لم أكن أتصور أن حادث السطو المسلح الذي تعرض له مرشح الرئاسة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح من جانب تشكيل عصابي قام بسرقة سيارته وإلقائه هو وسائقه في الطريق العام بعد ضربه علي مؤخرة رأسه.. يصبح هذا الحادث حديث الصحافة الأجنبية علي اعتبار انه صورة من صور الانفلات الأمني في مصر.. الذي أسعدني ان هذه الصحافة أبرزت نجاح رجال المباحث في مصر للوصول إلي الجناة والقبض علي أفراد العصابة الستة رغم اختفائهم في مناطق ريفية متعددة وأعادوا للدكتور أبو الفتوح سيارته.. ضباط المباحث المصرية كانوا محل تقدير الصحافة الأجنبية عندما وصفتهم بالفك المفترس الذي يصطاد الجناة مهما كانت قدرتهم علي التخطيط في اخفاء معالم الجريمة.. وكون ان يصبح ضباط المباحث عندنا محل تقدير الأقلام الصحفية في الخارج فهذا يحسب للأجهزة الأمنية التي استردت عافيتها ووجدت وزير داخلية »دكر« يساندها . أذكر أنه جمعني من يومين لقاء علي التليفون مع طبيبي المعالج في لندن وهو الدكتور فوزي ميخائيل المصري الأصل والبريطاني الجنسية، وكنت قد فتحت عليه تليفونيا بعد اكتشافي انني مصابا بانسداد في اثنين من الشرايين الرئيسية في القلب.. وسألني الرجل عن مصر وما يحدث في مصر لأنه عاشق لمصر ولم ينقطع عنها منذ أن وطأت قدماه الأرض الإنجليزية.. كان أهم ما يريد التأكيد عليه معي ما يقال في تقارير »الاسكوتلانديارد« جهاز الشرطة البريطانية عن كفاءة الأجهزة الأمنية في مصر حقيقي أم للترويج السياحي بغرض اجتذاب السياح. قلت له: سعادتي لا توصف بعد أن أشادت الشرطة البريطانية بكفاءة الأجهزة الأمنية عندنا. كلمة حق أقولها في حق رجال المباحث في مصر، انهم يتمتعون بقدرة وحس أمني في فك الألغاز والوصول إلي الجناة.. وسأروي لكم واقعة سرقة بالاكراه تعرضت لها فتاة في مدينة نصر.. كانت هذه الفتاة تنتظر صديقتها وهي تجلس داخل سيارتها بالقرب من النادي الأهلي بمدينة نصر وإذا باثنين من المسلحين طرقا زجاج السيارة لكي تفتح لهما ولما رفضت كسرا الزجاج وتمكنا من الدخول واقتاداها بالسيارة بعد تكميمها وفي مكان مجهول ألقيا بها خارج السيارة بعد تجريدها من أمتعتها الشخصية وتليفونها المحمول.. تم الابلاغ عن الواقعة وقد تم تشكيل خطة أمنية تحت اشراف اللواء محسن مراد مساعد أول مدير مباحث العاصمة الذي قاد التشكيل مع فريق بحث بقيادة اللواء عصام سعد مدير المباحث الجنائية وتم التوصل إلي الجناة، لقد فكوا الألغاز ونجحوا في القبض علي »المنسي« وهو سائق ومسجل خطر و»ربيع« وهو عاطل ومسجل خطر من خلال الأكمنة التي أقامها العميد محمود فاروق مفتش مباحث قطاع جنوبالقاهرة وأمام اللواء سامي لطفي نائب مدير الإدارة العامة للمباحث اعترف المتهمان بارتكابهما حادث السطو بدافع السرقة.. وما يحدث في القاهرة من فك ألغاز يحدث في الجيزة لأن الذي يرأس جهاز المباحث الجنائية فيها واحد من أهلها هو اللواء كمال الدالي والذي أسفرت جهود رجاله عن فك ألغاز المئات من حوادث السرقة بالاكراه.. وقضايا الابتزاز. لذلك أقول: حيوا معي الفك المفترس.