أثار مشروع تعلية سد "الروصيرص" السوداني، شهية رجال أعمال سعوديين للاستجابة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز للاستثمار الزراعي بالخارج. وذكرت صحيفة "الشرق" السعودية - في تقرير نشرته "الجمعة 4 يناير" - أن السعودية أكدت مواصلة دعمها المشروعات التنموية في السودان، خاصة مشروعات البنية التحتية المتعلقة بالزراعة والكهرباء، مشيرة إلى أن مشروعات السدود المائية على النيل تعد من المشروعات الكبرى الرائدة لدعم النشاط الزراعي وتوليد الكهرباء. ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب للصندوق السعودي للتنمية المهندس يوسف البسام "إن الصندوق أسهم في تمويل تعلية هذا السد بقيمة 150 مليون ريال"، مبينا أن المشروع سيسهم في تحقيق تنمية وجذب استثمارات زراعية تعود بفوائد كبيرة على السودان. وأكد البسام في الوقت نفسه استعداد المملكة للاستمرار في التعاون مع السودان في إطار تعزيز التكامل بين الدول العربية، مشيدا بالعلاقات التاريخية التي تربط بين الشعبين الشقيقين. وأوضح أن مشروع تعلية سد "الروصيرص" - الذي يعد الأطول في العالم بطول 25 كلم وبسعة تخزينية لبحيرتها لأكثر من 7 ملايين متر مكعب - يعد رمزا لمتانة العلاقات الثنائية بين البلدين، ونموذجا للمشروعات التنموية الناجحة التي تدعمها السعودية، وقال "إن المشروع يسهم في جذب مزيد من الاستثمارات السعودية في إطار مبادرة الملك عبدالله للاستثمار الزراعي السعودي في الخارج، التي تهدف إلى الإسهام في تحقيق الأمن الغذائي الوطني والعالمي، وبناء شراكات تكاملية مع الدول ذات المقومات والإمكانات الزراعية العالية". وكان الرئيس السوداني عمر حسن البشير افتتح مؤخرا مشروع تعلية سد الروصيرص، وذلك ضمن احتفالات السودان بالذكرى السابعة والخمسين لاستقلال السودان، بمشاركة وفد من السعودية برئاسة المهندس يوسف البسام، وممثلين عن صناديق التمويل الخليجية والعربية. يذكر أن مشروع التعلية تكلف 400 مليون دولار وسيزيد السعة الاستيعابية للبحيرة إلى أكثر من 7 مليارات متر مكعب، وسيزيد إنتاج الكهرباء بنسبة 50% دون تكلفة إضافية، وتؤمن الاحتياجات المائية لكل مشروعات التنمية الحاضرة والقادمة، وزيادة الرقعة الزراعية بمليون فدان في كنانة والرهد. ومن المقرر أن يحتفل السودان قريبا بافتتاح مجمع سد نهرى "عطبرة وستيت"، وبدء العمل في سدى "كجبار" في الولاية الشمالية و"الشريك" في ولاية نهر النيل.