآثار بالقاهرة د. ريهام عرام وممثلي إنقاذ القاهرة الذين طالبوا المحافظ بضرورة تجميد تراخيص الهدم والبناء بالقاهرة التاريخية لمدة عام على الأقل لحين الانتهاء من تطوير ووضع خطط لتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية بالأحياء التاريخية وإعادة إنشاء كوبري الأزهر ثم استكمال الأسوار الحديدية لمنع مرور المشاة من منتصف الطريق، وإيجاد طريقة أمنة لتوفير حافز لأصحاب المباني القديمة للحفاظ عليها وعدم العمل على هدمها لإقامة عمارات سكنية بدلا منها مما يسبب تشويه المنظر وزيادة الضغط على مرافق المنطقة وازدحام مروري أكثر، والاقتداء بتجارب الدول العربية الأخرى في الحفاظ على المدن القديمة مثل مكناس ومراكش وتونس وعمان. وأكدت مجموعة الإنقاذ بأنه ليس لهم علاقة بالمباني الأثرية التي توجد لها وزارة وقانون يحميها ولكنهم يعملون على الحفاظ تراث المدينة والمباني الفقيرة والحيلولة دون انهياراها وتحويلها إلى عقارات شاهقة، ويمكن مشاركة طلاب الجامعات وكليات الآثار والفنون الجميلة في خطط المحافظة للحفاظ على المباني التراثية.