لم يترك اي شيء للظروف فقد كان يقوم بعمل تجارب علي الواقع لأي عمل يشرع في تنفيذه.. فقد فوجئت به يطلب مني التحرك بالسيارات لتنطلق من مركز قاعة المؤتمرات بمدينة نصر إلي مقر استديو التحميض والطباعة للصور الفوتوغرافية ثم نعود إلي قاعة الموتمرات ثم تنطلق منها إلي اخبار اليوم حتي يحسب بطريقة عملية الوقت التي ستستغرقها رحلة وصول الصور للصحفيين الموجودين في المركز الصحفي بقاعة المؤتمرات ورحلة وصول الصور لمطابع اخبار اليوم .. هذا هو مصطفي الوشاحي الذي وقف ومن معه من رجال الامن كدروع بشرية لمنع بلدوزر المحافظة من ازالة استديو الجيب وظل علي اتصال بوزير الاعلام الذي كان عائدا من مهمة عمل إلي ان هبطت الطائرة وتدخل الوزير وحل المشكلة.. ولكن عندما توقف نبض برامجنا الاعلامية وتوارت.. توقف قلبه النابض ورفض الحياة ولم تفلح القسطرة التي اجريت له في مستشفي عين شمس التخصصي ولا عملية القلب المفتوح بمركز الطب العالمي في اعادة نبضات قلبه مثلما فشلت سياسات الطبطبة الاعلامية الحالية في اعادة نبض الحياة لاعلامنا وشل مبني ماسبيرو وتوقفت نبضات الحياة في قلوب برامجنا ومسلسلاتنا التي توارت في كفن الاعلام الخاص وشيعت جنازتها لتدفن تحت اقدام المسلسلات التركية. ولكنني عندما وقفت بجوار رأس جسده الممدد في جامع السيدة نفيسة للدعاء له بعد الصلاة عليه سمعت منه كلمات توحي بالعبرة والعظة وتمنحنا وشاح الصبر علي الظلم.. وعندما حملناه علي الاعناق شعرت بان قلبه المفتوح مازال ينبض ولكن بنبضات تختلف عن نبضات عالمنا فإلي جنة الخلد.