06/02/2012 03:11:34 م محاسن الهواري كأنها ساحرة تضرب فوق رمال مصر بيديها فتخرج لك عالماً سحرياً من قلب الصحراء لتري حولك كائنات أسطورية تنبض بالحب والمتعة والحياة إنها مارجو فيون. هذه الرسامة العظيمة الذائعة الصيت في العالم كله والتي تعتبر من رموز الفن التشكيلي في القرن العشرين ، لايعرفها كثير من المصريين علي الرغم من أنها ولدت في مصر،وعاشت عمرها كله في مصر ترسم بريشتها صور الحياة مصرية. مارجو فيون هي إمرأة عشقت مصر وذابت في حبها،والحقيقة أنها ورثت هذا الحب عن أبيها رجل الأعمال السويسري وأمها النمساوية اللذين جمعهما حب مصر،حيث التقيا في زورق علي ضفاف النيل،وتزوجا في مصر،وعاشا فيها حتي وافتهما المنية. ولدت مارجو فيون في العباسية مع أسرتها المأخوذة بحب مصر وسحرها،وتعلمت الصغيرة في مدارس مصر،وسافرت لباريس في أوائل العشرينات من عمرها لمدة ثلاثة أعوام ثقلت خلالها موهبتها في الرسم ثم عادت إلي مصر مجدداً لتكمل مشوارها الفني. تنوعت بعدها الفنية ولكنها جميعا لم تخلو من عمق ورغبة ملحة في الوصول للجوهر الحقيقي الكامن خلف الأشياء،فقدحاولت أن تصل لكل الصور المعبرة عن معاني الحياة والموت والفرح والعذاب والسكون في مصر. فقد كانت تخرج الحياة من قلب السكون فهي تذهب لصحاري مصر وتلتقط من قلب أكوام الرمال قطع من الحجر عندما تتمعن فيها تشعر بأنها كائن يخاطبك ،يشهد لك بما كان في أزمنة ماضية ويحكي في ذلك الآف الحكايات. ومثلما ذهبت لحياة السكون في الصحراء فقد ذهبت للضجيج والصخب في ريف مصر وصورت مشاهد الحياة في الريف المصري حيث رسمت الموت ومايصاحب الجنازة من صور حزينة،وكذلك لحظات الإحتفال بالمولود الجديد فيما يطلق عليه المصريون السبوع،كما رسمت ببراعة مشاهد العرس والزواج. جدير بالذكر أن مارجو فيون ولدت في 19 فبراير 1907 وتوفيت في 11 يونيو 2003. وللأسف لم يصدر عن مارجو فيون كتاب واحد باللغة العربية وربما لهذا تبقي مجهولة للقارئ المصري والعربي بصفة عامة بينما يحتفل العالم بفنانة رسمت مصر المسكونة بالرقص والحكي والموسيقي والعاطفة والحياة
