تراجعت وكالة الصحافة الفرنسية وألغت خبراً بتصدّر قناة "الجزيرة" لنسب مشاهدة القنوات الإخبارية العربية ، وذلك بعد نشرها خبرا يفيد ذلك .. وقامت الوكالة بإصدار تعميم رسمي يقضي ب "إلغاء" الخبر الذي ورد عنها . وجاء في التعميم الذي أصدرته وكالة الصحافة الفرنسية ما يلي : "يرجي إلغاء هذا الخبر الذي كان يفيد عن نتائج منسوبة الى دراسة مشتركة لمعهدي إستطلاعات جرت في 21 بلدا من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بعدما أكد معهد "إيبسوس" أنه لا يجري تحقيقات سوى في 11 من هذه البلدان وأنه لم يجر أي إستطلاع مشترك مع أي معهد آخر حول نسبة المشاهدة للقنوات العربية، وقد تم بث الخبر نقلا عن قناة الجزيرة الفضائية القطرية في 22 مايو 2013". وكان موقع "الجزيرة نت" قد نشر فى يوم الأربعاء بتاريخ 22/5/2013، خبراً يفيد تصدر قناة الجزيرة للقنوات الإخبارية العربية من حيث نسبة المشاهدة بناءً على دراسة إحصائية أعدتها في مارس 2013 مؤسستا "إيبسوس"و"سيجما"، وهما شركتان مستقلتان متخصصتان في مجال الأبحاث الإعلامية". وتناقلت وكالة الصحافة الفرنسية هذا الخبر دون أن تتحرى صحته ، ولكن المعايير المهنية الصارمة التى تتبعها وكالة الصحافة الفرنسية دفعتها إلى إعادة تدوير الخبر والبحث عن مصداقيته بإسهاب أكثر ، عبر أحد مكاتبها الإقليمية ، والغوص أكثر فى مصادر ذلك الخبر وتفاصيله . وكانت المفاجأة المدوية التى إكتشفتها الوكالة أن الدراسة الإحصائية المزعومة، والتي إستند اليها خبر "الجزيرة نت"، ليست موجودة أصلاً، ولا أساس لأي دراسة مشتركة ما بين شركتي أبحاث منفصلتيْن كلياً هما "إيبسوس"و"سيجما". بل والأكثر من ذلك، فقد تضمّن بيان توضيحي من شركة "ايبسوس"،أُرسل إلى وكالة الصحافة الفرنسية، وموقّعاً من رئيس مجلس إدارة "إيبسوس" في المنطقة السيد "إدوارد مونان" ، ثلاث نقاط أساسية تُفيد في أنه : أولاً، ورد في الخبر الذي نُشر على موقع الجزيرة.نت أن شركة "إيبسوس" أجرت الإحصاء في 21 بلداً عربياً بين مجموعة سكانية عشوائية تنضوي تحت شريحة عمرية تتجاوز ال 15 عاماً، والحقيقة أن "إيبسوس" الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" تقوم بتغطية 11 بلداً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فقط فيما يتعلق بالدراسات الإحصائية لنسب المشاهد التلفزيونية. ثانياً، ورد في الخبر نفسه أن هذه الدراسة الإحصائية قد قامت بها شركتا "إيبسوس" و"سيجما"، ولكن في الحقيقة، لا توجد أي دراسة إحصائية مشتركة بين هاتيْن الشركتين متعلّقة بهذا الشأن، علما بأن "سيجما" هي شركة متخصصة بالدراسات الإحصائية في بلاد المغرب العربي فقط. ثالثاً،إن شركة "إيبسوس"تعتمد عند إجراء أي دراسة إحصائية على معلومات دقيقة تستقيها من كل بلد من البلدان التي تشتملها الدراسة، ولا تعتمد على نتائج مستوحاة من مقاربات إفتراضية غير مدعّمة إحصائياً كتلك التي وردت في الخبر . بناءً على ذلك ، قامت وكالة الصحافة الفرنسية ، بإصدار تعميم رسمي يقضي ب "إلغاء" الخبر الذي ورد عنها ، والجدير بالذكر أن مثل هذا التعميم هو إجراء تحريري نادراً ما تلجأ إليه وكالات الأنباء إلا في الحالات القصوى التي تكون فيها الأخبار التي وردت عنها خاطئة أو مغلوطة أو مضلِّلة. ولكن يبقى السؤال : ما هي الأسباب الفعلية التي دفعت بموقع "الجزيرة نت" إلى نشر مثل هذا الخبر، وهل هي أسباب داخلية بحتة تتعلّق بالمؤسسة نفسها ، أم نظرا لتراجع نسب المشاهدة لقناة "الجزيرة"، أم هى محاولة من "الجزيرة" لتبرير الميزانيات الضخمة التي تنفقها القناة سنوياً؟ ، أم نظرا للإتهامات التى توجه للقناة دائما وتلمح إلى دورها المشبوه فى الأحداث التى تدور داخل العديد من البلدان العربية مما ينقص من شعبيتها ؟ .