تحولت السويس بين ليلة وضحاها إلى مدينة أشباح تكاد شوارعها تلفظ من عليها من بلطجية ولصوص وخارجين عن القانون زحفوا من جحورهم إلى الشوارع لسرقة ونهب ما تطولة أيديهم. جاء ذلك بعد اقتحام 4 أقسام وسرقة ما فيها فضلا عن محاولات اقتحام إدارة قوات الأمن بشارع ناصر، والتي تضم أغلب سيارات الشرطة والأسحلة الآلية والزخيرة وسرقة مخزن المواد المخدرة. وقضت المدينة ليلة مخيفة حيث أغلق الباعة والتجار محلاتهم من الثانية مساء، وأصبح حي السويس أكثر الأحياء صخبا هائدا على غير عادته، وباتت الشوارع خالية إلا من عائد من عمله يلتفت يمينا ويسارا خوفا من البلطجية أو يضع يديه على رأسه ويهرول حين يسمع صوت الأعيرة النارية، في مشهد يعيد للسويس ذكريات أحداث ثورة 25 يناير وما شهدته مساء جمعة الغضب والأيام اللاحقة له من فوضى وانتشار للسرقة وأعمال السرقات، بما استدعى إعادة تشكيل لجان شعبية لحماية الممتلكات الخاصة والمناطق السكنية. وقام اللصوص والبلطجية بغلق عدد من الشوارع الفرعية وتهديد المارة والسطو على متعلقاتهم تحت تهيد السلاح، بجانب السطو على المحلات وسرقة بعض السيارات ومحاولات لاقتحام المنازل مستغلين حالة الفراغ الأمني وغياب الشرطة. وقام بعض اللصوص بالتسلل إلى مديرية الأمن والاستيلاء على 25 جهاز حاسب آلي ولاب توب، وناشد الأهالي وحدات الجيش الثالث بتأمينهم وحمايتهم من هجمات اللصوص. واستجابت قيادة الجيش الثالث الميداني، وأصدرت أوامر ليلا بخروج دوريات أمنية وتمشيط الشوارع والمناطق السكنية لإعادة الأمن وضبط اللصوص والخارجين عن القانون. وقضى أغلب المواطنين بالسويس يومهم بالمنزل خوفا من ترك أبنائهم وذويهم بالمنزل، وأغلقت المصالح الحكومية، وتم اعتبار الأمس أجازة رسمية للعاملين بديوان عام المحافظة وإدارات الأحياء الخمسة وذلك بسبب الأحداث وصعوبة انتقالهم في ظل الإنفلات الأمني. وقرر رئيس محكمة السويس الابتدائية المستشار مدحت خاطر اعتبار الأحد 27 يناير، أجازة للعاملين بالمحكمة، بينما لم يحضر بمجمع النيابات سوى سكرتير التحقيقات وغاب باقي الموظفين. وفي هيئة موانئ البحر الأحمر تغيب أكثر من 90 % من الموظفين عن العمل، بينما استمرت حركة الملاحة وعمليات الشحن والتفريغ بموانئ السويس الأربعة بورتوفيق والزيتيات والأدبية والعين السخنة وسط تعزيزات أمنية مكثفة وانتشار لقوات الجيش. أما البنوك فقد علقت عملها ووضعت منشورا بذلك على أبوابها نظرا للأحداث التي تشهدها السويس وانتشار عمليات السرقة، باستثناء بنك واحد فتح أبوابه للعملاء ساعتين فقط وأغلق أبوابه في الحادية عشر ظهرا. وقام مجموعة من اللصوص بمهاجمة عدد من المنازل بقرية العمدة بالقطاع الريفي للسطو عليها، ونشبت اشتباكات بالأسلحة النارية والبيضاء بين الأهالي واللصوص أسفرت عن إصابة 3 من القرية بطلقات نارية، فيما فر اللصوص هاربين. وطالب قائد المقاومة الشعبية الشيخ حافظ سلامة بتشكيل لجان شعبية لحماية المدين. وقال رئيس جبهة اللجان الشعبية بالسويس أحمد عمران إن هناك 2500 موزعين على جبهات اللجان الشعبية "سويسي وافتخر"، "رابطة اللجان الشعبية"، و"جبهة عمران" حيث يتم التنسيق مع قوات الجيش لتأمين المدينة وتغطية أكبر قدر من المنشآت الحيوية والمناطق السكنية.