قال مدير البرنامج الوطني لمكافحة الايدز بوزارة الصحة والسكان د.إيهاب أحمد عبد الرحمن، الجمعة 26 أبريل، إن مصر واحدة من أقل دول العالم في معدلات انتشار مرض الايدز بها. وأشار إلي أن المعدل في مصر يبلغ أقل من 0.02 في المائة وهو ما يعني حالتين لكل عشرة ألاف من السكان في الفئة العمرية بين 15 و49 عاما. وأشار عبد الرحمن في تصريحات لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط خلال مشاركته في أعمال المؤتمر السادس لوزراء الصحة الأفارقة المنعقد حاليا بأديس أبابا تحت شعار "أثر الأمراض غير المعدية والأمراض الاستوائية المهملة علي التنمية في إفريقيا"، لافتا إلى أن إجمالي عدد حالات الإصابة المسجلة أو ما يعرف باسم "المتعايشين" بفيروس "إتش آي في" المسبب للمرض في مصر يبلغ 3200 حالة حتى 31 مارس 2013. وأضاف أن العدد التقديري للمتعايشين في مصر بفيروس الايدز والذي تقدره وزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأممالمتحدة لمكافحة الإيدز يبلغ نحو 9500 حالة مؤكدا أن هذا المعدل يعتبر من أقل دول العالم وهو ثابت منذ عام 1986 وحتى الآن. وقال إن وزارة الصحة توفر الرعاية الصحية المجانية بالكامل لجميع المصابين بما يشمل نفقات الاختبارات والمتابعة والعلاج والتي تتراوح ما بين 7 و8 مليون دولار سنويا، مشيرا إلى أن هناك 1077 متعايشا بالمرض يتلقون العلاج المجاني بنسبة 100 في المائة في مصر حتى نهاية مارس الماضي. وأوضح أنه ليس جميع المصابين بالفيروس يحتاجون إلى العلاج موضحا أنه وفقا لقواعد منظمة الصحة العالمية، يتلقى المصاب بالفيروس العلاج، إذا أوضحت الاختبارات أن عدد "خلايا الدم البيضاء الرباعية" 350 وحدة أو أقل أو إذا دخل المصاب في المرحلة الإكلينيكية المعروفة باسم "المرحلة 3" أو "المرحلة 4" بصرف النظر عن عدد خلايا الدم البيضاء. وقال "إننا في مصر مازلنا قادرين على المحافظة على هذا المعدل المنخفض للغاية لانتشار المرض ومع ذلك، مازالت الوصمة المتعلقة بالإصابة بالايدز تعد أحد معوقات جهود مكافحة المرض وإن استراتيجيتنا لمكافحة المرض تتضمن مكافحة الوصمة من خلال أنشطة كثيرة منها وأهمها تعزيز الوعي بين المتعايشين بالمرض وبين المجتمع". وقال ان هناك "وصمة داخلية" بين المصابين بعضهم البعض وبالتالي نقدم نوعا كبيرا من الدعم النفسي والمجتمعي، وهناك وصمة أخرى بين أفراد المجتمع تجاه المصابين وان جهود القضاء على الوصمة داخل المجتمع تشمل الأفراد والشخصيات الفاعلة في المجتمع بما يشمل قيادات المرأة والشباب وقيادات المجتمع ورجال الدين والإعلام والمدرسين". وأكد مدير البرنامج الوطني لمكافحة الايدز بوزارة الصحة والسكان د.إيهاب أحمد عبد الرحمن أن تعزيز الوعي والمعرفة حول طبيعة المرض وطرق انتشاره تعد الخطوة الأولى في مكافحة انتشاره وكذلك القضاء على الوصمة المرتبطة بالإصابة بالمرض. وأشار إلى أن الإصابة بالفيروس في العالم كله تشمل 3 طرق وهي الممارسات الجنسية إذا كان احد طرفيها حاملا للفيروس أو عن طريق مشاركة الدم الملوث أو من خلال انتقاله من الأم المصابة إلى جنينها أثناء الحمل والولادة. وقال إن أول سبب للإصابة في مصر هو العلاقات الجنسية - بنسبة 77 في المائة – والثاني هو عن طريق الإدمان من خلال الحقن الملوثة وهي نسبة تبلغ 21.5 في المائة والثالث وتبلغ اقل من 2 في المائة بين الأطفال وتتم من خلال انتقال الفيروس من الأم المصابة إلى جنينها خلال الحمل والولادة. وأضاف ان احتمالات انتقال الفيروس من الأم المصابة إلى جنينها خلال الحمل والولادة تبلغ ما بين 25 و 45 في المائة ولكن مع توفير للأم المصابة العلاج الواقي والرعاية اللازمة خلال الولادة ينخفض ذلك الاحتمال إلى أقل من 2 في المائة وهو ما طبقناه في مصر والنتيجة انه خلال السنوات الثلاث الأخيرة لم تظهر أي إصابات جديدة بين مواليد الأمهات المصابات بالفيروس. وقال ان الايدز في السابق كان ينظر إليه على انه مرض الموت أو المرض القاتل لكنه أصبح الآن "مرض مزمن" مثل مرض السكري حيث أن المصاب بالايدز مثل مريض السكري لا يشفى منه ولكن يستلزمه علاج للتعايش مع المرض طوال حياته. وقال ان المصاب بفيروس الايدز قد يستمر 20 عاما حتى تظهر عليه الأعراض، ثم يتناول العلاج بعد ذلك للتغلب على هذه الإعراض طوال حياته. كما أشار إلى أن إفريقيا تعد اكبر قارة في العالم من حيث أعداد المصابين بالايدز حيث يتعدى عدد المصابين في دول جنوبي الصحراء الإفريقية نحو 20 مليونا من إجمالي33 مليونا مصابا في كل أنحاء العالم وهذا يمثل عددا ضخما، وقال إن معدلات الانتشار على مستوى العالم تنخفض بفضل الجهود المبذولة لمكافحة المرض باستثناء منطقتين وبينهما منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ولكن مصر تمكنت من الحفاظ على معدل انتشار منخفض للغاية منذ عام 1986.