رصدت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية السبت 2 مارس، زيارة وزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري الأولى للرئيس محمد مرسي، قائلة إن كيري قادم لمناقشة أزمات مصر السياسية والاقتصادية. وأضافت أنه هذه الزيارة تأتي لمناقشة أوضاع مصر الراهنة والظروف التي تمر بها خاصة بعد مرور ما يقرب من عام على حكم الرئيس محمد مرسي والإطاحة بالنظام السابق والمخلوع حسني مبارك. وأوردت الصحيفة تصريحات مسؤولين ومتخصصين في الاقتصاد بأن مصر إن وافقت على قرض صندوق النقد الدولي المقدر ب4.8 بليون دولار أمريكي واستمرت في إجراءاته في ظل ما تمر بة، فإن ذلك قد يسمح لها بمزيد من الاستثمارات والمساعدات من الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوروبية، كما يرى الخبراء الأوروبيون والأمريكيون أن مصر عليها أن ترفع من الضرائب وتقلل من إستهلاكاتها للوقود والسولار. ونشرت الصحيفة الإسرائيلية أراء الخبراء الذين وصفوا زيارة كيري لمصر بأنها مهمة وأساسية وأن كيري يحمل رسالة من أجل إصلاح وضع مصر الاقتصادي. واهتمت الصحيفة بما فعلته مصر تجاه إجراءات القرض، وقالت إنها كانت قد اتفقت على المبادئ الأساسية لشروط القرض في نوفمبر الماضي، إلا أن اندلاع أحداث العنف في الشارع أجلت الخطوات التي كانت تقوم بها، كما أشارت إلى أن مصر قد صرحت يوم الخميس، أنها دعت لتشكيل فريق لبحث إجراءات القرض في الوقت الحالي، وأن مصر تتمنى إنهاء إجراءاته بنهاية شهر أبريل المقبل. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك مجموعة "صغيرة" -على حسب ما ذكرته-، قامت بوقفة أمام وزارة الخارجية لتظهر اعتراضها على زيارة وزارة الخارجية الأمريكي لمصر، كما رفعوا مجموعة من الرسومات الكارتونية والكاريكاتورية التي كتب عليها عبارات مثل، "كيري..أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين" ، و "كيري..أنت غير مرحب بك هنا في مصر". واهتمت الصحيفة الإسرائيلية بالأحداث التي دارت بالمنصورة وبور سعيد، وقالت إن زيارة كيري إلى مصر، تزامنت مع مقتل إحد الشباب المعارضين بالمنصورة وإصابات الآلاف، أثناء الاشتباكات التي دارت بينهم وبين قوات الأمن، وأوضحت أنه على الرغم من أن زيارة كيري لمصر ليس لها علاقة مباشرة بالاشتباكات المستمرة في شوارع مصر، إلا أن ذلك يبرز أحداث العنف المستمرة و التي تحاول قوات الأمن مواجهتها. وأكدت جيروزاليم، أن الاتفاق بين الحكومة الإسلامية وقوى المعارضة المصرية يبدو ضعيفاً جدا، وبخاصة بعد تمسك تلك القوى بمقاطعة الانتخابات البرلمانية والتي من المقرر إجرائها خلال شهر أبريل ومايو، وأن هذا الاتجاه المعارض بدأ منذ سيطرة التيار الإسلامي بمفردة على وضع الدستور. والتقى كيري مع عدد من قوى المعارضة بمصر، إلا أن عدد من الرموز المعروفة كانت غائبة عن طاولة الحوار، ومن أبرزهم حمدين صباحي، لكن على الناحية الأخرى التقى مع السيد عمرو موسى وأجرى مكالمة هاتفية مع محمد البرادعي. وشددت الصحيفة في نهاية تقريرها على أن الخبراء والمسؤولين الأمريكيين أكدوا على أن الهدف من هذه الزيارة لمصر ليس بالتأكيد نوع من الوصاية التي يفرضها كيري على الحكومة أو المعارضة المصرية كما أن رأيهم الخاص هو أن المعارضة المصرية عليها الابتعاد عن المقاطعة إن كانت تريد أن تبرهن على وجه نظرها بالفعل.