كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية - في عددها الصادر الخميس 31 يناير- عن التعاون بين الإدارة الأمريكية وحلفائها لوضع إستراتيجية لمكافحة ما يمكن تسميته ب"القاعدة 2.0". وأوضحت الصحيفة الأمريكية - في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني – أن "القاعدة 0ر2" هو تهديد إرهابي ناشئ يفتقر إلى مركز متماسك، ولكنه يتسبب في تصاعد حدة الإضطرابات في بعض المناطق الفوضوية. وأشارت إلى أن المسؤولين الأمريكيين يشبهوا هذه المشكلة الجديدة في سرعة انتشارها بخلايا السرطان، حيث تظهر الخلايا التابعة للتنظيم في أماكن متفرقة، وتتغذى على القضايا المحلية والشكاوى، لافتة إلى أن هذه الفصائل لديها اتصال أيديولوجي فضفاض مع ما تبقى من القيادة الأساسية في باكستان. وبالرغم من أن محاولة القضاء على هذه الخلايا المحلية - كما تسعى فرنسا في الوقت الحالي للقضاء عليها في مالي - قد يعرقل الخلايا الإرهابية الجديدة، إلا أن المحللين يؤكدون على أنه ستكون هناك عواقب وخيمة لذلك من بينها إمكانية انتشار المزيد من الخلايا وضخ المزيد من الفصائل الجهادية الجديدة في الحرب وتوجيه تهديد محتمل لأهداف موجودة في أوروبا وأمريكا، وفقا لما ذكرته الصحيفة. ونوهت الصحيفة إلى أن الإستراتيجية الأمريكيةالجديدة تبدو مشابهة لتلك التي وضعتها واشنطن عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، حيث تسعى وكالة المخابرات المركزية لتعزيز الأجهزة الأمنية للحلفاء الإقليميين والتي يمكن أن تساعد في اختراق وتعطيل الخلايا الإرهابية بطرق سيكون من المستحيل أن تتصرف خلالها واشنطن بمفردها. ومع ذلك، حذرت الصحيفة من أن "النسخة 0ر2" من التحالف لمكافحة الإرهاب تعد أكثر تعقيدا من الجهود السابقة التي أطلقها آنذاك جورج تينيت مدير وكالة المخابرات المركزية، وذلك لعدة أسباب من بينها أن بعض الشركاء الرئيسيين لم تعد كما كانت بسبب التغيرات التي تمخضت عن ثورات الربيع العربي، فهذه الثورات أطاحت بالأنظمة الاستبدادية وأجهزة الاستخبارات، والمعروفة باسم "المخابرات" التي ساعدت في الحفاظ على تلك النظم، واصفة ذلك بأنه "مكسب للديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن انتكاسة لجهود مكافحة الإرهاب".