قال الكاتب البريطانى روبرت فيسك في مقالة له بصحيفة "الاندبندنت " البريطانية، اليوم السبت، أن الموت يلاحق النظام السوري مثلما يفعل مع الثوار، لكن في الخط الامامي في الحرب بينهما، وان جيش الاسد ليس بامكانه الانسحاب او التراجع. واشارت "الاندبندنت" في هذا الصدد ان فيسك اجرى مقابلات مؤخرا مع عناصر من قوات موالية للنظام بسوريا التى تشهد ثورة شعبية بدأت سلمية منذ ما يزيد عن عامين ثم تحولت الى حرب ضارية واسعة النطاق بين قوات الرئيس بشار الاسد ومقاتلى المعارضة المسلحة. وقص فيسك تجربته خلال الوقت الذى امضاه مع عناصر الجيش النظامى فى منطقة جبلية حدودية تنهال عليها الامطار من كل جهة وتحاط بها دبابات من طراز تى -55 وهى من انتاج الخمسينات وعربتهم مصطفة فى الوحل وتستخدم فقط كقطع دفاعية. وقال فيسك للعقيد محمد وهو قائد وحدة القوات الخاصة بالجيش السورى ان هذه الدبابات خردة لكن العقيد رد بوجه يملؤه التكشيرة "نستخدمها لاغراض دفاعية او بصراحة انها لا تتحرك". واوضح فيسك إن الجنود، الذين طلبوا عدم كتابة اسمائهم كاملة أو تصوير وجوههم حتى لا يتم التنكيل بهم أو بأسرهم مثلهم في ذلك مثل عناصر المعارضة، لكنهم سمحوا له تصوير اى شئ اخر، ينظر اليهم العالم باسره على انهم "الأشرار" لكن فى الحقيقة جهاز الشرطة السرى فى سوريا يستحق هذا اللقب لان الجنود ربما يحاربون من اجل سوريا وليس من اجل الاسد. ولفت فيسك الى استنكار الجنود لمزاعم مسئولى الاستخبارات الاسرائيلية بشأن استخدام اسلحة كيماوية فى سوريا، حيث تساءل أحد قادة الجيش لماذا سنستخدم هذه الأسلحة بينما نستخدم طائرات حربية وتستخدم المعارضة قذائف قادرة على التدمير. وقال ضابط اخر لفيسك " بريطانيا وفرنسا يسعيان لتقديم الاسلحة الى حركات المعارضة لتقسيمنا لكننا نريد سوريا متحدة حيث يعيش بها جميع السوريين مع بعض بشكل ديمقراطى بدون اى ازمات دينية بل يعيشون فقط فى سلام تام". واختتم الكاتب البريطانى روبرت فيسك مقاله بالقول ان هذا الهدف ليس بهذه البساطة فكلمة "الديمقراطية" واسم الأسد لا ينسجمان بشكل جيد مع بعضهما فى سوريا. وبدلا من ذلك ارى أن هؤلاء الجنود الذى يسمون رسميا الجيش العربي السوري يقاتلون من أجل سوريا وليس الأسد لكنهم ربما ينتصرون في حرب لا يمكن الفوز بها.