حذرت صحيفتا " الراية " القطرية و" الوطن" العمانية الأربعاء 23 يناير من أن الأزمة السورية قد تطول بسبب عدم وجود موقف دولي موحد بشأن سوريا. وقالت صحيفة "الراية" القطرية، إن الجهود التي يبذلها المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي لحل الأزمة السورية قد وصلت إلى حائط مسدود بسبب عدم وجود موقف دولي موحد من شأنه أن يضع حدا لمعاناة الشعب السوري . واعتبرت الصحيفة - في افتتاحيتها - أن إعلان الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي بهذا الخصوص يدل على أنه " لا بارقة أمل" حتى الآن في نجاح مهمة الأخضر الإبراهيمي الهادفة إلى إيجاد تسوية سياسية للنزاع المستمر منذ 22 شهرا. وأشارت "الراية" إلى خيبة الأمل التي أعرب عنها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأخضر الإبراهيمي بسبب غياب موقف دولي موحد من شأنه أن يؤدي إلى مرحلة انتقالية سياسية كما نص عليها إعلان جنيف الذي تم التوصل إليه في شهر يونيو الماضي. وشددت الصحيفة على أن قطر بذلت ومازالت من خلال ترؤسها للجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا جهودا كبيرة من أجل وقف شلال الدم المتواصل في سوريا ووقف العنف والقتل وإنهاء معاناة الشعب السوري. وبينت الصحيفة، أن الجهود القطرية والعربية اصطدمت بحائط مماطلة النظام السوري وتسويفه وافتقاده للمصداقية ورفضه الاستجابة لمطالب الشعب السوري واختياره للحل العسكري للقضاء على الثورة السورية يشجعه على ذلك انقسام المجتمع الدولي بشأن سوريا والغطاء السياسي الذي تقدمه روسيا والصين له في مجلس الأمن الدولي. واختتمت "الراية" تعليقها بالقول التأكيد على أن استنكار الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الدولي الخاص لسوريا لا يكفي لحل الأزمة السورية بل أن هناك مسئولية ملقاة على عاتقيهما للتأكيد على أن فشل مجلس الأمن الدولي في التصدي لمسئولياته هو ما يسمح للعنف في سوريا أن يمتد وينتشر ويتواصل. وأكدت أن على الدول الأعضاء في المجلس أن ترتقي لمسئولياتها الأخلاقية فيتوحد موقفها من خلال اتخاذ قرارات ملزمة تجبر النظام في سوريا على وقف العنف والقتل وهو المدخل الحقيقي لإحداث تغيير ملموس وحقيقي في الوضع السوري. من جانبها ، أكدت صحيفة (الوطن) العمانية، أن حل الأزمة السورية مؤجل إلى أمد بعيد لا أحد يعلمه وأن معاناة الشعب السوري مرشحة للاستمرار بل وتحولها إلى أسوأ مما هي عليه الآن . ورأت الصحيفة تحت عنوان "فكروا .. قبل أن تصل النار إلى أطراف الأثواب" إن القوى الدولية والإقليمية وخاصة القوى الداعمة للمعارضة السورية المسلحة وغير المسلحة غير مستعدة بل لا تريد حل الأزمة ويزعجها استقرار سوريا وتماسكها ووحدتها . وأضافت أن ما يضاعف مساحة التشاؤم هو أنباء عزم الأخضر الإبراهيمي المبعوث العربي والدولي الاستقالة، وإعلان روسيا على لسان نائب وزير خارجيتها ميخائيل بوجدانوف عن أن الوضع في سوريا يمكن أن يتطور بطرق مختلفة معتقدا أن النزاع قد "يطول" ، ولفتت إلى أن الدور الروسي يعد مؤثرا في القرار الدولي وباحثا وساعيا في الوقت ذاته للحل السلمي للأزمة السورية عن طريق الحوار دون شروط مسبقة.