لم يعد العمل في الصعيد الان نوعا من العقوبة أو التنكيل بعد ان أولت الحكومة الصعيد اهتماما كبيرا لتعويض ما فاته طوال الاعوام الماضية لاكثر من نصف قرن تعرض خلالها للاهمال وعدم الاهتمام أو توفير سبل الحياة الكريمة.. وكان حتي وقت قريب الانتقال من الوادي الي الصعيد للعمل عقوبة لابد من تنفيذها وأشغالا شاقة صعبة أن تعمل في مناطق لا يوجد بها اي مظهر من مظاهر الحياة الحديثة.. وكانت ظاهرة الخط التي عرفت في الصعيد في الستينيات من القرن الماضي وظهور الخارجين علي القانون الذين يتحصنون في الجبال والكهوف والمناطق الوعرة ويتحدون الدولة ويرهبون المواطنين وكأنهم فوق القانون.. وتطورت ظاهرة الخط الي ظاهرة التطرف وانتشار الجماعات الارهابية التي تغذي الفتنة الطائفية وتضرب السياح والمراكب السياحية التي تعبر النيل في طريقها الي الاقصر وأسوان وتضرب القطارات ايضا وتنشر الرعب في كل مكان. تذكرت هذه الايام الحالكة السواد في تاريخ مصر وأنا أتابع مع الملايين من ابناء مصر داخلها وخارجها الرئيس مبارك وهو يفتتح طريق الصعيد البحر الاحمر والذي يربط مدن الصعيد بالبحر الاحمر ويفتح المجال امام الاستثمارات والمشاريع التنموية التي تعني المزيد من فرص العمل امام شباب تلك المدن واقامة المشروعات الاقتصادية التي تسهم في رفع مستوي المعيشة بعد حرمان طويل خلال السنوات الماضية.. وقبل ذلك بأيام قليلة افتتح الرئيس مبارك أيضا مطار مبارك الدولي بالقرب من مدينة سوهاج يربط بين هذه المنطقة ومختلف دول العالم ويتيح الفرصة للحركة والاستثمارات في تلك المناطق.. وظهرت الكباري العلوية فوق النيل لتربط المدن ببعضها وتضمن سلامة الحركة وسهولتها بعد أن كانت الحركة من مدينة لاخري تمثل مشقة عالية وتحول الجبال المنتشرة في العديد من مناطق الصعيد دون اقامة المشروعات الاقتصادية.. وكان حرص الرئيس مبارك علي متابعة تنفيذ هذه المشروعات المهمة أولا بأول وقيامه بافتتاحها بحضور رئيس الوزراء والوزراء يعكس اهتمام الرئيس مبارك وجميع أجهزة الدولة بأن تمتد يد التنمية الي هذه المناطق التي حرمت منها طويلا وفي نفس الوقت تعويض ابنائها عن الفترات السابقة وتؤكد حرص الدولة علي محدودي الدخل والوصول بالخدمات الي المواطنين وتغيير معالم البيئة مهما كانت قاسية وصعبة لكي ينعم المواطنون بالحياة الكريمة في وطنهم وهم يشعرون بأن الدولة وعلي رأسها الرئيس مبارك لم تتجاهلهم وان خطط التنمية الطموحة التي تنفذها الدولة بجميع اجهزتها تضعهم في اعتبارها بعد ان ظلوا لفترة طويلة نسيا منسيا.. ولاشك ان اقامة هذه المشروعات التنموية المهمة هي الخطوة الرئيسية والاساسية في مكافحة قوي الشر والارهاب ومواجهة حملات التشكيك والاحباط التي يحاول البعض الترويج لها بأساليب مختلفة.. ولكن حين يدرك المواطن ان الدولة توليه الاهتمام اللازم وتسعي جاهدة لتوفير جميع اوجه الحياة الكريمة له ولاسرته وتوفر له الطرق الحديثة ووسائل النقل والخدمات الاساسية يزداد ولاؤه لها وايمانه بالوطن وفي نفس الوقت يكون هو حائط الصد ضد أي محاولات للتشكيك أو الاحباط. وقد زرت اسيوط الشهر الماضي تلبية لدعوة كريمة من المحافظ اللواء نبيل العزبي بمناسبة العيد القومي للمحافظة.. وسعدت كثيرا بالتطور الهائل الذي شهدته المحافظة والانجازات التي حققها اللواء نبيل العزبي خلال فترة وجيزة وتغير وجه الحياة تماما في هذه المدينة بعد ان عاد اليها جمالها وانتشرت المساكن والطرق الحديثة ودارت عجلة الاقتصاد فيها فقضت علي البطالة والظواهر الدخيلة علي المجتمع المصري.