تمر الذكرى ال20 على رحيل الفنانة المعتزلة هالة فؤاد، الجمعة 10 مايو، ورحلت هالة في 1993 وهي في مقتبل عمرها 34 عاما بعد رحلة قاسية مع المرض. اسمها بالكامل هالة أحمد فؤاد محمد توفيق وهي ابنة المخرج الراحل أحمد فؤاد وكانت متزوجة من الفنان الراحل أحمد زكي وبعد انفصالها تزوجت من الخبير السياحي عز الدين بركات. عرفت هالة الطريق إلي الأضواء مبكرا حيث ظهرت وهي طفلة عمرها عامان في فيلم " العاشقة " في دور ابنة حسين رياض وهدي سلطان وكان من إخراج السيد زيادة عام 1960 ، حيث كان والدها أحمد فؤاد مساعدا في الإخراج، ثم ظهرت وهى طفلة عمرها 7سنوات في فيلم " أجازة بالعافية " عام 1965بطولة فؤاد المهندس و شويكار و محمد عوض ونوال أبو الفتوح ولبلبة ومن إخراج نجدي حافظ. وكانت هالة في المرحلة الثانوية من الدراسة في 1975 ، ولم تكن تخطط أن تكون نجمة سينمائية بالرغم من كون والدها مخرجا كبيرا فابتعدت عن طريق السينما والأضواء إلا أن والدها اضطر لإشراكها في فيلم " البنت التي قالت لا " الذي كان يخرجه وينتجه وهو من بطولة سهير رمزي ومصطفى فهمي وذلك بعد اعتذار الفنانة التي كانت ستقوم بدورها وظهر اسمها على تتر الفيلم باسم هالة توفيق وذلك لإنقاذ الموقف وحتى لا يتعرض الفيلم إلى توقف تصويره وخسارة. وابتعدت هالة عن الفن تماما في 1980 ولكن عرض عليها المخرج عاطف سالم دور هدية في فيلم " عاصفة من الدموع " وكان بطولة فريد شوقي وليلى طاهر وعبد الوارث عسر وظهر اسمها على التتر لأول مرة مع الوجه الجديد هالة فؤاد وحققت هالة نجاحا كبيرا وحصلت على جائزتين من جمعية الفيلم ومن المجلس الأعلى للثقافة ومن هنا بدأت انطلاقتها في عالم النجومية لما كانت تتمتع به من وجه جميل تغلب عليه الطفولة والبراءة فتعددت بعد ذلك البطولات. وقامت هالة ببطولة مسلسل " الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين " مع الفنان أحمد زكي، في رمضان عام 1982، وفي نفس العام كان أحمد زكي يقوم ببطولة فيلم "الاحتياط واجب" مع مديحة كامل وليلى طاهر ومن إخراج أحمد فؤاد وفى اليوم الأخير للتصوير وبينما كانت هالة تزور والدها في موقع التصوير فوجيء الجميع بأحمد زكي يتقدم لأحمد فؤاد بالزواج من ابنته هالة وذلك بعد أن رأى فيها فتاة أحلامه وبالفعل تم الزواج بين هالة وأحمد زكي في العام 1983. ووضعت هالة أبنها الأول هيثم احمد زكي بعد مرور أقل من عام من الزواج وفي العام 1984 ولكن بعد شهور قليلة من ميلاد هيثم تم الطلاق. وأخذت هالة ابنها هيثم من أجل تربيته ولكنها وقفت بجانب أحمد زكي في محنته المرضية عندما سافرت هي ووالدها إلى لندن للوقوف بجانبه عندما تعرض لجراحة في الكبد والمرارة وذلك في العام 1986. وقدمت هالة العديد من الأعمال الفنية على مدار عمرها الفني القصير الذي قطعه الموت وقدمت أفلام منها " مين يجنن مين" و "سجن بلا قضبان" و "السادة الرجال" و "عشماوي" و" شقاوة في السبعين" و" الحدق يفهم " و"الأوباش" و " حارة الطيبين " و "حارة الجوهري" و"اللعب مع الشياطين " . ومسلسلات منها " رجل لهذا الزمان" مع محسن سرحان وجدي العربي ثم " الحرمان" مع إلهام شاهين وفاروق الفيشاوي و" الإنسان والمجهول " مع محمود عبد العزيز وصفية العمري، بالإضافة للأفلام التليفزيونية منها " المليونيرة الحافية" و "الإنسان والإله "و المسلسلات التليفزيونية مثل مسلسل " للماضي ذكرى " و "ثمن الخوف " و "رحلة في نفوس البشر". قدمت هالة فوازير رمضان بعنوان " المناسبات " وحققت نجاحا كبيرا وبرزت كنجمة استعراضية بالإضافة إلى موهبتها التمثيلية فانهالت عليها العديد من الأعمال ولكن هالة أجلت كل مشروعاتها إلى بعد زواجها من عز الدين بركات والذي تم في شهر يوليو من عام 1988، وتعد السهرة التليفزيونية "قطر الندى" هي أخر عمل فني قامت بتقديمه. ووضعت هالة ابنها الثاني رامي من زوجها عز الدين بركات بعد عملية ولادة متعسرة، في نوفمبر من عام 1990، وبعد الولادة تعرضت لمضاعفات مما أدى إلى إصاباتها بجلطات في قدمها وبعد خروجها من المستشفى بعد شفائها من الجلطات عاودتها الجلطات في قدمها الأخرى وتسببت تلك الجلطات إلى تعرضها إلى إنسدادة في شريان القلب كادت تودي بحياتها لولا العناية الإلهية بها وتدخل الطبيب المعالج بدواء أذاب الجلطة قبل وصولها القلب بلحظات والذي قال أن مع حدث معها معجزة إلهية. وكانت هالة قد رأت الموت بعينيها ونطقت الشهادتين ودعت الله أن يبقيها على قيد الحياة من أجل أولادها فحصلت المعجزة واستجاب الله لدعائها وتعلمت من تلك التجربة أن الحياة قصيرة وأن الدنيا زائلة ولا تستحق الطمع فيها فقررت اعتزال الفن وارتداء الحجاب والاقتراب إلى الله والتفرغ لحياتها الأسرية وتربية أولادها. وبعد مرور عام تقريبا من اعتزال هالة وارتدائها الحجاب وفي نوفمبر عام 1991 أصيبت هالة بسرطان الثدي الالتهابي والذي يعد من الأنواع النادرة وبدأت رحلة قاسية مع المرض والعلاج الكيماوي و شفيت 6 شهور، ولكن بعد ذلك عاودها المرض وبصورة أشد قسوة وتوفى والدها المخرج أحمد فؤاد من شدة حزنه عليها وذلك في يوليو 1992. وبدأت هالة رحلة جديدة من العلاج الكيماوي في منتصف عام 1992، وواجهت آلام المرض وقسوة العلاج بشجاعة وصبر لدرجة صيامها عن الأدوية في نهار رمضان وفي أواخر أيامها كان القائمون على خدمتها يشمون ريحا طيبة تنبعث من غرفتها وكان زوجها عز الدين بركات دخل السجن بسبب مشاكل مالية مما أثر على حالتها. ورحلت هالة، في العاشر من مايو من عام 1993 ، تاركة هيثم أحمد زكي 9 سنوات و رامي عز الدين بركات سنتان ونصف وقدم زوجها عز الدين بركات التماسا إلى وزير الداخلية في ذلك الوقت لكي يسمح له بالخروج لإلقاء نظرة الوداع عليها .