قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقالة له بصحيفة " الإندبندنت " البريطانية السبت27 ابريل ان الموت يلاحق النظام السوري مثلما يفعل مع الثوار . وأشارت " الإندبندنت" في هذا الصدد أن فيسك اجري مقابلات مؤخرا مع عناصر من قوات موالية للنظام بسوريا التي تشهد ثورة شعبية بدأت سلمية منذ ما يزيد عن عامين ثم تحولت إلي حرب ضارية واسعة النطاق بين قوات الرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة المسلحة. وقص فيسك تجربته خلال الوقت الذي أمضاه مع عناصر الجيش النظامي في منطقة جبلية حدودية تنهال عليها الإمطار من كل جهة وتحاط بها دبابات من طراز تى -55 وهى من أنتاج الخمسينات وعربتهم مصطفة في الوحل وتستخدم فقط كقطع دفاعية . وقال فيسك للعقيد محمد وهو قائد وحدة القوات الخاصة بالجيش السوري أن هذه الدبابات خردة لكن العقيد رد بوجه يملؤه التكشيرة " نستخدمها لأغراض دفاعية أو بصراحة انها لا تتحرك ". وأوضح فيسك إن الجنود، الذين طلبوا عدم كتابة أسمائهم كاملة أو تصوير وجوههم حتى لا يتم التنكيل بهم أو بأسرهم مثلهم في ذلك مثل عناصر المعارضة لكنهم سمحوا له تصوير اى شئ أخر، ينظر إليهم العالم بأسره على أنهم "الأشرار" لكن في الحقيقة جهاز الشرطة السري في سوريا يستحق هذا اللقب لان الجنود ربما يحاربون من اجل سوريا وليس من اجل الأسد . ولفت فيسك إلى استنكار الجنود لمزاعم مسئولي الاستخبارات الإسرائيلية بشأن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا حيث تساءل أحد قادة الجيش لماذا سنستخدم هذه الأسلحة بينما نستخدم طائرات حربية وتستخدم المعارضة قذائف قادرة على التدمير. وقال ضابط آخر لفيسك " بريطانيا وفرنسا يسعيان لتقديم الأسلحة إلى حركات المعارضة لتقسيمنا لكننا نريد سوريا متحدة حيث يعيش بها جميع السوريين مع بعض بشكل ديمقراطي بدون اى أزمات دينية بل يعيشون فقط فى سلام تام". واختتم الكاتب البريطاني روبرت فيسك مقاله بالقول أن هذا الهدف ليس بهذه البساطة فكلمة "الديمقراطية" واسم الأسد لا ينسجمان بشكل جيد مع بعضهما فى سوريا. وبدلا من ذلك أرى أن هؤلاء الجنود الذي يسمون رسميا الجيش العربي السوري يقاتلون من أجل سوريا وليس الأسد لكنهم ربما ينتصرون في حرب لا يمكن الفوز بها.