قال رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لرئاسة مجلس الوزراء د. ياسر علي، إن العلاقات بين مصر ودول الخليج يحكمها مبدأ الاحتياج الإستراتيجي المتبادل. وأشار إلى أن حجم العمالة المصرية بدول الخليج يزيد على 3 ملايين عامل وأن 82% من عقود العمل التي حصل عليها المصريون في الخارج عام 2011 كانت من منطقة الخليج، وتأتى المملكة العربية السعودية في المقدمة بنسبة 57،5% من إجمالي تلك العقود. وأوضح علي في حلقة نقاشية عقدت، الأحد 9 يونيو، بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بالتعاون مع المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية حول السياسة المصرية تجاه دول الخليج أن حجم التجارة البينية مع دول الخليج في عام 2012 بلغ 9.7 مليار دولار، معتبرا أن هذا الرقم يعد ضئيلاً جداً وخاصة أن التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون الخليجي مع العالم وصل إلى 1،3 تريليون دولار عام 2012. وأشار إلى أن حجم الاستثمارات الخليجية في مصر عام 2012، بلغ 345.7 مليون دولار وهو ما مثل 91% من إجمالي الاستثمارات العربية في مصر، موضحا أن الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وقطر مثلت مصدرا مهما لتدفق الاستثمار الأجنبي المباشر إلى مصر. وقال في الجلسة الافتتاحية، إن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بدأ يتحول من مؤسسة تابعة للحكومة إلى مؤسسة تابعة للدولة، يمكنها مد أواصر التعاون مع شركاء التنمية الأربعة وهم الدولة والقطاع الخاص والقطاع الأهلي والشركاء الدوليين. أوضح د.عبد المنعم سعيد رئيس المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية، أن مصر تعد سوقا مهمة للخليج، موضحا أن العلاقة بين الطرفين تاريخية وتبادلية. وأشار إلى العديد من التجارب الناجحة وأوجه التعاون بين الطرفين،لافتا إلى أهمية صياغة إستراتيجية مستقبلية للتعاون الثنائي. وقال نائب رئيس المركز الإقليمي د.محمد عبد السلام، إننا في حاجة إلى تقديم تحليلات جادة حول العلاقات المصرية الخليجية تساعد صانع القرار في الجانبين خلال الفترة الراهنة. فيما عرضت ورقة كارين أبو الخير مستشار المركز الإقليمي لأفكار جديدة خاصة بالسياسة الخارجية لمصر في ضوء المتغيرات الراهنة. وأشارت إيمان رجب الباحثة بالمركز إلى السياسات الخليجية تجاه مصر بعد الثورة. وتناولت ورقة سماء سليمان الباحثة بمركز المعلومات مستقبل العلاقات المصرية مع الخليج، بينما تحدث محمد عز العرب الباحث بالمركز الإقليمي عن صناع القرار السياسي في الخليج، وقال السفير ناصر كامل مساعد وزير الخارجية أن مصر متوازنة في علاقتها مع مختلف الدول وبدأت تتجه إلى الاقتصاديات البازغة. وخلص المجتمعون في الحلقة النقاشية التي تعد الأولى من نوعها بين المركزين إلى أهمية صياغة رؤية متكاملة عن العلاقة بين مصر ودول الخليج وفق المتغيرات الجديدة.