العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي نفذته إسرائيل ضد قافلة »أسطول الحرية« التي كانت تحمل مساعدات إنسانية لأهالي غزة المحاصرين ليس الأول من نوعه كما أنه لن يكون الأخير! لأن إسرائيل اعتادت علي اتباع سياسة العربدة والهجوم الاجرامي علي المواطنين الأبرياء ولا تلقي بالا للمجتمع الدولي أو الرأي العام العربي والأجنبي.. فإسرائيل تنفذ سياسة العصي الغليظة والقبضة الحديدية طوال مراحل الصراع العربي الإسرائيلي ولا يمكن لأي عاقل أو منصف علي امتداد عالمنا العربي أو العالم الحر أن ينسي المذابح التي ارتكبتها في دير ياسين وقانا وبحر البقر ومصنع أبوزعبل واجتياحها المستمر للأراضي الفلسطينية وقتل الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ. ومصر دائما تتحمل مسئولياتها في الدفاع عن قضايا الأمة العربية وفي مقدمتها بطبيعة الحال القضية الفلسطينية.. وكان قرار الرئيس مبارك فور العدوان الإسرائيلي الغاشم الأخير علي القافلة المسالمة بفتح معبر رفح فورا وبدون مدة محددة لاتاحة الفرصة أمام الأشقاء الفلسطينيين للعبور علي الجانبين من غزة الي مصر والعكس للتخفيف عن معاناتهم والمشقة التي يتحملونها بسبب الحصار الإسرائيلي الظالم. وعلي الرغم من وجود ستة معابر أخري تحت اشراف السلطات الإسرائيلية ووجود اتفاقية دولية تنظم حركة العبور للمواطنين والبضائع من خلال هذه المعابر ومن بينها معبر رفح الا ان قرار الرئيس مبارك كان فتح معبر رفح دون الالتزام بهذه الاتفاقية التي تنص علي خضوع العبور علي هذا المعبر للاشراف الدولي لدول الاتحاد الاوروبي وإسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية.. وكانت هذه الخطوة العملية من جانب مصر لتخفيف المعاناة عن الفلسطينيين في اعقاب الهجوم الوحشي علي القافلة ردا عمليا مصريا علي إسرائيل ودعوة صريحة لرفع الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني الذي تفرضه إسرائيل علي الفلسطينيين منذ أكثر من ثلاث سنوات بدعوي الحفاظ علي أمن إسرائيل ووقف ما اسمته بالعمليات الإرهابية ضد الإسرائيليين. وفي مثل هذه الأزمات أصبح من المألوف ظهور مواقف عنترية وشعارات حنجورية هنا وهناك ويحاول البعض استثمار هذه الأجواء لاظهار زعامات غير حقيقية ويجد الأبواق التي تهلل له وتدعو له وخير مثال علي ذلك الموقف التركي الذي يتناسي أن هناك تحالفا استراتيجيا بين تركيا وإسرائيل والتعاون العسكري والاقتصادي بين البلدين يتنامي ويتزايد يوما بعد يوم والاتفاقيات العلنية مبرمة بين الجانبين في مختلف المجالات ولكن لا يمنع من ظهور تصريحات عنترية في مثل هذه المواقف مثل التهديد بسحب السفير وإعادة النظر في العلاقات الحميمة بين البلدين إلي آخر المصطلحات التي أصبحت مستهلكة.. وتأتي نيكاراجوا التي لا ناقة لها ولا جمل في القضية الفلسطينية ولا تعنيها من قريب أو بعيد لتعلن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل وقد سبقتها من قبل فنزويلا وبوليفيا وهي دول تقع في أقاصي الكرة الأرضية في أمريكا الجنوبية ولا يعلم سكانها شيئا عن الشرق الأوسط أو القضية الفلسطينية ولكنها المزايدات التي لا تقدم أو تؤخر سوي انها شعارات لها اهدافها وابعادها.. ووزراء الخارجية العرب حين عقدوا اجتماعا طارئا في مقر الجامعة العربية احتجاجا علي هذا العدوان الغاشم اصدروا بيانا بعد اجتماعات امتدت إلي ما بعد منتصف الليل وكانت اشبه بالبيانات السابقة في مثل هذه المناسبات وانتهت إلي لا شيء اللهم الا بعض المزايدات مثل سحب المبادرة العربية التي قدمتها المملكة العربية السعودية للقمة العربية في بيروت عام 2002، ولم تسفر عن شيء حتي الآن رغم مرور أكثر من ثماني سنوات فكأنها مسحوبة تلقائيا ولم يمنع الأمر من ظهور بعض الأصوات في الاجتماع الأخير للمطالبة بسحبها مرة أخري.. إن مثل هذه العربدة الإسرائيلية لا تكفيها البيانات أو الشعارات أو المظاهرات والمزايدات لكنها بحاجة لمواقف عملية جادة تؤكد وحدة الصف الفلسطيني أولا ثم وحدة الصف العربي ثانيا عندئذ يمكن وقف العربدة الإسرائيلية إلي الأبد والمضي قدما في طريق السلام اذا كان لايزال هناك طريق لهذا السلام.