الاضطرابات في سوريا أضعفت النفوذ الإيراني وحماس لم تبخل مصر بجهودها منذ عقود لحل القضية الفلسطينية سواء للجلوس علي مائدة المفاوضات والوصول الي حل مع الجانب الاسرائيلي من أجل إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا الي جنب مع اسرائيل في سلام أم لتضييق الفجوة بين الفرقاء الفلسطينيين وإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني الفلسطيني والالتفات الي القضية الأهم وهي إقامة دولة فلسطين.. آخر هذه المحاولات كانت استضافة مصر منذ أيام وفد المصالحة الفلسطينية الذي عقد بين قادة حركتي فتح وحماس والفصائل لدعم تفعيل المصالحة الوطنية بين جميع الفصائل الفلسطينية بخصوص تطبيق اتفاق الدوحة، وتفعيل عمل اللجان التي انبثقت عن اتفاق القاهرة. وكان حوار أخبار اليوم مع عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة »فتح« ورئيس وفدها للحوار الوطني الفلسطيني. إلي أي مدي أثرت ثورات الربيع العربي علي القضية الفلسطينية؟ أري ان المصطلح الأمثل هو »الحراك الشعبي العربي« إن أول من تأثرت بالايجاب لما يحدث في البلدان العربية هو القضية الفلسطينية والفلسطينيين عموما عندما انعكست بشكل ايجابي علي المصالحة الفلسطينية الفلسطينية فبعض الدول التي كانت تبذل الجهود لعرقلة المصالحة الفلسطينية ضعف تأثيرها بسبب الحراك الشعبي العربي حيث خلقت شروطا موضوعية أفضل من السابق بسبب ضعف تأثير هذه القوي الاقليمية مما أدي الي توقيع اتفاق القاهرة في الرابع من مايو من العام الماضي ايضا حاولت وسائل الاعلام الغربية والاسرائيلية أن تنشر بأن القضية الفلسطينية غابت عن الحراك الشعبي العربي ولكنهم لم يشاهدوا الاعلام الأمريكية والاسرائيلية تحرق في المسيرات والمظاهرات كما اعتادوا وكان الرد الأول علي هذه المقاولات كان من مصر فيكفي ان نقول انه في ليلة واحدة عندما اقتحم المتظاهرون السفارة الاسرائيلية سقط عشرات الشهداء ومئات المصابين كان هذا أكبر دليل علي أن قضية الصراع العربي الاسرائيلي يعيش في قلوب المصريين والعرب، وسوف تظل مصر كما كان يقول الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إن مصر هي »باراميتر« الميزان الشعبي العربي. ما هي رؤيتكم للتقارب بين مصر وحركة حماس؟ الي أي مدي يمكن ان يؤثر ذلك علي المصالحة الفلسطينية؟ ان هناك فرقا بين مصر والاخوان المسلمين مشيرا الي ان حماس لديها علاقة تاريخية مع الاخوان المسلمين في مصر وبالتالي ليست علاقة جديدة وإنما تقديره وتحليله أن مشاركة الاخوان المسلمين في السلطة بمصر وقراءة سريعة لشعاراتهم السياسية اختلفت عن السابق حول السياسة الخارجية المصرية تحديدا وبالتالي هذا سيترك أثره الايجابي لصالح القضية الفلسطينية في تفكير حماس السياسي وأضاف أنه بالنسبة للعلاقات فهو لا يعتبر أن هناك تطورا بين مصر وحماس فالعلاقة موجودة ولكن بروز الاخوان المسلمين ومشاركتهم بالسلطة جعل حماس تتحرك برعايتهم أكثر من السابق، أما النظرة فلم تتغير وعلاقة مصر بالقضية الفلسطينية لم تتغير. هل ترون ان إسرائيل تستغل الاوضاع العربية الحالية لتنفيذ هذه المخططات؟ إن الاطماع الاسرائيلية تجاه القدس ليست بالجديدة ولكن بالفعل نتيجة الاوضاع العربية الحالية والتمزق العربي وعدم وجود موقف عربي موحد يجعل إسرائيل تقوم بتنفيذ هذه المخططات بتهويد القدس وهدم المسجد الاقصي بأسرع ما يمكن.. إننا لا ننكر ان حجم التأثير الرسمي العربي في الصراع العربي الاسرائيلي انخفض بشدة وليس هذا فقط في القضية الفلسطينية وإنما في كل القضايا العربية فإذا نظرنا الي عملية التغيير التي تحدث في الدول العربية ففي ليبيا قامت قوات حلف الناتو بالتدخل لإنهاء الصراع.. وإنما كنا نتمني ان تتصدي الجماهير والشعوب العربية والمسئولون العرب للتدخلات الأجنبية في الشأن العربي وأن تحل قضايا بأنفسهم لأن هذا قد يعيق التطور الديمقراطي الذي تمر به الشعوب العربية.. فأي تدخل في الشأن العربي الداخلي خاصة من أمريكا لن يكون من مصلحة الشعوب العربية. متي يشهد الشارع العربي وجود اتحاد واتفاق بين حركتي فتح وحماس للوقوف بوجه المخططات الاسرائيلية ومحاولة استعادة الأرض الفلسطينية؟ أكد أنه لن يكون هناك التحام ولكن يجب في البداية من خلال الحوار إنهاء الانقسام وهو ما تسعي له حركة فتح منذ فترة طويلة بقيادة مصر التي تلعب دورا بارزا في إنهاء هذا الانقسام والذي لا يزال مستمرا حتي الآن وهو ما شهدناه الأيام الماضية من خلال اجتماع مصر مع كل الفصائل الفلسطينية لانهاء هذا الانقسام وفي الفترة الاخيرة بعد توقيع الورقة المصرية التي قامت حركة فتح بالتوقيع عليها في 51 من اكتوبر 9002 ورفضت حينها حماس ان توقع علي الورقة قامت مؤخرا بالتوقيع عليها في 4 مايو الماضي وهي بالمناسبة هي نفس الورقة ونفس البنود ولم يتغير حرف واحد فيها.. حتي انه كان هناك في المقدمة شكر للرئيس المخلوع مبارك عندما وقع جميع الفصائل علي الورقة، وتم الانتباه لهذه الفقرة وتم شطبها إن الجهود لم تتوقف سواء المصرية أم العربية أم الفلسطينية الفلسطينية لإنهاء هذا الانقسام لأن الشعب الفلسطيني في أمس الحاجة للوحدة وهو أساس الحوار الوطني والأساس لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي الذي بات ينخر في كيان الدولة الفلسطينية حتي يتم اسقاطها فلا يوجد انقسام حدث في التاريخ مثلما يحدث في فلسطين فحتي بعد توقيع اتفاق الدوحة الذي كان يهدف لتشكيل الحكومة برزت قوي من أجل تعطيل التنفيذ وعلي الرغم من ذلك هناك أمل في أن يتم التواصل بين حركتي فتح وحماس كفلسطينيين من كل الاتجاهات حتي يتم تنفيذ اتفاق القاهرة الذي جاء اتفاق الدوحة ككجزء بسيط منه وهو الأساس لحماية القدس والمسجد الأقصي والمقدسات الاسلامية بفلسطين.