تختلف أساليب التعامل والتقبل والتحمل لبعض المشاكل المتعلقة بشريك الحياة بحسب كل شخص، فلكل منا أسلوبه الخاص الذي يرى من خلاله عمق المشكلة وكيفية حلها. وقامت "بوابة أخبار اليوم" بعمل جولة حوارية مع فئات مختلفة حول "الخيانة"، مفهومها، أسبابها، كيف تتم مواجهة الشخص الآخر والتعامل معه،هل تتقبل ذلك؟، ومناقشة التأثير النفسي للخائن و الطرف الآخر. ونتج عن الجولة الحوارية الردود التالية للإجابة على هذه التساؤلات : • ما هي الخيانة من وجهة نظرك؟ قالت "م.س" 25 عاماً، عارضة أزياء:" الخيانة من وجهة نظري هى قيام الطرف الأخر بعلاقة كاملة مع غيري، لكن أي شيء آخر لا يدخل في قائمة الخيانة بالنسبة لي، وهذا لا يمكن إهماله، بل سيطرد من حياتي للأبد، لأني لم أجعله راضياً، وهناك من سيجد راحته ورضاه الكامل عني، وهذا ما أريده". أما " ن.م" 22 عاماً، فنانة تشكيلية، فتقول: "عندما اسأله أي سؤال يخطر ببالي ولا يجيب عنه أو يجيب بشكل غير صحيح أو مختصر فهذا في حد ذاته خيانة، لأني عندما اكتشف بالصدفة فإن ذلك يقلل الثقة الموجودة لدي، وأيضاً عدم إخباري بأي تعامل يتم بينه وبين أي فتاة غيري سواء زميلة في العمل أو صديقة أو حتى في الطريق هذا ما أرفضه تماماً". وأبدى "م.ن" 26 عاماً ، موظف بشركة، رأيه قائلا:" الكذب يمثل بالنسبة لي خيانة كبرى، فإن قامت حبيبتي بالكذب لاستسهال أمر ما، أو تجاوز مشكلة بإدعاء أن هذه كذبة بيضاء، فأنا لا أقبل وأعتبرها خيانة يصعب علي كرجل شرقي تحملها".
• ما هي أسباب الخيانة؟ أجابت " د.ن" 22 عاماً ، مذيعة راديو، قائلة:" أعتقد أن الخيانة هي طبع الرجل في مجتمعنا الشرقي، أي أنه يقوم بالخيانة حتى ولو فقد السبب ، أما المرأة فتنقسم لنوعين ، المرأة الطبيعية والتي تقوم بالخيانة بسبب الشعور بالنقص في الرجل ، مثل عدم تلبية احتياجاتها الأساسية مثل " الاهتمام _ الحنان _ عدم تقدير ما تقوم به" ، وهناك المرأة المريضة والتي تخون لأسباب أخرى مثل " الماديات". أما " م.م" 29 عاماً ، صحفي ، رأى أن الأسباب قد تعود لطباع في شخصية الخائن ،أو أحداث قد تطرأ على الطرف الآخر تجعله ينفر منه ويبحث عن شخص جديد، فكثرة المشاكل الزوجية أو الأنانية وعدم إحساس طرف بالأخر، قد تدفع الشخص للبحث عن علاقة جديدة يجد فيها ما يفتقده في زوجته أو حبيبته.
و قال "إ.خ" 26 عاماً ، مدرب تنمية بشرية، ترجع أسباب الخيانة لعدم الاهتمام غالباً ، وأحياناً " عين زايغة" وهذا ما يوجد غالباً في عالم الرجال ، وأحياناً الخجل في التعبير عن المشاعر ، وهذا ما تكرهه المرأة والتي غالباً تحب بأذنها أكثر ، فعندما لا يبدي الزوج إعجابه بها أو لا يسمعها كلاماً طيباً تذهب لتسمعه من غيره ، والعالق بذهن الرجال غالباً هو أن الزوجة لرعاية الأسرة وتربية الأطفال والاهتمام بالشئون الداخلية عن كونها الأنثى التي تأسر عينه إن كان رجلاً ضعيفاً، خصوصاً وأنه يرى زوجته بملابس البيت أما الأخريات فلا يرى منهم غير الملامح الخارجية التي تجذب الأنظار. ويقول "ح.ع" 22 عاماً ، طيار:" أسباب الخيانة بالنسبة لي هي إما أمراض نفسية ناتجة عن فقدان الثقة بالمحيطين ، أو سواء ضعف شخصية ، مما يدفع للجوء للكذب في مواقف نتيجة الخوف من سوء فهم المحيطين". • كيف تتعامل مع من خانك؟ هل تسامحه؟ تعجبت " ر.س" 30 عاماً ، سكرتيرة ، من السؤال المطروح ، مؤكدة أنه لا مبرر للخيانة من الأساس ، فإن خانني حبيبي فسوف أتركه ولكن مع جعله يندم على خيانتي وعدم إمكانية تعويضي، وبالتأكيد مهما فعل لن يمكنني مسامحته. واتفق معها في الرأي " م.م" 30 عاماً ، رجل أعمال ، لا يوجد تعامل بعد الخيانة، ولا يمكن أن أسامح في حالة الخيانة. وأجاب " ع.ح " 35 عاماً ، مهندس ، الله سبحانه وتعالى يسامحنا على أخطائنا فكيف ونحن بشر لا نسامح ، ولكن هناك حالات قاسية في الخيانة لا يمكن المسامحة فيها وهي الخيانة الكبرى. وحول التأثير النفسي للخائن والطرف الآخر : قال الأخصائي النفسي ومقدم الاستشارات النفسية خالد خضر، إن التأُثير النفسي يختلف لوجود فروق فردية ، ولكن السمات البارزة التي تحدث للشخص الخائن بعد الخيانة أزمة ثقة والتي تجعله فاقداً للثقة في الطرف الآخر ، فالرجل يتكون لديه مفهوم أن كل النساء غاويات أو باغيات ، والنساء ترى أن كل الرجال خائنين. وأضاف أنه قد تتحول أزمة الثقة إلى انتقام ، ويندرج أيضاً تحت الخيانة مسميات أخرى مثل انعدام الصدق والوفاء بالوعود ، و تعد الغيرة الزائدة هي إحدى سمات الشخص الخائن لأنه يخون فيرى من أمامه خائناً وبالتالي يسبب ذلك الشك والغيرة الزائدة ، وأحياناً الخيانة مع قلة الاهتمام قد تثير مخاوفه بأن الطرف الآخر قد يخون من أجل احتياجه للاهتمام، وقد يلجأ للحصول على الاهتمام من غيره. وأوضح أن الطرف الآخر الذي يعاني من الخيانة تتعدد ردود أفعاله والتأثيرات بحسب الشخصية، ولكن على الأغلب تحدث صدمات قد تؤدي إلى الإحباط والاكتئاب، وربما في بعض الحالات للرغبة في الانتقام . وأشار خضر أنه غالباً يحدث الطلاق في حالة الزواج ، أو إنهاء العلاقة في حالة الخطوبة، ولكن هناك أيضاً حالات تستمر رغم الأثر النفسي المؤلم ، بسبب الخوف من كلام المحيطين، ونظرة الغالبية بأن الرجل إذا خان زوجته فالأكيد أن التقصير منها وهو ما دفعه إلى الخيانة ، وأحيانا تستمر العلاقة لوجود أبناء.