محمد الفقي - بهاء الدين محمد - أكرم نجيب - أحمد خليل حالة من الجدل والتضارب شهدتها جبهة الإنقاذ بعد دعوتها إلى أحزاب النور ومصر القوية ومصر والإصلاح والتنمية للحوار بعيدا عن مؤسسة الرئاسة. وأعلنت قيادات بالجبهة أنها مازالت في مرحلة التشاور حول توجيه الدعوات أم لا وذلك على الرغم من أنها أعلنت توجيها للدعوة في مؤتمر صحفي وهذا في الوقت الذي أكد فيه قيادي أخر أنهم شرعوا في توجيه الدعوات، وأكد حزب النور أنه لم يتلق أية دعوات للحوار فيما أشار حزب مصر القوية تلقيه دعوة للحوار. وأكد عضو جبهة الإنقاذ د.وحيد عبد المجيد أن الجبهة أعلنت أنها ستتفق مع عدد من الأطراف الأساسية التي تتواصل معها في الساحة السياسية على أن يتم عقد موائد مستديرة للتشاور حول خارطة الطريق جديدة لإخراج البلاد من النفق المظلم. وأضاف عبد المجيد، في تصريحات خاصة، أن هذه الموائد ستبدأ بمشاركة أحزاب النور ومصر القوية والإصلاح والتنمية وحزب مصر على أساس أوراق عمل محددة تتضمن من وجهة نظر الجبهة كيفية تشكيل حكومة جديدة للإنقاذ تكون مهمتها الأساسية وقف التدهور الشديد في الحالة الاقتصادية والسياسية وتعمل وفقا لخطة عمل تفصيلية ومحددة زمنيا يتم التوافق عليها من مختلف الأطراف. وأشار عضو جبهة الإنقاذ إلى أن الخارطة تشمل تصحيح العلاقة بين السلطتين التنفيذية والقضائية وحل مشكلة النائب العام ووضع قانون عاجل للعدالة الانتقالية لمعالجة القضايا المتعلقة في مقدمتها الشهداء والمصابين والاتفاق على آلية جديدة لوقف الانتهاكات المتزايدة لحقوق الإنسان والاتفاق على صيغة لتعديل الدستور. وأوضح عبد المجيد أن العناصر الأساسية لورقة العمل سوف تناقش إلى جانب ما ستقدمه الأحزاب من أوراق سعيا إلى تقديم نموذج راقي للنقاش الموضوعي والبناء من أجل إنقاذ الوطن بعيدا عن المراوغات والمناورات التي سادت الدعوات التي وجهتها الرئاسة من قبل وأطلقت عليها الحوار الوطني. ولفت إلى أن المائدة المستديرة الأولى ستكون في نهاية الأسبوع الحالي، مشيرا إلى أن الجبهة في تواصل مستمر وليست في حاجة دعوة لأن الجميع يتداعى إلى هذه الموائد من أجل مصلحة الوطن. وحول ما ستتواصل إليه هذه الموائد من نتائج وتوصيات، قال عبد المجيد إنه لم يتحدد بعد أليه تفعيل نتائج ورؤية الأحزاب المشاركة ولكنه سيتحدد مع المائدة المستديرة الأولى. وأكد المتحدث الرسمي باسم حزب الوفد وعضو جبهة الإنقاذ د.عبدالله المغازي أن الجبهة لم ترسل أي دعوات إلى الأحزاب الأربعة بعد، وقال إن الأمر مازال قيد البحث والتشاور داخل الجبهة وأنه سيتم التوافق النهائي قريبا وإرسال الدعوات إلى أحزاب مصر والنور والوطن ومصر القوية. وحول سبب تحديد هذه الأحزاب الأربعة فقط وتجاهل أحزاب مثل الحرية والعدالة والبناء والتنمية وغد الثورة والوسط، قال المغازي إن هناك أحزاب مواقفها غير واضحة والأزمة الحالية تتطلب الوضوح بشكل أساسي حتى نخرج من عنق الزجاجة، وأشار إلى أن الهدف من الدعوة أن يتم الحوار بين الأحزاب وهذا أمر طبيعي بدون حضور مؤسسة الرئاسة على أن يسمح للرئاسة بتمثيلها بمندوب ولكن ألا تكون راعية للحوار. وأكد عضو الهيئة العليا لحزب الدستور عضو جبهة الإنقاذ د.جورج إسحاق أن دعوة الجبهة لعقد حوار مع كافة الأحزاب جاءت بعدما وجدت صعوبة بالغة من قبل مؤسسة الرئاسة لإتمام مثل هذه المبادرة خاصة بعد تمسك "الرئاسة" بموقفها الرافض للضمانات التي طالبت بها أحزاب الجبهة لإتمام الحوار, نافيا إعلان أي حزب نيته للمشاركة في الحوار الذي أعلن عنه مؤخرا. وأوضح إسحاق أن الهدف من توجيه الدعوة للحوار هو عقد العديد من الندوات والمؤتمرات بمشاركة كافة الأحزاب, مؤكدا أن أحزاب الجبهة لم ولن تستثني أي حزب من المشاركة, وأنه من المقرر الاتفاق على عدة بنود وأهداف سيتم التوافق عليها من قبل الأحزاب المشاركة في هذا الحوار, لافتا إلى أن هذه الأهداف سيتم إرسالها لمؤسسة الرئاسة بعد عقد مؤتمر جماهيري بحضور مؤيدي الحوار الوطني الذي سيتم عقده خلال مده لا تتجاوز 30 يوما للإعلان عن هذه التوصيات.
وأكد رئيس حزب النور د.يونس مخيون أن مبادرة الحزب، التي طرحها لإنهاء الأزمة الحالية، سيتم تفعيلها اضطرارا لا اختيارا لأنها السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية وإنهاء حالة الاحتقان السياسي. وأضاف مخيون أن الحزب يتواصل مع جميع الأحزاب والقوى الوطنية ومنها: الوسط والبناء والتنمية والحرية والعدالة وجبهة الإنقاذ وغيرهم للوصول إلى أرضية مشتركة للخروج من الأزمة الحالية. وأوضح أنه كان من المقرر أن يتم عقد اجتماع مع جبهة الإنقاذ الخميس الماضي، لكن الجبهة قامت بتأجيله، مشيرا إلى أن الحزب لم يتلق أية دعاوى للحوار من الأحزاب. وأشار مخيون إلى أن الرئيس محمد مرسي كان قد وعده بعقد جلسة خاصة، عقب جلسة الحوار الوطني الأخيرة ولكنه لم يحدث حتى الآن. وحول دعوة رئيس حزب الراية حازم صلاح أبو إسماعيل للأحزاب إلى الدخول في تحالف الأمة، قال مخيون أنه لم يسمع بهذا ولن يعقب على تصريحات لم يسمعها بنفسه، مؤكدا أن الحزب لم يحسم موقفه من التحالفات الانتخابية حتى الآن. وأعلن حزب مصر القوية أنه تلقى دعوة من عضو جبهة الإنقاذ الوطني د.وحيد عبد المجيد للمشاركة في مبادرة الجبهة للحوار الوطني, مشيرا إلى أن الحزب لم يأخذ قرار المشاركة من عدمه لحين التشاور حول أجندة الحوار وخطواته. وكشف أمين عام حزب النور المهندس جلال مرة عن قيام الحزب بالتواصل مع كل القوى السياسية من أجل الجلوس على مائدة الحوار على أساس مبادرة الحزب للخروج من الأزمات الحالية التي تفاقمت وتصاعدت حدتها والتي تعتبر نذير خطر علي الدولة المصرية بكليتها. وأشار إلى أن كل القوى السياسية أبدت موافقة مبدئية على الجلوس على مائدة الحوار بما فيها مؤسسة الرئاسة وأحزاب الحرية والعدالة، والبناء والتنمية، وغد الثورة، وجبهة الإنقاذ.
وطالب جلال مرة القوى السياسية ومؤسسة الرئاسة بالمرونة لأن الأمر متعلق بحاضر ومستقبل مصر، مشيرا إلى أن الخطر قد عم وانتشر والأمر يحتاج إلى تجرد وإعلاء مصلحة مصر العليا على جميع المصالح الحزبية.