اختلطت الأمور كلها في مصر حاليا.. وأتحدي من يخبرني اين الحقيقة؟ ومن علي صواب ومن المخطيء؟.. لكن ما اعرفه جيدا هو أننا نمر بمرحلة خطيرة جداً يمكن أن تدمر وطننا، ومكمن الخطورة أن داء الأنانية تمكن منا وانتشر في نفوسنا واجسادنا.. واصبح كل واحد فينا لايري إلا نفسه ومصلحته الشخصية.. أما مصر ف »طز« فيها، ولا مانع من القاء الإهانات يمينا وشمالا.. بدءا من أبسط مواطن وحتي رموز مصر.. وانتهاء بالمؤسسة العسكرية التي كانت ومازالت حصن الكرامة لمصر والأمة العربية. صحيح أن هناك بعض الاخطاء في إدارة المجلس العسكري للمرحلة الانتقالية، ولكن هناك نجاحات كثيرة جدا لنفس المجلس، في مقدمتها اجراء افضل انتخابات برلمانية شهدتها مصر طوال تاريخها، .. والنجاح الاكبر من وجهة نظري هو العبور بمصر من هذه المرحلة الحرجة بأقل الخسائر الممكنة، إذا ما قورنت أحوالنا بالدول المجاورة. ورغم ذلك نسمع الآن من يقول ويتهم ويصل الأمر إلي حد الاهانة بأن المجلس العسكري هو المسئول عن تردي الاوضاع الاقتصادية، وينبغي ان تستفيد الدولة بالمؤسسات الاقتصادية التابعة للقوات المسلحة، لأن هذه المشروعات تملكها الدولة ولا يملكها الجيش، يقولون ذلك وكأنهم يتحدثون عن جنود اسرائيليين أو عن جيش أجنبي، معللين كلامهم بأن الجيش المصري مكانه علي الحدود ومهمته تقتصر علي القتال فقط ولا ينبغي ان تكون له علاقة بالعمل الاقتصادي. يقولون ذلك وهم يجهلون أن وزارة الدفاع الأمريكية مساهم رئيسي في اكبر شركة سيارات علي مستوي العالم وتملك أكبر البنوك الامريكية بخلاف الصناعات الحربية الخفيفة والثقيلة التي تديرها.. ولا يعلمون ايضا ان القوات المسلحة المصرية لا تحصل إلا علي 2.4٪ من ميزانية الدولة وهي نسبة تعادل 05٪ فقط مما تحصل عليه وزارات اخري رغم ضخامة اعباء القوات المسلحة، وفي نفس الوقت ولمن لا يعلم فقد قدمت القوات المسلحة حوالي 62 مليار جنيه من عائد مؤسساتها الاقتصادية لدعم اقتصاد الدولة. ينبغي ان لانقترب من جيشنا وقواتنا المسلحة، وممنوع الاقتراب من مؤسساتها الاقتصادية لانها الخط الاحمر لنا ولأولادنا وللاجيال القادمة، والخط الأحمر الذي أقصده هو الاحساس بالأمان، وقواتنا المسلحة هي المؤسسة الوحيدة التي تشعرنا بذلك، فابتعدوا عنها سواء كنتم ليبراليين أو اسلاميين ولا تتاجروا بأمن مصر.