أكد د.نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية على حرص الجامعة على تعزيز الديمقراطية في دول المنطقة من أجل تحقيق تطلعات الشعوب العربية. وأوضح العربي أن ذلك يأتي خاصة في ظل التحولات التي تمر بها العديد من الدول العربية والتي تحتاج إلى مساندة حقيقية لإرساء دعائم هذه الديمقراطية. وشدد خلال حفل إطلاق النسخة العربية من تقرير اللجنة العالمية للانتخابات والديمقراطية والأمن تحت عنوان "تعميق الديمقراطية إستراتيجية لتحسين نزاهة الانتخابات في جميع أنحاء العالم"، الذي عقد الإثنين 20 مايو، بمقر الجامعة، على أهمية وجود الضمانات المطلوبة لنزاهة العمليات الانتخابية، لافتا إلى أن هذا الأمر أصبح أمرا ضروريا ومطلبا ملحا في المرحلة الحالية وأن غيابها يؤدي إلى عدم قدرة المرشحين من المنافسة على أساس من المساواة وتكافؤ الفرص، الأمر الذي ينتج عنه عدم القبول بنتائج الانتخابات أو التشكيك فيها ويقوض شرعية المؤسسات المنتخبة، وهو ما يؤدي في النهاية إلى حالة من عدم الاستقرار على كافة المستويات. واستعرض العربي، تجربة الجامعة العربية في مجال مراقبة الانتخابات، موضحا أن الجامعة كونت على مدار سنوات من منتصف تسعينات القرن الماضي فريقا من المتخصصين في هذا المجال، واعتمد هذا الفريق في عمله على المعايير الدولية المتبعة، كما أوفدت الجامعة خلال العقدين الماضيين ما يزيد على 48 بعثة مراقبة انتخابات راقبت خلالها العديد من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والاستفتاءات التي جرت في الدول العربية وفي عدد من الدول الأجنبية، وشارك فيها ما يزيد على 600 مراقب من موظفي الأمانة العامة. ومن جانبها أكدت ريما خلف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة الأمينة التنفيذية للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا"، أن نصف دول العالم تنعم بالحكم الديمقراطية، ومعظم دول العالم الأخرى تتجه لخيار الانتخابات باعتباره الآلية الأساسية لتداول السلمي للسلطة، لافتة إلي أن الانتخابات لم تكن الضمانة الوحيدة لتحقيق الديمقراطية، وإنما لابد وأن تكون العلمية الانتخابية تتصف بالنزاهة والشفافية المطلقة. وأوضحت أن الشرعية لا تستمد إلا بعملية انتخابية نزيهة تقوم علي احترام المبادئ والقيم، مشيرة إلي أنه لا ديمقراطية دون ثقافة تدعم بنيانها، مشددة علي أن الفوز في العلمية الانتخابية لا يمنح الفائزين تفويضا مطلقا. وأكدت على أهمية التقرير خاصة في الوطن العربي في أعقاب ثورات الربيع العربي التي استعاد فيها العرب آمالهم في رفع شأنهم وشأن الأمة والتخلص من التبعية والتهميش وإقامة دولة الحق والعدل والقانون التي يكون عمادها الديمقراطية. وقالت إنه مع أول صرخة حرية سقطت نظرية أن العرب غير مؤهلين لحكم أنفسهم وانطلق قطار الديمقراطية في المنطقة مشدودا بالرؤية ومدفوعا بالأمل. وحذرت من المخاطر التي يتعرض لها المسار الديمقراطي العربي وخطورة المال السياسي عليه، داعية إلى ضرورة الاستفادة من التوصيات التي أطلقها التقرير. وتهدف اللجنة العالمية للانتخابات والديمقراطية والأمن إلى تشجيع الحكومات على التزامها بإجراء الانتخابات بطريقة مهنية خاضعة إلى مراقبة محلية عالية الجودة والدقة والموثوقة من قبل مؤسسات مهنية لإدارة الانتخابات وتتمتع بالكفاءة العالية والاستقلالية الكاملة في عملها.