ماذا كان حال مصر، والعرب، منذ 34 عاما مضت؟ سؤال أوجهه وأجيب عنه لكل من تقل أعمارهم عن الستين من المصريين والعرب ونسبتهم لا تقل عن 09٪ من التعداد العام وهم الذين لم يكونوا قد ولدوا قبل هزيمة أو »وكسة« 5 يونيو 7691، أو لم يكن إدراكهم ورشدهم قد اكتمل بعد. فاليوم تحل الذكري المشئومة، ومن واجبنا أن نتذكرها دائما لنتعظ مما جري فيها، ونحسب ظروفنا جيدا قبل الخطو في كل أمور حياتنا.. وهو ما فعلناه بكفاءة واقتدار، وبتوفيق من الله سبحانه وتعالي، في 6 أكتوبر 3791 بعد 6 سنوات فقط من العار والشنار! منذ 34 عاما، كانت سيناء في أيدينا والتي عادت لأحضاننا بعد نصر أكتوبر المجيد علي أيدي الزعيم الذي سبق عصره أنور السادات وكانت الجولان في أيدي أصحابها الاخوة السوريين.. والضفة الغربية بما فيها القدسالشرقيةوغزة في أيدي أصحابها الاخوة الفلسطينيين.. وكان قطار غزة ينطلق من محطة رمسيس في القاهرة إلي غزة كل يوم حاملا من يشاء ليتسوقوا السلع الأوروبية الجيدة من أسواقها، والتي حرمتنا السياسة »الاشتراكية« منها في مصر!.. وكانت اسرائيل محصورة فيما استولت عليه من أراض فلسطينية في حرب ونكبة 8491، وان كانت تتمني طبعا التوسع وابتلاع ما تبقي من أرض فلسطين، بل ومن أراض عربية مجاورة »إن أمكنا«! وبرعونه تحرك عبدالناصر، وأمر بحشد قواتنا في سيناء استعدادا للمواجهة.. وتم ذلك بالفعل نهارا جهارا ابتداء من 51 مايو 7691 رغم ان الحرب يلزم أن تكون خدعة!!.. وطلب من هيئة الأممالمتحدة سحب قواتها الدولية التي كانت تؤمن الملاحة الإسرائيلية لايلات في شرم الشيخ، فجاء »يونانت« سكرتيرها العام ناصحا عبدالناصر بعدم الاندفاع حتي لا تشتعل الحرب لغير صالحنا ونحن خارجون للتو من حرب اليمن التي أنهكتنا.. لكن عبدالناصر رفض، وخطب خطابا ناريا متوعدا اسرائيل برميها في البحرين الأبيض والأحمر، وهو ما استغلته اسرائيل جيدا في »تقليب« العالم ضدنا ومساندتها في مواجهة العرب المتوحشين! وفي 5 يونيو 7691 أغارت اسرائيل علي مطاراتنا ودمرت مقاتلاتنا وقاذفاتنا علي الأرض، ثم اجتاحت سيناء بدباباتها وأبادت الآلاف من جنودنا بقسوة لا مثيل لها ، كما احتلت الجولان السورية، وكل الأرض الفلسطينية!! وهي الآن تنشط في تهويد القدس واذلال وطرد الفلسطينيين، لتحقق طموحاتها! فلنتعظ من كارثة 5 يونيو!