اهتمت صحيفة "لوموند" الفرنسية الأحد 10 فبراير، باتهام فرنسا بالتدخل في شؤون تونس بعد عملية اغتيال السياسي اليساري شكري بلعيد الأربعاء الماضي. وأشارت الصحيفة اليومية إلى أنه في الوقت الذي كانت تشيع فيه تونس جنازة السياسي البارز بلعيد، كان سفير فرنسا في تونس، فرانسوا جوييت، في طريقه إلى مقر الحكومة التونسية، حيث استدعاه رئيس الوزراء حمادي الجبالى. وأضافت أن الحكومة التونسية التي أضعفتها الأزمة السياسية الخطيرة الحالية، والتي يهيمن عليها حزب النهضة الإسلامي، اعترضت على تصريحات وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس والتي استنكر خلالها ما اسماه ب"الفاشية الإسلامية" التي تنتشر في كل مكان. وأوضحت "لوموند" أن وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام انتقد أيضا تلك التصريحات التي وصفها بأنها "غير ودية وتضر العلاقات الثنائية بين البلدين". واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن هذا التوتر الدبلوماسي الجديد بين فرنساوتونس يأتي في سياق أقل مواتاة بالنسبة لباريس التي يتهمها البعض بمحاولة التدخل في السياسة التونسية ودعم المعارضة التقدمية، مشيرا إلى أنه وفي مدينة سوسة، حيث أقيمت الجمعة 8 فبراير، مراسم وطنية لتكريم شكرى بلعيد رفع أحد المتظاهرين علم فرنسا وكتب عليه عبارة معادية لفرنسا، كما شهد شارع الحبيب بورقيبة، الرئيسي بالعاصمة التونسية، كتب مجهول على الأرض بالأحرف الكبيرة"فرنسا الصهيونية". وذكرت "لوموند" أن الإسلاميين الراديكاليين في تونس اعترضوا أيضا على التدخل الفرنسي في شمال مالي، لاسيما وانه تم حرق العلم الفرنسي من قبل بعض المتطرفين في الرابع عشر من شهر يناير الماضي في الذكرى الثانية للثورة التونسية. واختتمت الصحيفة الفرنسية بقولها إن عملية تأمين مقر السفارة الفرنسية قد تم تعزيزها بشكل مكثف حيث تم إحاطتها بعناصر من الجيش والشرطة. وانتقد وزير داخلية فرنسا، الخميس الماضي، ما أطلق عليه "فاشية إسلامية تبرز في كل مكان تقريبا" تعليقا على عملية اغتيال المعارض العلماني شكري بلعيد في تونس". وقال فالس إنه "مازال يعلق آمالا على الاستحقاق الانتخابى حتى تفوز به "القوى الديمقراطية والعلمانية وتلك التى تحمل قيم ثورة الياسمين".