بورسعيد – نبيل التفاهنى تسود مدينة بورسعيد منذ صباح الجمعة 25 يناير أجواء التوتر المشوب بالحذر والترقب وهى تعيش أخطر 24 ساعة تمر بها منذ قيام الثورة. يأتي ذلك مع تزامن الذكرى الثانية لثورة يناير مع الحكم الذي تنتظره مصر بأكملها وبورسعيد بشكل خاص غدا السبت 26 يناير فى قضية أحداث مبارة الأهلى والمصرى التى سقط فيها 72 شهيدا ويحاكم فى أحداثها 74 متهما من بينهم 9 من قيادات الشرطة. وعاشت بورسعيد منذ ليلة الخميس 24 يناير أحداثا متصاعدة من أولتراس المصرى اللذين نظموا مظاهرة حاشدة احتلوا خلالها الميناء السياحى المطل على قناة السويس فى رسالة لكل المسئولين بمزيد من التصعيد إذا تم ترحيل المتهمين من سجن بورسعيد لحضور جلسة النطق بالحكم أو أذا استشعر الألتراس وأهالى المتهمين أن القضية قد تم تسييسها وصدرت خلالها أحكام لم تظهر براءة المظلومين وهم أكثرية من وجهة نظر أولتراس المصرى . وحاصر أولتراس المصرى كل مداخل ومخارج بورسعيد من خلال الاعتصام المفتوح الذي نظموه أمام السجن منذ ثلاثة أيام وحتى موعد جلسة النطق بالحكم ، والتى سيتابعها الأولتراس من خلال شاشات عرض ستوضع أمام سجن بورسعيد. و كانت المظاهرات الحاشدة والأكبر التى شارك فيها الآلاف من أعضاء الألتراس انطلقت من أمام المساجد الأهلية عقب أداء صلاة الجمعة ، وتجمعت فى شارع سعد زغلول، وحاولت بعض القوى السياسية والثورية المشاركة فى المظاهرات ورفع شعارات لإحياء ذكرى الثورة ورفض حكم المرشد والأخوان وبسببها حدثت أشتباكات بين أعضاء الأو لتراس وشباب القوى الثورية ورفض الأولتراس وهم من الأكثرية وجود أى مظاهرات أو شعارات سياسية أو ثورية على أن تتوحد كل المظاهرات للتضامن مع المحبوسين والمطالبة بإظهار برائتهم. وبالفعل أختفت القوى السياسية من المظاهرات والتى سارت فى حشودها الضخمة متوجهة نحو سجن بورسعيد للانضمام إلى المعتصمين حوله وقد ألغى الأولتراس فاعلية التوجه الى مبنى المحافظة ورفع علم ضخم يحمل شعار بورسعيد بلونه الأخضر فى رمزية لتجسيد الهتافات التى رددها المتظاهرين الشعب يريد إستقلاق بورسعيد. وبعد الظهر توجهت بعض الجماعات إلى مبنى مديرية الأمن وبدأوا فى إلقاء زجاجات الملوتوف والشماريخ، وحاولت بعض قيادات الشرطة تهدئة الأمور وعدم الانجراف في مواجهات بين الشرطة والأولتراس. وكانت بورسعيد تحولت إلى ثكنة عسكرية ، وأعلنت حالة الطوارئ القصوى بين قوات الشرطة بها وتم دعم المدينة ب 35 تشكيل من قوات الأمن المركزى المزودين بالمدرعات ، كما فرضت حراسة مشددة حول المبانى الحكومية وفرضت القوات البحرية وقوات حرس الحدود والشرطة حراصة مكثفة حول المجرى الملاحى لقناة السويس. وفى مقابل هذه الأجواء المشوبة بالترقب خفت الحركة تماماً فى الأسواق التجارية وتعيش المدينة لحظات من حبس الأنفاس للخوف مما هو قادم بعد صدور حكم المحكمة السبت 26 يناير.