مجدى عبد العزيز من أهم الفقرات التي قدمها البرنامج الناجح »صباح الخير يا مصر« صباح الثلاثاء الماضي تلك الفقرة الجيدة التي تحدث فيها د. جودة عبدالخالق وزير التموين والتجارة الداخلية مع محمد جوهر وقصواء الخلالي في حوار ممتع عن السلع التموينية الضرورية التي يحتاج اليها الناس بكل طبقاتهم وفئاتهم من يملكون البطاقات التموينية أو من لا يملكونها فالرجل كان كعادته دائما شجاعا في ارائه وصريحا لاقصي حد ورد علي كل الاسئلة التي طرحت عليه من المذيعين أو عبر الفيس بوك والاتصالات الهاتفية وشرح كيفية حل مشكلة القمح ووضع النقاط فوق كل الحروف بالنسبة لازمة انبوبة البوتجاز وطريقة توزيعها واسعارها بالنسبة لحاملي بطاقات التموين حيث لن تزيد علي خمسة جنيهات بينما يصل سعرها لمن لا يملك البطاقة التموينية خمسة وعشرين جنيها وأوضح اسلوب وطريقة توزيع هذه الانابيب خلال الفترة المقبلة ثم تحدث ايضا عن بعض الاستفساات التي تلقاها عن عبوات ونوعية زيت الطعام وغيرها من السلع الاخري المهمة لحياة الناس مثل الارز، وكان ايضا حاسما وواضحا بالنسبة للعقوبات التي ينبغي ان تطبق علي كل من يتلاعب بقوت الشعب ويتاجر بقوت يومه في السوق السوداء وتمني لو ان مجلس الشعب يصدر تشريعات يغلظ فيها العقوبات علي كل هؤلاء المتلاعبين في اسعار السلع التموينية حتي ينضبط السوق ويصل الدعم الي مستحقيه. وأعجبني قول د. جودة عبدالخالق ونبرة التفاؤل تعلو صوته وهو يؤكد في اسلوب جريء انه سوف يظل دائما مع الناس الغلابة وانه لن يتخلي عنهم وأنه يؤمن بالحكمة التي تقول بشروا ولا تنفروا فلابد من ان نصدر للناس الامل بدلا من النظرة التشاؤمية علي الرغم مما نعانيه جميعا من ظروف اقتصادية حرجة وصعبة نتيجة لتراكم الفساد طوال السنوات الماضية التي ازدادت فيها نسبة الفقر بين معظم شرائح المجتمع باستثناء حفنة من الاثرياء. انني احيي د. جودة عبدالخالق علي ارائه الجريئة والصريحة وتصديه الحاسم للقضايا الحياتية التي تمس مصالح الناس وتضع لها الحلول العاجلة من خلال حكومة الانقاذ الوطني التي شاء قدرها ان تأتي في ظل اوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية بالغة التعقيد والتشابك ولكنها تعمل بقدر المستطاع علي العبور بنا الي بر الامان. وعلي الجانب الآخر تابعت ايضا الجلسة المثيرة التي عقدها مجلس الشوري في الاسبوع الماضي برئاسة د. احمد فهمي وتحدث فيها المهندس محمد رضا اسماعيل وزير الزراعة واستصلاح الاراضي عن مرض الحمي القلاعية وكيفية قيام الفلاحين بمواجهته واستعرض بصراحة حجم الخسائر والاعداد التي تم شفاؤها من هذا المرض اللعين ثم تحدث عن الاعتداء علي الاراضي وكشف عما تقدم به الي مجلس الوزراء من طلبات بشأن توصيل المرافق للاراضي الزراعية وانه تقدم بمشروع قانون جديد لحماية الاراضي الزراعية وانشاء مجتمعات عمرانية للفلاحين لتعمير هذه الاراضي والنهوض بها من خلال نظام او اطار من الشرعية وسيادة مرافق الدولة عليها. وقد تابعت ايضا ما دار من مناقشات مثيرة حول هذا الموضوع وأعجبني بشدة الاراء الجريئة والصريحة التي ذكرها بعض السادة النواب امثال ناجي الشهابي وميرفت عبيد واللواء احمد جمال الدين مساعد وزير الداخلية للامن العام وكلها جاءت لتعبر بصدق عن ضمير الامة وهو ما لم يكن يحدث من قبل في قضايا كثيرة كان لا يتوقف امامها طويلا مجلس الشوري السابق حيث كان يهتم فقط بخدمة اجندة رأس السلطة في نظام المخلوع وحاشيته من اباطرة المافيا الذين نهبوا ثروات ومقدرات هذا الشعب العظيم علي مدي الثلاثين عاما الماضية. وتحية اعجاب وتقدير لقناة الشعب التي خصصها اتحاد الاذاعة والتليفزيون لمتابعة جلسات مجلسي الشعب والشوري التي اقامت جسرا مباشرا بين ابناء هذه الامة ووزرائها من اعضاء السلطة التنفيذية وبرلمانها المحترم بغرفتيه الشعب والشوري اللذين يتحملان مسئولية اعادة بناء الوطن في هذه الظروف الدقيقة التي نثق في اجتيازها بمشيئة الله بسلام بشرط ان تخلص النوايا وننسي مصالحنا الشخصية ونرتفع فوق الخلافات ونحب بعضنا بصدق بعيدا عن الشعارات المزيفة .
