احتفي معرض أبوظبي الدولي للكتاب بالإصدار الجديد " الطريق إلى الاتحادية – الملفات السرية للإخوان المسلمين" لمؤلفه عبدالرحيم علي. جاء ذلك بتخصيص جلسة حوار موسعة ضمت كل من أستاذ علم الاجتماع والمفكر السياسي السيد ياسين، وفريد زهران مدير عام دار المحروسة للنشر والمعلومات الصحفية ومصطفي بكري رئيس تحرير جريدة الأسبوع. وقد استمرت جلسة "محاكمة الإخوان" لما بعد انتهاء فعاليات المعرض بساعة كاملة وحظيت بإقبال جماهيري لم تحظ به ندوة مشابهة وتفاعل الجمهور معها لأقصي درجة ولولا حسم السيد ياسين في إدارة الجلسة لاستمر ت الندوة إلى الساعات الأولي من الصباح. وفي بداية الجلسة قدم عبد الرحيم علي لكتاب "الطريق إلى الاتحادية" متناولا بالرصد والتحليل، وعلى مدار أكثر من ثمانين عاما هي عمر الجماعة كيف انزلق الإخوان في مستنقع الانتهازية السياسية، منذ البدايات على يد الإمام المؤسس حسن البنا، مرورا بالتعامل مع كافة الحكومات التي تولت الحكم في مصر، وحتى ثورة 25 يناير 2011 تاريخ من الدم تلطخت به ايادي كل من تولوا المسئولية في تلك الجماعة كان آخرها دماء الثوار الأبرار التي سالت أمام قصر الاتحادية هؤلاء الذين رجحوا كفة مرسى في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فإذا بالرئيس يتنكر لهم وينحاز لأهله وعشيرته. وقال إن الكتاب الذي يصل عدد صفحاته إلى 505 صفحة يضم حوالي 160 وثيقة سرية من وثائق الإخوان تنشر لأول مرة وهي تحتوي على أجزاء رئيسية حول علاقة الإخوان من الأمريكان وكما رواها المرشد السابق مهدي عاكف وكذلك النص الكامل لمذكرة وكيل الجماعة في فضيحة عبد الحكيم عابدين وتحقيقات اغتيال النقراشي باشا إلى جانب وثائق أخرى بين الشيخ البنا وشريكه في تأسيس التنظيم أحمد السكري. وقال السيد ياسين أستاذ علم الاجتماع السياسي ومدير المركز العربي للبحوث إن المشروع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها في مصر عام 1928 يقوم على عدد من المبادئ الأساسية والإستراتيجية منها هو العمل على إحياء نظام الخلافة الإسلامية والمبدأ الثاني من مبادئ الجماعة هو أسلمة المعرفة ومعناه عدم الاعتداد بالمعرفة الغربية على أساس السطو عليها وأسلمتها، والمبدأ الثالث من مبادئ الإخوان هو الشورى وأنها أفضل من الديمقراطية الغربية وإن كانوا عدلوا عنها مؤخرا وقبلوا بها لأنهم استشعروا بأن اعترافهم بالديمقراطية هي التي ستقودهم إلى السلطة، مشيرا إلى إن مبدأ السمع والطاعة وانشقاق الكثيرين من الإخوان وفشلهم في الإدارة وكشف زيفهم سيعجل بزوالهم عما قريب. من جانبه أشاد فريد زهران مدير مركز المحروسة للطباعة والنشر بدولة الإمارات التي تحتفي بالعلم والمعرفة وتحرص إلى إقامة هذا المعرض منذ عشرات السنين مما يثري الحياة الثقافية العربية وقال إن الكتاب يحاول أن يساهم في معركة سياسية دائرة حاليا وهي معركة الأمة ضد الأخونة وبما يملك المؤلف من منهجية وقدرة على التحليل السياسي الموضوعي وحيدة علمية فهو يقدم وصفا دقيقا لأداء الإخوان المسلمين في العمل السياسي منذ نشأتهم وحتى الآن. وأشار إلى أن الباحث قام أيضا بتسليط الضوء على مدى انتهازية الإخوان وكيف تحالفوا مع النقراشي باشا وعبد الناصر والسادات والمجلس العسكري وكيف انقلبوا عليهم. ولفت زهران إلى مؤشر عدم قدرة الإخوان على نيل أصوات والفوز ب4 انتخابات نقابية في مصر هي انتخابات نقابات الصحفيين والصيدلة والبيطريين واتحاد الطلاب مما يعني أن الشعب المصري بدأ أولي خطواته نحو الديمقراطية وإفراز خيارات جديدة. وفي بداية حديثة أكد مصطفى بكري على أن الشعب المصري بكل طوائفه يكن لدولة الإمارات وقيادتها الحكيمة كل الحب والتقدير لأنهم يعرفون الدور الكبير والجهود العظيمة التي قدمها شعب الإمارات لمصر ولشعبها خلال العقود الماضية، لافتا إلى الدور الكبير الذي قام به المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه خلال حرب أكتوبر المجيدة عندما قدم الأموال وقطع البترول عن الغرب واستدان من البنوك الغربية لتمويل الحرب وقال نتذكر مقولته الشهيرة "بأن الدم العربي ليس أغلى من النفط العربي". وتناول الكتاب في عدة نقاط أكد خلالها انه إضافة جيدة لمن يرغب في المعرفة ومن يريد الاطلاع على تاريخ الجماعة منوها عن كتابه المزمع إصداره خلال أيام حول الإخوان والجيش.