طرحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية سؤالا حول إمكانية أن تتحول ليبيا بعد مشاركة واشنطن في الهجمات الدولية على نظام القذافي لتصبح عراقا جديدا بالنسبة للرئيس باراك أوباما، والشعب الأمريكي، بعد أن ورط الرئيس السابق جورج بوش بلاده في حرب بالعراق لا يعرف أحد متى تنتهي. وتقول الصحيفة في عددها الصادر اليوم السبت إن: الرئيس أوباما سعى لإظهار أن استخدام القوة في ليبيا والمشاركة الأمريكية من الحصافة والحكمة، وأنها لا تشبه الحرب المثيرة للجدل والمكلفة في العراق حتى أنه حاول استباق المقارنة تماما، موضحا لماذا إدارته لم تحاول الإطاحة بمعمر القذافي بالقول وقال: لأكون صريحا .. ذهبنا على هذا الطريق في العراق.. ولا أريد تكراره. وأضافت الصحيفة في رسالة وجهها أوباما للشعب الأمريكي بعنوان "لست بوش وبنغازي ليست بغداد"، إنه نظرا للاختلافات الواضحة بين العراق وليبيا، فلا قوات برية في ليبيا ولا قرار للأمم المتحدة بشأن العراق، فإن أوباما يسلك في ليبيا نفس طريق بوش في العراق وسيظهر ذلك مستقبلا". وتشير الصحيفة إلى أنه بالنسبة لأولئك الذين كانوا يعملون بعمق في حرب العراق، فمن الصعب عدم التعرف على المخاطر المحتملة على أمريكا للتدخل العسكري الجديد، وأن إدارة أوباما تعلمت الدرس وأصبح لديها فرصة الآن لتجنب تكرار أخطاء الماضي في ليبيا، لاسيما تلك التي ثبت أنها مكلفة جدا". وتوضح الصحيفة مدى الاختلاف بين إدارة بوش وأوباما، فإدارة بوش ذهبت إلى العراق مع عدد وافر من الأهداف، من بينها العثور على أسلحة الدمار الشامل وتدميرها، وبناء دولة ديمقراطية جديدة في قلب الشرق الأوسط، لكن على أعلى المستويات اختلف المسئولون الأمريكيون حول مدى أهمية إقامة عراق ديمقراطي وساعد هذا الغموض على خلق معضلة خطيرة، خاصة وإن الولاياتالمتحدة تريد مشروع بناء الدولة دون تخطيط وضمان الموارد اللازمة لنجاحها. وتضيف الصحيفة في خطاب أوباما الاثنين بجامعة الدفاع الوطني، فإنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الرئيس أوباما يعتبر نتيجة العملية العسكرية ستكون مقبولة في ليبيا، وهي الرغبة في تغيير النظام، معربا عن عدم رغبته في استخدام القوة لتحقيق ذلك الهدف، حتى مع توفير الدعم لأولئك الذين يسعون للإطاحة بالقذافي، وهذا هو وصفة للارتباك، سواء داخل الإدارة وبين الجمهور، ويمكن ملاحظة أن العملية في ليبيا تفتقر التأييد المحلي للعملية، خاصة إذا كان طريقا طويلا وفوضويا. وتورد الصحيفة وجها جديدا للشبه بين ما فعله بوش وما يفعله أوباما حيث قالت " الرئيس بوش أوحى للشعب أن غزو العراق سيكون سريعا ورخيصا وبسيطا، إلا أنه تحول لكارثة وليس بسبب التكاليف والصعوبات التي واجهت الإطاحة بصدام حسين بالقوة، ولكن لأن الإدارة فشلت في تقدير عامل الصعوبات المحتملة لعراق ما بعد صدام حسين، والدور الأمريكي الذي طال أمده. وتضيف إن أوباما يعيد ارتكاب نفس الأخطاء، ففي خطاب الاثنين ركز على دور أمريكا في التدخل العسكري، وبدا على ثقة من أن الولاياتالمتحدة يمكن أن تكون مشاركتها كبيرة وفعالة، وكان هناك اقتراح بأن دور أمريكا في المستقبل يمكن أن يتوقف على ما سيحدث في أعقاب العمل العسكري، وبدلا من ذلك، قرار أوباما التركيز على التكاليف والمنافع من وراء التدخل العسكري، دون النظر في كيف ستكون ليبيا ما بعد القذافي. وتتحدث الصحيفة عن أن العواقب غير المقصودة للعمل العسكري من الممكن أن تكون واسعة النطاق وتتطلب مزيدا من تورط الولاياتالمتحدة في ليبيا - كما فعلوا في العراق - وقد يرغب أوباما أن يعد الرأي العام الأمريكي لسلبيات محتملة لهذا التدخل.